سجلت أسعار العقود الآجلة للنحاس والفضة في نيويورك ارتفاعا قياسيا، مع تزايد رهانات المتداولين على احتمالية فرض الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رسومًا جمركية مرتفعة على المعادن في إطار تصعيد أوسع للحرب التجارية العالمية.
وتداولت عقود الفضة الآجلة – وفق وكالة بلومبيرج على منصة “كومكس” – لشهر التسليم الأول بعلاوة تجاوزت 0.90 دولار للأوقية فوق أسعار السبائك الفورية المحددة، مقتربة من مستويات الذروة التي شهدتها في ديسمبر.
كما تم تداول النحاس عند علاوة قدرها 623 دولارا للطن فوق العقود الآجلة المكافئة المحددة في بورصة لندن للمعادن؛ وهو ما يقترب من مستويات قياسية شهدناها خلال فترة الضغط القصير التاريخية التي هزت سوق النحاس العالمية العام الماضي.
وكان التجار يسارعون إلى شحن النحاس إلى المستودعات الأميركية للاستفادة من ارتفاع الأسعار منذ العام الماضي، وكانت هناك جهود مماثلة جارية منذ بدأت أسعار الفضة في نيويورك في الارتفاع.
يأتي هذا الارتفاع الجديد في الأسعار مع تزايد الشكوك والمخاوف في الأسواق المالية حول نطاق سياسات ترامب التجارية مع اقتراب حفل تنصيبه في 20 يناير الجاري.
أفادت شبكة “سي.إن.إن.” الأمريكية بأن ترامب يدرس إعلان حالة طوارئ اقتصادية وطنية لتبرير الرسوم الجمركية الشاملة، استنادًا إلى مصادر مطلعة.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو “بدأ المستثمرون حول العالم العام بالبحث عن حماية ضد التضخم المتصاعد، والمخاوف من الديون المالية، وعدم قابلية توقع سياسات ترامب”.
وعادةً ما تتحرك أسعار المعادن بين أسواق نيويورك ولندن بتناسق وثيق، حيث يعتمد العديد من المتداولين على استراتيجيات التحكيم لتحقيق أرباح من أي فجوات سعرية تظهر، مع الرهان على عودة الأسعار إلى التوازن سريعًا.
مع ذلك، قد يواجه المستثمرون خسائر ضخمة إذا استمرت الفجوة السعرية في التوسع.
وقال دانيال غالي، كبير استراتيجيي السلع في “تي دي سيكيوريتيز”: “السوق يسير باتجاه أزمة نقص دون أن يلتفت إلى المخاطر”. وأضاف: “يتجاهل الناس تمامًا هذا التهديد”.
وتعتبر العقود الآجلة أداة شائعة في الأسواق المالية لأغراض مختلفة مثل التحوط ضد تقلبات الأسعار أو تحقيق أرباح من توقعات الأسعار المستقبلية.