تشير التوقعات إلى أن المعدن الأساسي في صناعة البطاريات، “الليثيوم”، من غير المرجح أن يشهد تعافيًا كبيرًا خلال 2025؛ بسبب استمرار فائض العرض في السوق واحتمالية استئناف بعض المناجم لإنتاجها إذا ارتفعت الأسعار.
وذكرت وكالة بلومبرج الأمريكية، أن أسعار الليثيوم تراجعت منذ أواخر 2022 بسبب فائض العرض والنمو البطيء في الطلب على السيارات الكهربائية، وهو ما أسفر عن تعليق بعض طاقات التعدين.
ومع ذلك، يرى معظم المحللين أن السوق لا يزال يعاني من فائض في العرض هذا العام؛ رغم أن التوقعات تشير إلى أن هذا الفائض سيكون أقل من العام 2024.
ويعود التردد في تقليص العرض – أو الاستعداد لإعادة تشغيل المناجم بسرعة كبيرة – إلى حقيقة أن الطلب من المتوقع أن يرتفع بسرعة على المدى الطويل مع تسارع عملية التحول الطاقي، كما قد تكون التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك احتمال فرض رسوم جمركية ثقيلة من العوامل التي تشجع شركات التعدين على الاستمرار في الإنتاج خوفًا من أن ينقسم السوق إلى كتل تجارية متنافسة.
احتياطيات الليثيوم في الصين تحتل المرتبة الثانية عالميًا
وقال محلل معدن الليثيوم لدى شركة الذكاء المعدني المعياري لاستشارات الصناعية فيديريكو جاي إن “هذه الديناميكية في العرض قد تحد من الزيادة في الأسعار في عام 2025، حيث أن إعادة التشغيل السريعة قد تؤدي إلى سوق أكثر وفرة من المتوقع حاليًا”.
وتوقع أن تتراوح أسعار كربونات الليثيوم في شمال شرق آسيا عند 10 آلاف و 400 دولار للطن هذا العام وهو نفس المستوى الذي كانت عليه في نهاية 2024.
وواجه بعض منتجي الليثيوم الذين يعانون من انخفاض الهوامش صعوبات في العام الماضي، حيث قاموا بتعليق الإنتاج أو تأجيل التوسعات ومع ذلك ساعد ذلك على استقرار الأسعار اعتبارًا من منتصف أغسطس الماضي، لكنه لم يكن كافيًا لتحفيز انتعاش حقيقي.
وهناك الآن مخاوف من أن الزيادة في الأسعار قد تؤدي إلى تسريع عمليات التعدين مرة أخرى خاصة في أفريقيا والصين اللتين يُتوقع أن تكونا من أكثر المناطق التي ستشهد هذا التوجه.
ومن المتوقع أن يشهد هذا العام دخول إمدادات جديدة إلى السوق من زيمبابوي والصين والأرجنتين من إنتاجها مقارنة بالعام الماضي، في حين هناك توقعات أن طاقة الإنتاج في مالي والبرازيل ستنمو بسرعة من قاعدة منخفضة.
على جانب آخر، يبدو أن آفاق نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة أصبحت أكثر تذبذبًا، خاصة في ظل حماسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب للوقود الأحفوري.
وأوضحت المحللة الاقتصادية البارزة أليس يو، أن “شركات صناعة السيارات العالمية وصناع السياسات تقف في مفترق طرق، حيث يناقشون ما إذا كانوا سيواصلون التحول إلى السيارات الكهربائية واحتضان عصر السيارات الكهربائية الجديد – الذي تهيمن عليه شركات تصنيع معظمها من الصين ولديها سباق متقدم – أم سيختارون تباطؤ التحول”.
واختتمت الوكالة بلومبرج، بأن المخاوف من حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تؤدي إلى زيادة التقلبات في أسعار الليثيوم خاصة بعد أن أعلنت بكين الأسبوع الماضي عن إمكانية إضافة تقنيات مختلفة بعضها يُستخدم في تكرير الليثيوم وإنتاج مواد كيميائية للبطاريات إلى قائمة العناصر التي تخضع لقيود التصدير.