يسعى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إنعاش قطاع السيارات الأمريكي، الذي يعتبر إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، وسط المنافسة القوية التي تمثلها الصين في هذا المجال، لا سيما في صناعة السيارات الكهربائية.
رهان على السياسات الحمائية
ومع وصول ترامب إلى كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة، فإن أبرز ما يعول عليه في إنعاش قطاع السيارات الأمريكي، هو اتباع سياسات حمائية تهدف إلى تحفيز الصناعة المحلية، إذ من المتوقع أن يعيد فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات السيارات، خاصة القادمة من الصين، وذلك من أجل تشجيع الشركات العالمية والمحلية على توجيه استثماراتها نحو التصنيع داخل الولايات المتحدة.وتعد هذه الخطوة استكمالاً لسياسات اتبعها خلال ولايته الأولى، حيث فرض رسوماً على واردات الصلب والألمنيوم لتعزيز الصناعات الأمريكية وفقا لسي ان ان.
تخفيض الضرائب وتحفيز الشركات
إلى جانب ذلك، يخطط ترامب للاستمرار في خفض الضرائب على الشركات الكبرى، وهو إجراء يراه الخبراء ضرورياً لتحفيز كبرى الشركات المصنعة للسيارات على توسيع خطوط الإنتاج داخل الولايات المتحدة.أيضاً يُمكن أن يُسهم هذا النهج في جذب استثمارات جديدة من شركات عالمية، خاصة تلك التي تبحث عن بيئة تصنيع أقل تكلفة مقارنةً بأوروبا وآسيا.
استثمار في البنية التحتية والنقل
أهم ما يدور في ذهن ترامب هو تطوير البنية التحتية للولايات المتحدة، وهو ما أكده في تصريحاته، معتبراً هذا الأمر ركيزة أساسية لدعم قطاع السيارات.ويسعى ترامب إلى تحسين الطرق والجسور وأنظمة النقل بما يمكن أن يوفر بيئة أفضل للمستهلكين، ما يعزز الطلب على السيارات المصنعة محلياً.
منافسة السيارات الكهربائية.. الفرصة والتحدي
في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لتعزيز وجودها في سوق السيارات الكهربائية، تواجه الشركات الأمريكية منافسة شرسة من الصين، التي باتت تهيمن على هذه الصناعة بفضل استثمارات ضخمة في تكنولوجيا البطاريات وإنتاج السيارات بأسعار تنافسية، إذ إن الصين تُعد الآن أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، مستفيدة من سيطرتها على سلاسل التوريد العالمية للمعادن النادرة المستخدمة في تصنيع البطاريات.
ورغم أن إدارة ترامب قد تركز على تحفيز هذا القطاع؛ فإن التحدي الأساسي يكمن في تقليص الفجوة التكنولوجية بين البلدين، التي تعمقت خلال السنوات الأخيرة، وهناك توقعات بأن الإدارة الأميركية يمكن أن تتجه إلى تقديم إعفاءات ضريبية وتشجيع الأبحاث والتطوير لتعزيز تنافسية شركاتها في السوق العالمية.
عقبات أمام مواجهة الصين
لكن هناك بعض العقبات التي تواجه الولايات المتحدة في منافستها مع الصين، أبرزها التكاليف المرتفعة للإنتاج داخل أمريكا مقارنة بالصين، تمثل واحدة من أبرز العقبات التي تواجه القطاع، كما أن الحرب التجارية بين البلدين، التي اشتعلت خلال ولاية ترامب الأولى، قد تؤدي إلى استمرار اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع أسعار السيارات.بالإضافة إلى ذلك، فإن السياسات البيئية الصارمة في الولايات المتحدة قد تضيف عبئاً على الشركات المصنعة للسيارات، ما يجعلها أقل قدرة على المنافسة مع نظيراتها الصينية.
مستقبل قطاع السيارات
وعلى الرغم من التحدي الصعب الذي يواجه ترامب في قطاع السيارات، يرى المراقبون أن النجاح في مواجهة الصين يستلزم استثمارات طويلة الأجل في التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب دعم البحث والتطوير، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.وفي ظل التحديات المتصاعدة، يظل السؤال الأهم هو، هل يستطيع ترامب إنعاش قطاع السيارات الحيوي في ظل المنافسة الصينية الصعبة؟