توقعت وزارة الزراعة الأمريكية زيادة طفيفة فى المساحات المزروعة بالبرتقال فى مصر خلال الموسم الزراعي 2024/25 الذى يبدأ من أكتوبر إلى سبتمبر من كل عام.
وقدرت أن تصل المساحة الإجمالية إلى 170 ألف هكتار مقابل 168 ألف هكتار العام السابق، وعزت هذه الزيادة إلى ارتفاع الأرباح التي حققها المنتجون نتيجة ارتفاع صادرات البرتقال خلال العامين الماضيين.
وقالت إن نحو 127 دولة استقبلت صادرات البرتقال المصرية خلال العام الماضى، وتبدأ أشجار البرتقال في الإنتاج بعد أربع سنوات من زراعتها، ويمكن أن تعيش حتى 50 عامًا، لكن الإنتاج يبدأ بالتراجع بعد 20 عامًا.
وتُقدّر الوزارة، أن المساحة المحصودة في موسم 2024/25 ستصل إلى 152 ألف هكتار فدان، بزيادة طفيفة عن العام الماضي، حين بلغت 151.2 ألف هكتار وأرجعت هذه الزيادة ارتفاع عدد الأشجار المثمرة مقارنة بالعام السابق.
ومع ذلك، أشارت إلى أندرجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة في بداية العقد الثمري أثرت بشكل سلبي على إنتاجية بعض المزارع، خاصةً الصغيرة منها في دلتا النيل.
الإنتاج
تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية بالقاهرة أن ينخفض إنتاج البرتقال في موسم 2024/25 بنسبة تقارب 12%، أي بنحو 500 ألف طن، ليصل إلى 3.7 مليون طن.
وعزت هذا الانخفاض إلى تأثير درجات الحرارة المرتفعة لفترات طويلة في بداية عقد الثمار، كما تأثر الإنتاج في المزارع الصغيرة، التي تشكل الغالبية في دلتا النيل، بارتفاع تكاليف الإنتاج التي وصلت في بعض المناطق إلى زيادة بنسبة 200%.
وذكرت أنه في موسم 2023/24، لم يتمكن العديد من أصحاب المزارع الصغيرة من تحمل الاستثمارات المطلوبة للإنتاج المستدام بسبب ارتفاع التكاليف، مما أثر سلبًا.
وقالت إنه على الرغم من هذه التحديات، تعمل الجمعيات الزراعية والحكومة المصرية على استبدال البساتين القديمة بأخرى جديدة، وتحسين تقنيات الري داخل المزارع، واعتماد برامج إدارة المغذيات الحديثة، وتقليل الفاقد بعد الحصاد.
المزارعون يوجهون المزيد من إنتاجهم للتصدير بدلًا من السوق المحلى
كما قامت الوزارة بمراجعة تقديرات موسم 2023/24 بالزيادة بنسبة 13.5% لتصل إلى 4.2 مليون طن، وذلك بسبب الظروف الجوية المواتية خلال موسم الإزهار وعقد الثمار، مما أدى إلى إنتاجية أعلى من 3.7 مليون طن التوقعات الأولية.
ويشكل البرتقال المنتج في المزارع التجارية، الواقعة في الأراضي الصحراوية المستصلحة خلال العقود الثلاثة الماضية، النسبة الأكبر من إنتاج مصر، والبرتقال هو المحصول الرئيسي للحمضيات في مصر، حيث يمثل حوالي 80% من إجمالي المساحة المزروعة بالحمضيات.
ويُعد البرتقال أبو سرة الصنف الرئيسي من البرتقال المزروع في مصر والمُصدَّر عالميًا، يبدأ ظهور لون الثمار في أواخر سبتمبر، وتمتد فترة النضج من نوفمبر إلى مارس. يتميز بثماره عديمة البذور ومتوسطة إلى كبيرة الحجم.
ويحتل البرتقال فالنسيا المرتبة الثانية من حيث المساحة المزروعة، وتُعتبر منطقة النوبارية أكبر منطقة إنتاج لهذا النوع.
الاستهلاك
توقعت الوزارة انخفاض استهلاك البرتقال الطازج محليًا بنسبة 28.1% ليصل إلى 1.15 مليون طن متري، نتيجة توجيه المزيد من المزارعين إنتاجهم نحو التصدير والتصنيع، نظرًا لارتفاع الطلب العالمي على البرتقال ومركزات البرتقال.
كما توقعت أن يزيد استخدام البرتقال في قطاع التصنيع بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، مع إنشاء مصانع جديدة لمعالجة البرتقال وإنتاج المركزات والعصائر للأسواق المحلية والدولية، ليصل إلى 600 ألف طن بدلًا من 300 ألف طن.
موسم التصدير
سيبدأ موسم التصدير 2024/25 في الأول من ديسمبر 2024 ويمتد باستخدام التخزين البارد حتى أواخر يوليو 2025، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية التى أشارت إلى أن المزارع التجارية ومنتجو البرتقال في مصر يعتمدون على نهج الإدارة المتكاملة للآفات، للسيطرة على الآفات والأمراض في بساتينهم.
ويشمل هذا النهج استخدام المكافحة البيولوجية وأدوات إدارة أخرى للسيطرة على الآفات بطرق صديقة للبيئة، ونظرًا لأن البرتقال يُعتبر من الصادرات الرئيسية لمصر، فإن الحكومة المصرية بالتعاون مع المنتجين والمصدرين المحليين حريصة على تحسين جودة البرتقال المصري.
وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن تنخفض صادرات البرتقال بنسبة 15% لتصل إلى 1.95 مليون طنفي موسم 2024/25، بسبب انخفاض الإنتاج المتوقع الذي سيؤثر على حجم الصادرات.
وقالت: “على الرغم من تحديات الإنتاج وتراجع الصادرات إلى أسواق رئيسية في آسيا، من المرجح أن تحتفظ مصر بمكانتها الرائدة في صادرات البرتقال خلال الموسم الزراعي 2024/25، إلا إذا استمرت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر”.
في 28 نوفمبر 2024، أطلقت مصر النظام المصري-الإيطالي للنقل البحري السريع “الرورو” لنقل المنتجات الزراعية القابلة للتلف والبضائع الأخرى.
ويقلل هذا النظام وقت العبور بين ميناء دمياط المصري وميناء ترييستي الإيطالي بمقدار يوم ونصف اليوم، ما قد يسهل عملية النقل ويزيد الصادرات إلى أوروبا عبر ترييستي.
قامت وزارة الزراعة الأمريكية برفع توقعاتها لصادرات البرتقال الطازج في موسم 2023/24 بالزيادة إلى 2.3 مليون طن مقارنة بالتقدير السابق البالغ 1.75 مليون طن، نتيجة إنتاج الأعلى، وتوجه المزيد من المزارعين لالأسواق الدولية، وزيادة الطلب من المستهلكين.
أسواق التصدير:
في موسم 2023/24، وصلت صادرات البرتقال المصري إلى 126 دولة، وكان من بين أبرز الأسواق المستوردة السعودية، وهولندا، وروسيا، والإمارات، وإسبانيا. شهدت الأسواق الأربعة الكبرى زيادة كبيرة في الطلب بفضل الأسعار التنافسية والجودة العالية، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.
في عام 2024، أدت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر إلى إعادة توجيه العديد من شركات الشحن عبر رأس الرجاء الصالح بدلاً من عبور البحر الأحمر، مما أثر على التجارة العالمية وسلاسل التوريد، بما في ذلك صادرات البرتقال المصري إلى الأسواق الرئيسية في آسيا، بحسب التقرير.
وقالت الوزارة، إنه على الرغم من ذلك، استُخدمت العبارات للحفاظ على الصادرات إلى السعودية ودول الخليج عبر البحر الأحمر، لكن الأسعار ارتفعت بسبب زيادة الطلب، حيث قفزت تكلفة الشحن من 2,500 دولار أمريكي لكل طن إلى 6,000 دولار أمريكي لكل طن، ومع ذلك، تظل السعودية ومنطقة الخليج سوقًا جذابًا لصادرات البرتقال المصري بسبب ارتفاع الطلب والجودة العالية.
تمكن المصدرون المصريون أيضًا من زيادة حصتهم السوقية في الأسواق الأوروبية الرئيسية، رغم انخفاض الأسعار بنسبة 25% في المتوسط.
كما دخل المصدرون أسواقًا جديدة مثل كندا والبرازيل والأرجنتين في أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى جورجيا، ولاتفيا، وليتوانيا في الاتحاد الأوروبي، مستفيدين من نقص الإمدادات من إسبانيا نتيجة انخفاض الإنتاج.
ونوهت أنه مؤخرًا، وافقت غواتيمالا على استيراد البرتقال المصري وأنواع الحمضيات الأخرى، نظرًا للتحديات التي تواجه الوصول إلى الأسواق الرئيسية في آسيا، من المرجح أن تظل صادرات البرتقال إلى آسيا منخفضة في موسم 2024/25.
ومع ذلك، ستظل صادرات البرتقال إلى الاتحاد الأوروبي، وروسيا، ودول الخليج العربي تنافسية بفضل الجودة والأسعار التنافسية.
مركزات عصير البرتقال:
يواجه قطاع عصير البرتقال العالمي تحديات متزايدة نتيجة الأمراض التي تؤثر على الإنتاج، مما يقلل من إنتاج وتوزيع عصير البرتقال على مستوى العالم، ويرفع الأسعار ويحد من الإمدادات.
وفي موسم 2024/25، من المتوقع أن يزيد استخدام البرتقال في قطاع التصنيع في مصر بنسبة 50%، نتيجة تضاعف أسعار المركزات والعصائر البرتقالية عالميًا بسبب انخفاض الإمدادات من البرازيل وزيادة الطلب من الولايات المتحدة، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.
وأشارت إلى أنه مع توقع نقص عالمي في البرتقال المستخدم في العصير بسبب الظروف الجوية والأمراض الزراعية، تقوم الشركات الزراعية المصرية بإضافة قيمة للمنتجات الطازجة، مستفيدة من الأسعار المرتفعة للبرتقال المعالج في السوق العالمى.
في عام 2021، اعتمدت وزارة الزراعة المصرية نظام التكويد بموجب القرار 116/2021 لتنسيق الخدمات اللوجستية مع المزارع عبر تحميل مواقعها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وتسجيل جميع المزارع ومراكز التعبئة المؤهلة للتصدير.
طوال الموسم، تراقب الإدارة المركزية للحجر الزراعى الإنتاج، وتأخذ عينات للتأكد من الالتزام بمتطلبات التصدير، بما في ذلك متبقيات المبيدات، وتعمل جنبًا إلى جنب مع المجلس التصديري للحاصلات الزراعية لضمان الامتثال للوائح الصحة النباتية الخاصة بشركاء التجارة، مما يمكن البرتقال المصري من الوصول إلى مجموعة واسعة من الأسواق الدولية.
وتعاونت الإدارة والمجلس التصديريلتطوير قائمة بالأراضي ومراكز التعبئة المسجلة، حيث يسمح فقط للمزارعين والمرافق المدرجة في القائمة بالتصدير بعد الامتثال لمجموعة من المتطلبات.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية إن هذا النظام يعزز جودة الإنتاج المستهدف للتصدير ويدعم الامتثال لمتطلبات الصحة النباتية للدول المستوردة.
التطورات في فتح الأسواق:
ساهمت سياسة التصدير الناجحة لمصر في فتح أسواق جديدة وإنشاء نظام لتتبع المنتجات منذ عام 2021، مما عزز مكانة مصر كمورد رئيسي للأسواق العالمية خلال السنوات الخمس الماضية، بحجم إجمالي بلغ 8.32 مليون طن، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.
وأفادت بأن هذه التطورات شجعت تشجيع الشركات الزراعية على الاستثمار في إضافة قيمة للمنتجات الطازجة من خلال تدشين محطات معالجة جديدة وتوسيع الطاقة الإنتاجية.
طلب مصر من الاتحاد الأوروبي
في أواخر عام 2024، طلبت إدارة الحجر الزراعى من الاتحاد الأوروبي تخفيض معدل التفتيش وأخذ العينات للحمضيات من 30% إلى 20% أو 10% لتخفيف الآثار السلبية على المصدرين وتقليل تأخير الشحنات، وسبق أن وافق الاتحاد الأوروبي في عام 2023 على تخفيض مماثل إلى 20%، ومن المقرر أن يتم تقييم الطلب الجديد في عام 2025.