يدرس الاتحاد الأوروبي، زيادة دعم ومساندة صناعة السيارات الكهربائية الأوروبية؛ لتعزيز الطلب عليها ودعم انتشارها في دول الاتحاد في مواجهة المنتجات الصينية.
وكشفت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، تريزا ريبيرا، في تصريحات خاصة لصحيفة “فاينانشيال تايمز” على هامش “منتدى دافوس الاقتصادي العالمي”، عن أن المسؤولين “يشكلون” خيارات لبرنامج تحفيز تلك الصناعة.
في أكتوبر الماضي، قرر الاتحاد الأوروبي زيادة الرسوم على السيارات الكهربائية صينية الصنع إلى نحو 45.3 بالمئة، في ختام تحقيقات تسببت في انقسام أوروبي تجاهها.
واتخذ الاتحاد الأوروبي القرار بعد أن كشف تحقيق أن الصين دعمت صناعتها بشكل غير عادل.
وقالت ريبيرا: “سيكون من المنطقي معرفة كيف يمكن صياغة منظور حماية عبر البلدان الأوروبية، وكيفية تسهيل المعايير بدلاً من الاستمرار عبر برامج الدعم الوطنية”، محذرة من حدوث “سباق بين دول الاتحاد يمكن أن نواجه خلاله نموذجا وطنياً ضد نموذج آخر”.
وكان المستشار الألماني، أولاف شولتز، قد ذكر يوم الثلاثاء الماضي، أن المفوضية تدرس برنامج دعم أوروبي كان قد اقترحه عليها.
وفي المقابل ألغت الحكومة الألمانية، نموذجها للدعم على نحو مفاجئ في 2023، ما قاد إلى هبوط ملحوظ في مبيعات السيارات الكهربائية.
وقدمت العديد من دول الاتحاد الأوروبي، عدة حوافز لشراء السيارات الكهربائية، غير أن بنود تلك الحوافز تباينت بصورة كبيرة من دولة إلى أخرى، فضلاً عن أن هناك عدداً من الدول الأعضاء لا تقدم حوافز على الإطلاق، حسبما أكدت تقارير “اتحاد مصنعي السيارات الأوروبية”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أحد التحديات التي تواجه الاتحاد في تلك المرحلة، سيتمثل في كيفية صياغة نموذج يتوافق مع قواعد “منظمة التجارة العالمية”، في وقت تحاول فيه تلافي الدعم الذي يتدفق على مصنعي السيارات الصينية، الذين تتعاظم حصتهم في الأسواق.
وقالت المسؤولة الأوروبية، إنه من المهم “التأكيد أن هذا التشريع سوف يطبق بالطريقة التي تسهل تحقيق الهدف الرئيسي” للتخلص التدريجي من محركات البترول والديزل.
وأشارت إلى أن “هناك درس جيد يمكن استيعابه” من الصين، التي أقامت نظام صارم للمشروعات الرأسمالية المشتركة ومشاركة المتطلبات التكنولوجية في وقت أقام فيه صناع السيارات الأوربيون مصانعهم هناك في الـ30 عاماً الماضية.
وبعيداً عن قطاع السيارات، أعربت المفوضة ريبيرا، عن رغبتها في توسيع المعايير المتاحة التي يمكن للمفوضية تطبيقها حتى تستفيد الصناعة الأوروبية ككل.
واختتمت قائلة “العالم أكبر كثيراً (من الولايات المتحدة) وهناك العديد من الشركاء واللاعبين الذين يتفهمون مدى أهمية أن نبقى موحدين”.