تترقب حركة التجارة العالمية تنفيذ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تهديداته بفرض رسم جمركية على الصين رغم إرجائه الإعلان عنها فى اليوم الأول لتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة واقتصاره الإعلان عن فرض رسوم جمركية على الواردات من المكسيك وكندا بنسبة 25% الأسبوع المقبل.
أشار ترامب عقب أداء اليمين الدستورية الإثنين إلى أن قراراته بفرض تعريفات جمركية مرتفعة على الصين قد تكون مرتبطة برد بكين على استحواذ كيان أمريكي على ما لا يقل عن 50% من منصة “تيك توك”.
وحذر الرئيس الجمهوري من فرض تعريفات جمركية بنسبة تتراوح بين 25% و100% على السلع الصينية، في حال رفضت بكين صفقة تسمح لكيان أمريكي بالاستحواذ على نصف تطبيق مشاركة الفيديوهات القصيرة.
واقترح ترامب في وقت سابق رفع الرسوم إلى 60% على السلع المستوردة من الصين، التي تُعد شريكاً تجارياً كبيراً بحجم واردات يبلغ 448 مليار دولار في عام 2023، وفرض رسوم بنسبة 20% على الواردات من بقية دول العالم.
وقال خبراء بقطاع النقل البحري واللوجستيات، إنه من المتوقع أن تشهد حركة التجارة العالمية انخفاضًا في حال عودة الحرب التجارية بين أمريكا والصين، كما حدث في ولاية دونالد ترامب الأولى، الأمر الذي سوف ينعكس على حركة التجارة بين الشرق والغرب فضلا عن حركة المرور بقناة السويس.
على: انخفاض متوقع بكميات البضائع التي يتم تداولها عبر الموانئ العالمية
وقال محمد علي خبير اللوجستيات ومستشار وزير النقل السابق، إنه من المتوقع أن تشهد حركة التجارة العالمية انخفاضًا في حال عودة الحرب التجارية بين أمريكا والصين، كما حدث في ولاية دونالد ترامب الأولى، الأمر الذي سوف ينعكس على حركة التجارة بين الشرق والغرب، فضلا عن حركة المرور بقناة السويس تزامنًا مع تطبيق تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الشركات الصينية.
أضاف على أنه في حال تنفيذ تهديدات ترامب بفرض الرسوم الجمركية، سيؤدي ذلك إلى ارتفاع في بعض أسعار السلع، الأمر الذي سيعمل على انخفاض كميات البضائع التي يتم تداولها عبر الموانئ العالمية؛ مما يسبب انخفاض حركة التجارة، والذي يؤثر بشكل مباشر على قناة السويس.
وتابع أن فرض رسوم جمركية على الواردات الصينية من المحتمل أن يسبب انكماش الاقتصاد الصيني، موضحًا أنه في حالة انخفاض حجم الإنتاج الصيني، سينعكس ذلك على مدخلات الإنتاج، الأمر الذي يؤثر سلبًا على حركة المرور لقناة السويس.
وقال الدكتور وليد جاب الله خبير النقل البحري واللوجيستيات إن فرض الرسوم الأمريكية على واردات الصين قد يشكل تراجع كبير فى عمليات النقل البحري بنسبة لا تقل عن 60%، خاصة أن الصين تعد من الدول الأوائل فى التصدير وحجم التبادل التجاري بين العديد من الدول العالمية والعربية
جاب الله: الرسوم الأمريكية على واردات الصين قد تقلل عمليات النقل البحري بنسبة لا تقل عن 60%
وأضاف جاب الله أن تحجيم الصين عن الدور التجاري الذي تلعبه مع أمريكا يمثل أزمة كبيرة بالطبع لسوق الشحن البحري والخطوط الملاحية ونوالين الشحن ،خاصة أن حجم التبادل التجاري بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية يقدر بنحو 760 مليار دولار وسجلت الصادرات الصينية لأمريكا 195.5 مليار دولار
وأوضح أن عدم مراعاة الجانب الأمريكي للأطراف الدولية الأخرى، سيضر بحركة الملاحة التي تعتمد فى الأساس على الواردات الصينية لمعظم الوجهات فضلا عن تأثر التعاقدات المفتوحة مع الخطوط الملاحية التي قد تشهد تهديد بالخسائر.
على جانب آخر، قال جاب الله إن فرض الرسوم الأمريكية سيدفع الصين لفتح أسواق جديدة بالعديد من الدول العربية، ومنها مصر، مضيفا أن العلاقات المصرية الصينية على المستوى التجاري تمثل طفرة كبيرة، خاصة مع انضمام مصر إلى تجمع “البريكس”، ما سيسهم في تنشيط حركة الأسواق المصرية وتعزيز الاستثمارات الصينية.
شلبى: تحول كبير فى سوق الشحن إذا امتنعت الصين عن تصدير منتجاتها للجانب الأمريكي
وقال إبراهيم شلبي رئيس شعبة النقل الدولي ببورسعيد إن التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي بشأن فرض رسوم جمركية على واردات الصين ستمثل تحولا كبيرا فى سوق الشحن وحركة الملاحة وذلك إذا امتنعت الصين عن تصدير منتجاتها للجانب الأمريكي مما سيعود بخسائر كبيرة على الخطوط الملاحية.
وأضاف شلبي، أن الخطوط الملاحية تعتمد على تعزيز أسطولها البحري بسبب العمليات البحرية الكبري التي تنفذها للجانب الصيني التي تقدر بمليارات الدولارات، متابعا أنه فى ظل تقليص تلك العمليات ستكون هناك أزمة جديدة فى قطاع الشحن فضلا عن ارتفاع أسعار نوالين الشحن بسبب تعويض الخسائر الذي خلف قرار الجانب الأمريكي نحو الصين.
وأوضح أن الجميع يترقب ما سيخلفه تنصيب الرئيس الأمريكي من قرارات سواء بالتأييد للقرار السابق بحق الصين أو التراجع بسبب الخسائر التي تكبدتها الولايات المتحدة نتيجة الحرائق، والتي كلفتها نحو 270 مليار دولار.