خسر أغنى 500 شخص بقطاع التكنولوجيا في بورصة وول ستريت، بقيادة جينسن هوانج، المؤسس المشارك لشركة إنفيديا، عملاق التكنولوجيا الأمريكية، ما مجموعه 108 مليارات دولار بنهاية تعاملات أمس الإثنين، وفق مؤشر بلومبرج للمليارديرات، حيث أدت عمليات البيع التي تقودها التكنولوجيا المرتبطة بمطور الذكاء الاصطناعي الصيني” ديب سيك” DeepSeek إلى انخفاض المؤشرات الرئيسية.
وأدى إطلاق نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” إلى إرباك السوق وتحفيز موجة بيع في أسهم التكنولوجيا الأمريكية.
وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تطبيق “ديب سيك” الصيني للذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أنه بمثابة “جرس إنذار” لتحفيز الشركات الأمريكية على تكثيف العمل.
وشهدت شركات التكنولوجيا العملاقة تبخر المليارات من قيمتها السوقية وما يقرب من 85% من إجمالي انخفاض مؤشر بلومبرج وانخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 3.1%، بينما هبط مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 1.5%.
كانت شركة “ديب سيك”، التي يقع مقرها في هانجتشو، تعمل على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي منذ عام 2023، لكن الشركة ظهرت لأول مرة على رادار العديد من المستثمرين الغربيين هذا الأسبوع حيث تصدَّر تطبيق الدردشة المجاني DeepSeek R1 مخططات التنزيل في جميع أنحاء العالم.
وانضم العديد من المستخدمين الجدد إلى التطبيق لدرجة أن شركة “ديب سيك” واجهت صعوبة في إبقاء التطبيق متاحًا عبر الإنترنت، حيث عانت من انقطاعات أجبرتها على تقييد التسجيل للمستخدمين الذين لديهم أرقام هواتف صينية.
ويعد دخول “ديب سيك” إلى سباق الذكاء الاصطناعي، الذي تقول إنه كلف 5.6 مليون دولار فقط لتطويره، يمثل تحديًا لرواية وادي السيليكون (منطقة تقع في شمال كاليفورنيا وتُعد مركزًا عالميًّا للتكنولوجيا والابتكار وموطنًا للعديد من أكبر شركات التكنولوجيا الفائقة في العالم)، بأن الإنفاق الرأسمالي الضخم ضروري لتطوير أقوى النماذج.
وقد وجه ذلك ضربة قوية للمليارديرات الذين ترتبط ثرواتهم بسلسلة توريد الذكاء الاصطناعي الغربية التي كانت المحرك الأكبر لسوق الأسهم على مدار العامين الماضيين.
من جانبه، كان الرئيس التنفيذي لشركة Meta، مارك زوكربيرج، قد أعلن أن الشركة تخطط لإنفاق 60 مليار دولار على مشروعات تتعلق بالذكاء الاصطناعي هذا العام، وهو ما يفوق تقديرات وول ستريت.
وفي المقابل، أشاد مطورون في شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة في الولايات المتحدة بنموذج الذكاء الاصطناعي الذي تقوم عليه (ديب سيك) التي قفزت إلى الصدارة، بينما يحاولون أيضًا إحداث ثغرات في فكرة أن التكنولوجيا التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات قد تفوقت عليها البديل منخفض التكلفة للوافد الصيني الجديد.
كانت شركة (ديب سيك) الصينية الناشئة قد أشعلت موجة بيع في أسهم التكنولوجيا وتفوق مساعدها المجاني للذكاء الاصطناعي المجاني على تطبيق ChatGPT التابع لشركة OpenAI في صدارة متجر تطبيقات آبل في الولايات المتحدة، وذلك باستخدام نموذج قالت إنها دربته على شرائح معالج H800 ذات القدرة المنخفضة من”إنيفيديا” بتكلفة أقل من 6 ملايين دولار.