ارتفعت الأسهم الآسيوية اليوم، متتبعة نظيرتها الأمريكية، بعد محادثة إيجابية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينغ، مما عزز الآمال في تخفيف التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
سجلت الأسهم مكاسب في أستراليا واليابان، وافتتحت الأسواق في هونج كونج والبر الرئيسي الصيني على ارتفاع. وقفز مؤشر الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة بنسبة 3.2% يوم الجمعة، بعد وصف ترمب للمحادثات التمهيدية مع الرئيس الصيني بأنها “جيدة جداً”. في المقابل، شهدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تراجعاً طفيفاً في الأسواق الآسيوية، مع إغلاق وول ستريت اليوم الاثنين بسبب عطلة.
جاء هذا التفاؤل بعد مناقشات بين ترمب وشي تناولت قضايا التجارة وتطبيق “تيك توك” ومكافحة مخدر الفنتانيل، مما قد يحدد ملامح العلاقات الثنائية في الأيام الأولى للإدارة الجديدة. وزاد من الأجواء الإيجابية استئناف “تيك توك” خدماته في الولايات المتحدة يوم الأحد، بعد أن أعلن ترمب تعليق تنفيذ القانون الذي كان يُلزم الشركة المالكة الصينية بالبحث عن مشترٍ لمدة ثلاثة أشهر.
وقال كايل رودا، كبير المحللين في Capital.com في ملبورن: “المحادثة الودية بين ترمب وشي، رغم كونها هدنة مؤقتة في ظل المنافسة الاستراتيجية المحتدمة، تُشكل حافزاً إضافياً لإعادة إشعال شهية المستثمرين للأسهم”. وأضاف: “اللافت أن الأسواق الآسيوية بدأت اليوم بقوة بفعل هذا الخبر، رغم استجابتها المحدودة لبيانات النمو الصيني التي جاءت أقوى من المتوقع يوم الجمعة”.
الأسواق تترقب سياسات ترمب مع انطلاق ولايته الثانية
يستعد المتداولون لأول أيام الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، حيث يخطط لإصدار مجموعة من الأوامر التنفيذية في مجالات الهجرة والطاقة والعمالة الفيدرالية والإصلاحات التنظيمية، بهدف الإسراع في تنفيذ أجندته السياسية فور توليه المنصب. وتشمل هذه الخطط فرض قيود مشددة على المعابر الحدودية ووضع آليات لتنفيذ عمليات ترحيل جماعي.
وكتب محللو “باركليز”، بقيادة أجاي راجادياكشا، في مذكرة للعملاء: “من المتوقع أن تكون الأسواق المالية شديدة التقلب خلال الأسابيع المقبلة مع استيعاب تفاصيل سياسات الإدارة الجديدة”. وأضافوا: “إصدار مئة أمر تنفيذي في اليوم الأول فقط، تشمل سياسات الحدود والرسوم الجمركية والطاقة وإلغاء القيود التنظيمية، سيضع المستثمرين في سباق لفهم تأثيراتها”.
التركيز على البنوك المركزية ودافوس
في مكان آخر، حافظت البنوك الصينية على أسعار الفائدة الرئيسية على القروض دون تغيير، بما يتماشى مع توقعات “بلومبرج إنتليجنس”.
وينطلق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، اليوم الاثنين، بمشاركة مجموعة من كبار الأثرياء والشخصيات المؤثرة، من بينهم لاري فينك، راي داليو، ومارك بينيوف. ومن المقرر أن يخاطب ترمب المنتدى افتراضياً بعد ثلاثة أيام من تنصيبه.
ترقب لقرار بنك اليابان بشأن الفائدة
في وقت لاحق من الأسبوع، ستتجه الأنظار نحو قرار بنك اليابان المنتظر يوم الجمعة، حيث يتوقع حوالي ثلاثة أرباع الاقتصاديين الذين استطلعت “بلومبرغ” آراءهم أن يرفع البنك سعر الفائدة الرئيسي. فيما تشير عقود المقايضة إلى احتمالية رفع الفائدة بنسبة تصل إلى 99%.
ووفقاً لتقارير “بلومبرغ”، يرى مسؤولو بنك اليابان فرصة جيدة لرفع الفائدة، بشرط ألا تتسبب سياسات ترمب في مفاجآت سلبية كبيرة على المدى القريب.
عملة رقمية جديدة من ترامب
أحدث الرمز الرقمي الذي أطلقه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اضطراباً في سوق العملات المشفرة، حيث اجتذب مليارات الدولارات من أحجام التداول، في الوقت الذي أثار فيه مخاوف بشأن تضارب المصالح المحتمل. وفي المقابل، واجه سوق العملات الرقمية الأوسع نطاقاً ضغوطاً، حيث تراجع سعر “بتكوين”، أكبر عملة رقمية، بنسبة 3.5% يوم الاثنين.
الدولار يوقف سلسلة مكاسبه الطويلة
ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار الأميركي بأكثر من 5% خلال الأسابيع العشرة التي تلت يوم الانتخابات، لكنه أنهى سلسلة مكاسبه التي استمرت ستة أسابيع يوم الجمعة. وتشابهت هذه المكاسب مع تلك التي حققها الدولار بعد فوز ترمب في انتخابات 2016. ويعزى هذا الصعود إلى ضعف العملات العالمية التي تُعتبر معرضة لمخاطر السياسات الاقتصادية لترامب، بما في ذلك اليورو والدولار الكندي.
كما فقد اليوان الصيني أكثر من 3% مقابل الدولار منذ 5 نوفمبر، بسبب المخاطر المرتبطة بالتعريفات الجمركية واتساع الفجوة بين عوائد السندات الأميركية والصينية. واستخدم بنك الشعب الصيني عدة أدوات لدعم العملة، ما أدى إلى تقليص توقعات الانخفاض منذ وصولها إلى ذروتها في أوائل ديسمبر.
في أسواق السلع، استقرت أسعار النفط قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب، وسط حالة من الترقب في الأسواق لفترة من عدم اليقين والاضطرابات المحتملة مع بداية ولايته الثانية في البيت الأبيض.