تواجه المزارع الأمريكية تحديات كبيرة، في ظل خطة إدارة ترامب لترحيل المهاجرين غير المسجلين؛ مما يهدد العمل في قطاع الزراعة بشكل خاص.
وقال المزارع الأمريكي نيت شيتندين، في حديثه مع شبكة “سي بي إس” نيوز الأمريكية، إن العمل في الزراعة يعد من أصعب الأعمال، مضيفا: “هذه وظيفة على مدار 24 ساعة لذلك أحتاج إلى أشخاص مستعدين للعمل في نوبات في أوقات مختلفة من اليوم”.
وأضاف شيتندين، أنه من الصعب العثور على مثل هؤلاء العمال؛م ما يعكس الصعوبة التي يواجهها المزارعون في تأمين اليد العاملة المطلوبة.
ووفقا لوزارة الزراعة الأمريكية، فإن عدد المزارع في الولايات المتحدة انخفض بنسبة 7% بين عامي 2017 و2022، أي ما يعادل حوالي 142 ألف مزرعة في أقل من خمس سنوات فقط.
كما يواجه المزارعين تحديات كبيرة مثل تغير المناخ، وتفشي انفلونزا الطيور، وارتفاع تكاليف الأعلاف والأسمدة؛ مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة لهم.
لكن التهديد الأكبر الذي يواجهه هذا القطاع، هو الخطة التي وضعتها إدارة ترامب، والتي تهدف إلى ترحيل ملايين المهاجرين غير الموثقين؛ مما سيؤدي إلى فقدان جزء كبير من اليد العاملة الزراعية، وهو ما يثير القلق بين المزارعين.
وتشير التقارير، إلى أن أكثر من ثلثي العمال الزراعيين في الولايات المتحدة هم من المهاجرين، فيما أشارت وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن العديد منهم دخلوا البلاد عبر تأشيرات العمل المؤقتة المعروفة بـ”إتش- 2 ايه” لكن التقديرات تشير إلى أن نحو 42% من هؤلاء العمال ليس لديهم وثائق قانونية.
وقد أوضح المزارع الأمريكي من ولاية نيوجيرسي كيرت ألستيد، أن سياسات الإدارة الحالية تثير القلق، قائلاً: “أي تغيير في السياسات التي تقلل من عدد العاملين في قطاع الزراعة، سيجعل الأمور صعبة للغاية، ونحن في ورطة كبيرة إذا فقدنا هذه اليد العاملة”.
ومن ناحية أخرى، قال أنطونيو دي لوييرا مدير الاتصال في اتحاد عمال المزارع الأمريكي: “إن هناك زيادة في عدد المهاجرين الذين يطلبون المساعدة”، مشيراً إلى أن تهديدات الترحيل تثير الخوف والقلق في المجتمع الزراعي.
ومع ذلك، أكد أن عمال الزراعة أكثر من أي فئة أخرى يفهمون جيداً أن العمل الزراعي لن يتم بدونهم، قائلا: “إن هذا القطاع يعتمد بشكل كبير على هؤلاء العمال لضمان استمرارية الإنتاج”.
وفي إطار تحليل التأثيرات المحتملة لنقص العمالة، أشار الاقتصادي بجامعة مونتانا الأمريكية ديان تشارلتون، إلى أن انخفاض عدد العمال الزراعيين قد يؤدي إلى تراجع المحاصيل المحلية خاصة فيما يتعلق بالفواكه والخضروات.
وأضافت شبكة “سي بي إس”، أن تأثير خطة ترامب لترحيل المهاجرين لاتزال غير واضحة بالكامل على قطاع الزراعة، ومع ذلك أكدت إدارة ترامب التزامها بترحيل المهاجرين غير الموثقين، مركزة على أولئك الذين تعتبرهم “مجرمين”.
في حين أن هذه السياسات قد تواجه تحديات قانونية كبيرة، إلا أنها تثير حالة من الخوف والقلق في مجتمع المزارعين الأمريكيين، الذين يخشون أن تؤدي إلى نقص حاد في القوى العاملة التي يعتمد عليها قطاع الزراعة بشكل أساسي.
وكان قد وعد ترامب بأنه سيبدأ تنفيذ “أكبر عملية ترحيل” للمهاجرين غير الشرعيين في أول يوم بعد تسلّمه مهامه الرئاسية رسميا، حيث ستكون أبرز الإجراءات التي ستعمل عليها الإدارة الجديدة، وفق تقرير لمجلة “بوليتيكو”هي؛ تكثيف عمليات الترحيل الجماعي، التي قد تطال نحو 11 مليون مهاجر غير موثق، بحسب تقديرات وزارة الأمن الداخلي الأمريكي.
وستبدأ العملية بالأشخاص المدانين جنائيا أو الذين وُجهت لهم أوامر نهائية للترحيل ولم يغادروا، ويقدر عددهم مجلس الهجرة الأمريكي بـ1.19 مليون مهاجر غير قانوني، وهذا يعني أن قضاياهم شقت طريقها عبر محكمة الهجرة وقرر القضاة أنه يجب عليهم المغادرة.