أشاد رئيس البنك الدولي أجاي بانجا بتنزانيا لخطواتها الكبيرة في توسيع وصول الكهرباء لجزء كبير من سكانها في فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
وفي كلمته خلال قمة الطاقة الأفريقية الرفيعة المستوى في دار السلام، تنزانيا، اليوم الاثنين، أبرز بانجا أهمية الجهود الجماعية لتحقيق أهداف الطاقة في أفريقيا، داعيًا إلى تعزيز الشراكات، بما في ذلك مع القطاع الخاص.
وأشار بانجا في حديثه إلى التزام البنك الدولي بدعم مشاريع الطاقة عبر القارة، وحث الأطراف المعنية على التعاون معًا لتحقيق هذه الأهداف.
وقال بانجا “هدف هذه القمة هو البناء على العمل الذي تم إطلاقه منذ عدة أشهر، حيث توصلت 12 دولة إلى اتفاقات بشأن الطاقة. هدفنا المشترك هو تطوير استراتيجيات ستوفر الوصول إلى الكهرباء لـ 300 مليون شخص.”
وأضاف رئيس البنك الدولى أن بدء العمل مع عدد محدود من الدول سيضمن أن الهدف قابل للتحقيق، لكنه شدد على أن التنسيق بين الجهود والموارد الكبيرة سيكونان ضروريين لتحقيق هذا الهدف.
وأوضح بانجا بان “التغلب على تحديات الطاقة التي تواجهها أفريقيا يتطلب توافق السياسات، وتأمين التمويل، وإنشاء أطر عمل قابلة للتنفيذ”، مشددًا على الحاجة للتعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية.
كما أكد بانجا على أهمية خلق بيئات قابلة للتنبؤ للاستثمار، موضحًا أن حل قضايا مثل الاستحواذ على الأراضي والتمويل سيكون أمرًا حاسمًا في ضمان النجاح طويل الأجل لمشاريع الطاقة.
وأوضح قائلاً: “أولويتنا هي جعل استثمارات الطاقة قابلة للتحقيق من خلال معالجة التحديات الرئيسية التي نطلق عليها ‘الاتفاقات’ — أسس الحلول المستدامة للطاقة.”
وفي إشارة إلى التعاون الإقليمي، أشار بانجا إلى تعاون تنزانيا مع أربع دول مجاورة في المبادرات الطاقية. وأكد أن المناقشات جارية مع شريك خامس.
وفي وقت سابق، خلال افتتاح القمة، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الطاقة في تنزانيا دوتو بيتيكو، إن البلاد كانت تمتلك فقط 21 ميغاوات من الكهرباء عند الاستقلال، لكن هذا الرقم ارتفع الآن إلى أكثر من 3160 ميغاوات. وأضاف أن تنزانيا قد عززت أيضًا الروابط الإقليمية للطاقة من خلال ربط شبكة الكهرباء الخاصة بها مع دول الجوار مثل كينيا ورواندا وبوروندي وأوغندا.
وردًا على ذلك، قال بانجا: “هذا بالضبط هو نوع التعاون الإقليمي الذي نهدف إلى تكراره عبر القارة.”
كما دعا رئيس البنك الدولي القطاع الخاص إلى لعب دور محوري في انتقال الطاقة في أفريقيا، مؤكدًا أن مشاركة القطاع الخاص ضرورية لنجاح المشاريع واسعة النطاق.
وأضاف: “السؤال هو هل يمكن للقطاع الخاص أن يثق ويستثمر في هذه المهمة؟، مشيرا الى ان البنك الدولي ملتزم بتمويل هذه المشاريع، لكن نجاحها يعتمد على خلق بيئة مستقرة وقابلة للتنبؤ للاستثمار الخاص.”
وفيما يتعلق بدور الشركات الصغيرة والمتوسطة، أكد السيد بانغا على أهميتها في خلق فرص العمل عبر أفريقيا، مشيرًا إلى أن البنك الدولي، بالشراكة مع الحكومات والمنظمات الإنسانية، يقدم قروضًا ميسرة ومنحًا لدعم نمو هذه الشركات في قطاعات الطاقة وغيرها.
وقال: “السكان الشباب المتزايد في أفريقيا يشكلون تحديًا وفرصة في آن واحد. هدفنا ليس فقط تخفيف الفقر، بل توفير الوظائف والحفاظ على كرامة الشباب.”
كما شدد بانجا على أن الوصول إلى الطاقة يعد أمرًا أساسيًا للنمو الاقتصادي، مما يتيح القطاعات الحيوية مثل التعليم والرعاية الصحية والتحول الرقمي.
وأضاف رئيس البنك الدولى فى ختام كلمته “لا يمكننا إحراز تقدم ملموس في هذه المجالات بدون طاقة موثوقة.”
وفي ختام كلمته، وضع بانجا نهجًا شاملاً لمعالجة تحديات الطاقة في أفريقيا، بما في ذلك مواءمة الأسواق الإقليمية والعالمية، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتعبئة الموارد المالية. وأوضح أن 30% من تمويل البنك الدولي يتم منحه كمنح، بينما تتوفر الأموال المتبقية من خلال قروض منخفضة الفائدة لضمان استثمارات مستدامة.
وكشف السيد بانجا أيضًا عن أن صندوق النقد الدولي يتعاون مع حكومات أفريقية لتعزيز قدرتها على تقديم خدمات طاقة فعّالة، مشيرا الى ان “الهدف هو ضمان قابلية التنبؤ بالسياسات، وتخطيط البنية التحتية السليم، وتمويل مستهدف.”