“المنظمة البحرية الدولية” توجه الدعوة لملاك ومشغلي السفن بإعادة تقييم جداول إبحارها
تستعد قناة السويس لاستقبال الخدمات الملاحية للخطوط الملاحية الكبرى، في ضوء الاستعدادات لعودة حركة التجارة العالمية بشكل تدريجي لمسارها الطبيعي عبر قناة السويس، مع بدء عودة استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر وباب المندب، وذلك بعد اتفاق الهدنة في قطاع غزة وبيان جماعة الحوثى في اليمن.
قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن القناة تستقبل مجموعة من سفن الخط الملاحي “CMA CGM”، ضمن الخدمة الملاحية “EPIC”، على طريق التجارة بين جنوب آسيا وأوروبا، اعتباراً من الخميس المقبل.
كانت جماعة الحوثى قد أعلنت عن وقف مهاجمة السفن الأمريكية والبريطانية في منطقة البحر الأحمر بعد اتفاق هدنة غزة، وذلك عقب الهجمات التي استمرت أكثر من عام وأثرت بشكل كبير على التجارة العالمية.
أضاف ربيع أن قناة السويس مستمرة في تقديم خدماتها الملاحية والبحرية بصورة طبيعية، وتطويرها على النحو الأمثل لتلبية متطلبات العملاء ومواكبة المستجدات في صناعة النقل البحري.
أوضح أنه من المقرر بدء التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس بالبحيرات المرة الصغرى أمام حركة التجارة العابرة للقناة خلال الربع الأول من العام الجاري.
يذكر أن التحديات الإقليمية أثرت سلباً على حركة الملاحة التجارية الدولية، ما أدى إلى خسارة مصر ما يزيد على 60% من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024، وهو ما يقرب من 7 مليارات دولار.
ووصل عدد السفن التي مرت بقناة السويس 13.2 ألف سفينة خلال العام الماضي بتراجع نحو 50% مقارنة بـ26.4 ألف سفينة في 2023.
من جانبه، قال أرسينيو دومينجيز، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية “IMO”، إن قناة السويس ممر عالمي لا غنى عنه لخدمة حركة التجارة العالمية، موجهاً الدعوة لجميع الخطوط الملاحية الكبرى، وملاك ومشغلي السفن، لإعادة تقييم جداول إبحارها خلال الفترة المقبلة تمهيداً لعودتها التدريجية عبر القناة، بعد استشعارها استقرار الأوضاع الأمنية في منطقة البحر الأحمر.
أشار دومينجيز إلى أن هناك توقعات إيجابية بعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها لقناة السويس بشكل تدريجي، نظراً لافتقار الخيار البديل بالإبحار عبر طريق رأس الرجاء الصالح لمقومات الطريق الملاحي المستدام، من حيث عدم توافر البنية التحتية الرئيسية لتقديم الخدمات الملاحية المختلفة، وانخفاض عوامل الأمان الملاحي.
فى سياق متصل ذكرت مصادر بالخط الملاحي “ميرسك الدنماركي” أنه جار دراسة وتقييم الموقف الحالي من العودة للإبحار بمنطقة البحر الأحمر، وتنشيط العمليات البحرية مرة أخرى، وذلك بعد الإعلان عن هدنة غزة وبيان جماعة الحوثي.
أضافت المصادر أن هناك اجتماعاً مرتقباً للخطوط الملاحية خلال الأيام المقبلة لبحث جدية البيان الصادر من الجانب اليمني، مشيرة إلى ضرورة توفير ضمانات وحماية وعقوبات على أي طرف لا يلتزم بالتعهدات.
أشارت المصادر إلى أن الخطوط الملاحية تكبدت خسائر فادحة خلال الأزمة، ولا يمكن العودة مباشرة إلى الإبحار دفعة واحدة، خاصة أن استهداف السفينة الواحدة يكبد الخط الملاحي 3 مليارات دولار.
وقال مصدر بالخط الملاحي السويسري “إم إس سي” إنه تتم مناقشة آليات العودة للعبور في منطقة البحر الأحمر من عدمه.
أضاف المصدر أن هناك مقترحات بعبور عدد محدد من السفن لإثبات جدية بيان جماعة الحوثي، مشيراً إلى أن هناك تخوفاً من عودة العمليات الحربية في منطقة البحر الأحمر مرة أخرى.
أكد أن العودة للمجرى الملاحي مرة أخرى لابد أن تكون مشروطة وبضمانات دولية تحفظ حقوق الخط الملاحي من الخسائر، مشيراً إلى أن عمليات الشحن أصبحت مكلفة للغاية بعد زيادة أسعار نوالين الشحن بنسب متفاوتة مقارنة بالعام الماضي.