تعزيز أداء المؤشرات الإسلامية يقود نمو التمويل
قال اتحاد أسواق المال العربية فى تقرير حديث، إن تعزيز مصداقية وأداء المؤشرات الإسلامية، وكذلك ثقة المستثمرين ومشاركتهم، سيدعم نمو التمويل الإسلامي، وليس هذا فحسب بل سيساهم أيضًا فى استقرار واسع النطاق وتنمية الأسواق المالية فى المنطقة العربية.
وأضاف التقرير، أنه مع استمرار تطور صناعة التمويل الإسلامي، فإن التعاون والابتكار المستمر مفاتيح أساسية للتغلب على العقبات والتحديات لدفع عجلة الاستثمار والتنمية الاقتصادية فى العالم العربي.
وأوضح أن المؤشرات الإسلامية تمثل شريحة مهمة ومتنامية فى الأسواق المالية فى المنطقة العربية، مما يعكس الطلب المتزايد على فرص الاستثمار المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ومع ذلك فإن الإمكانات الكاملة للمؤشرات الإسلامية فى المنطقة لاتزال غير مستغلة، وتحتاج لعدة أمور لاستغلالها.
وتابع أن المؤشرات الإسلامية فى المنطقة العربية بحاجة إلى المزيد من التطوير من حيث المنهجية، وتوافر البيانات، وتوعية المستثمرين أمر ضروري، بالإضافة إلى ضرورة معالجة العديد من التحديات الأخرى بما فى ذلك توحيد معايير الامتثال للشريعة الإسلامية، وتوسيع خيارات الاستثمار، وتعزيز الشفافية والسيولة، ما من شأنه أن يعزز فعالية وجاذبية المؤشرات الإسلامية.
وحدد التقرير 7 تحديات تواجه تلك النوعية من المؤشرات فى أسواق المال العربية، أولها: الافتقار إلى الإطار الموحد، وتتمثل إحدى القضايا الرئيسية فى غياب إطار مقبول عالميًا للامتثال للشريعة الإسلامية، وفى الوقاع قد تستخدم المؤشرات الإسلامية معايير ومنهجيات مختلفة، مما يخلق بعض التناقضات والارتباكات المحتملة بين المستثمرين.
وتابع أن غياب الإطار التنظيمى الموحد للتمويل الإسلامي من الممكن أن يخلق تحديات على صعيد توحيد المؤشرات الإسلامية عبر الأسواق المختلفة.
وأضاف، أن “محدودية عالم الاستثمار” تعتبر تحديا ثانيا حيث تقتصر المؤشرات الإسلامية على الأسهم والأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مما يحد من الأطر الاستثمارية، وقد يؤثر على تنويع المؤشرات وأدائها مقارنة بالمعايير التقليدية، موضحًا أن تركيز الاستثمارات فى قطاعات معينة مثل المالي والعقاري بسبب معايير الامتثال للشريعة الإسلامية من الممكن أن يعرض المؤشرات الإسلامية لمخاطر قطاعية.
ويأتى التباين التنظيمى والتفسير على حد وصف التقرير كتحد ثالث أمام مؤشرات الشريعة الإسلامية فى المنطقة، حيث يخضع الامتثال للشريعة لتفسيرات من قبل علماء ومؤسسات مختلفة، مما يسبب آراء متفاوتة حول ما يعتبر متوافقًا ويخلق بدوره تناقضات فى تكوين المؤشر إضافة إلى بعض التحديات فى الحفاظ على الامتثال.
وأضاف التقرير أن التحدى الرابع متمثل فى “مخاوف السيولة”حيث تعانى بعض الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية من شح فى السيولة مقارنة بنظيراتها التقليدية، حيث أن سوق الاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية ضعيفة نسبيًا، وبالتالى يمكن أن يؤثر هذا على سهولة تداول المؤشرات وقد يؤثر على أدائها بشكل عام.
وتابعت، أن التحدى الخامس يتلخص فى “تصور السوق والوعى”، حيث مازال هناك انخفاض فى درجة الوعى والفهم للمؤشرات الإسلامية بين يعض المستثمرين، وبالتالى يمكن أن يؤدى إلى تدنى حركة المشاركة فى السوق ويكبح نمو المؤشرات، مؤكدَا أن هناك حاجة إلى تعزيز التعليم والوعى بمبادئ التمويل الإسلامي، وفوائد الاستثمار فى الأصول المتوافقة مع الشريعة.
وحدد التقرير التحدى السادس فى ” الابتكار وتطوير المنتجات”، حيث لايزال نطاق المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة محدود نسبيًا مقارنة بالتمويل التقليدى، مما قد يقيد فرص الاستثمار، وأخيرًا تأتى ” العوامل الاقتصادية والسياسية والتى تؤثر بشكل غير متناسب على المؤشرات الإسلامية على سبيل المثال، يمكن للتوترات الجيوسياسية فى البلدان العربية التأثير على أداء الأصول المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.
وأصدر الاتحاد فى تقريره التوصيات اللازمة لمعالجة التحديات والتى يأتى “توحيد المعايير” على رأسها عبر تطوير إرشادات موحدة لضمان الاتساق عبر المؤشرات الإسلامية، وتعزيز ثقة المستثمرين، إلى جانب ضرورة التعاون التنظيمة بين الهيئات التنظيمية فى معالجة التناقضات.
كما أوصى بتعزيز عمق السوق عبر توسيع خيارات الاستثمار وتشجيع تطوير مجموعة أوسع من منتجات الاستثمار المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، مع تعزيز التكامل الإقليمى لتعزيز السيولة وخلق أسواق مالية أكثر زخمًا، كما شملت التوصيات أيضًا ضرورة تثقيف المستثمرين عبر تعزيز الوعى وإطلاق مبادرات تعليمية لتعزيز الوعى حول الامتثال للشريعة وفوائد التمويل الإسلامى.
وأكد التقرير فى توصياته على أهمية الابتكار فى المنتجات المالية عبر تشجيع الابتكار ودعم إنشاء منتجات مالية مبتكرة متوافقة مع الشريعة الإسلامية لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمستثمرين والتكيف مع تغيرات السوق، إلى جانب التعاون مع المؤسسات المالية لتطوير وتقديم حلول استثمارية جديدة تتوافق مع المبادئ الإسلامية.