مع عودة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى منصبه للمرة الثانية، تتجه الأنظار إلى السياسات الاقتصادية التى قد يتبناها، خصوصاً فيما يتعلق بخفض أسعار الفائدة لتحفيز النمو الاقتصادي.
وتعد سياسات خفض الفائدة من المحفزات الأساسية لرأس المال الجرىء؛ إذ تؤدى إلى توفير سيولة أكبر بتكلفة أقل.
ويشجع الانخفاض فى تكلفة الاقتراض، المستثمرين على ضخ أموالهم فى الشركات الناشئة، خصوصا تلك التى تعمل فى مجالات ذات مخاطرة عالية مثل التكنولوجيا والابتكار.
قال عمر رزق، الشريك المؤسس، المدير الإدارى لشركة «انطلاق»، إنه منذ الانتخابات الأمريكية وإعلان فوز “ترامب” حتى حفل تنصيبه الأسبوع الماضي، حدث كثير من الأمور التى توحى بمدى اهتمام الرئيس الأمريكى بالنشاط التكنولوجي والابتكاري، كان أبرزها اختيار “ترامب” أكبر رؤساء شركات رأس المال الاستثمارى، للانضمام لإدارته، مما يدل على اعتماده على تلك الصناعة فى رؤيته.
وشركات رأس المال الاستثمارى هى منظمات إدارة الأموال التى تجمع الأموال من مصادر مختلفة وتستثمر رأس المال الجماعى فى الشركات الناشئة.
وأشار رزق، إلى أن من أبرز مستهدفات ترامب التى أعلن عنها فى برنامجه الانتخابي، هو استهدف التضخم بشكل واضح وصريح وتخفيف القيود التنظيمية خصوصا فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعى.
متى تتجه الشركات الناشئة للبورصة المصرية؟
وبالنسبة للسوق المصرى، أوضح أن عدة عوامل تدعم صناعة الشركات الناشئة فى مصر، خاصة مع التحرك الحكومى لدعم تمويل الشركات الناشئة، مشيراً إلى أنه من المتوقع وجود تحرك من صناديق حكومية أو صناديق تنموية سواء تابعة لمؤسسات دولية أو تمويلية لدعم وتمويل الشركات الناشئة فى مصر.
واتخذت مصر خطوات عدة للسماح للشركات الناشئة بالتواجد فى سوق المال لا سيما بإتاحة تأسيس الشركات ذات الغرض الخاص؛ إذ شهدت إطلاق أول شركة ذات غرض خاص فى مصر «كابيتال بارتنرز ميديل إيست».
ويأتي ذلك بالتزامن مع توقعات خفض أسعار الفائدة، و المرجح أن يتراوح الخفض بين 6 ـ 10% خلال العام الحالى فقط، ما سيسهم فى زيادة حجم السيولة وتمويل الشركات بشكل عام.
وتوقع رزق، حدوث تحسن جيد فى النشاط فى مصر، مشيراًَ إلى أن «انطلاق» من المستهدف أن تركز بشكل أكبر على قطاعات بعينها من الناحية التمويلية مثل الطاقة الخضراء، وتمويلات الشركات المتوسطة وليست فقط الشركات الناشئة.
وأشار إلى أنه يأمل بأن نشهد بداية لعودة طرح شركات تكنولوجية وشركات ناشئة فى البورصة المصرية والبورصات الخارجية.
الفقى: الشركات التى كانت تعانى من الفوائد ستصبح لديها وفرة من الكاش
ويرى محمد الفقى، الرئيس التنفيذى لشركة «سيمبل للشراء الآن والدفع لاحقاً”، أن طبيعة عمل ترامب كرجل أعمال هى ما دفعته لتركيز اهتمامه على خفض أسعار الفائدة كى تحدث انتعاشه مرة أخرى للاقتصاد العالمى، الذى يعانى منذ فترة من كسادٍ كبير.
وأوضح أن خفض “الفيدرالي” لأسعار الفائدة سيتبعه خفض مماثل لباقى البنوك المركزية الأخرى فى العالم وسيكون من ضمنها البنك المركزى المصري.
وذلك سيدعم خفض تكاليف الدين بالنسبة للشركات التى كانت تعانى من عبء كبير فى الفوائد.. لذلك ستكون لديها وفرة من الكاش وزيادة فى هوامش ربحية الشركة تدعم زيادة حجم أعمالها.
وأوضح الفقى أن البنك المركزي المصري سيتجه لتخفيض سعر الفائدة ولكن بصورة تدريجية، حتى يضمن السيطرة على معدلات التضخم، مشيراً إلى أن الرؤية ستكون أوضح بعد شهر رمضان، نظراً لكونه شهراً استهلاكياً بطبعه، متوقعاً أن يتجه المركزى لخفض الفائدة بنسبة 8% بنهاية العام الحالي.
وتابع: “خفض أسعار الفائدة سيحفز المستثمرين ويشجعهم على ضخ استثمارات فى رؤوس الأموال الجريئة، خصوصا أن تمويل الشركات الناشئة لا يتطلب مبالغ طائلة مثل تمويل الشركات الكبرى”.
وتوقع بنك «جولدمان ساكس» تراجع أسعار الفائدة بمصر خلال العام الحالي بنحو 14.25%، وذلك على مدار 12 شهراً لتصل بنهاية 2025 إلى حوالى 13%.
فيما رجّحت رامونا مبارك، رئيس إدارة المخاطر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الوصول 900 نقطة أساس، ولكن رهنت توقعاتها لخفض الفائدة بتراجع معدلات التضخم أو عدم حدوث ضغوط على الجنيه.