تسعى الحكومة لتحويل مصر إلى واحدة من أهم المقاصد لسياحة اليخوت على مستوى العالم، حيث اتخذت مؤخرًا عدة قرارات محفزة لجذب أثرياء العالم لشواطئ مصر تتضمن تخفيضات على رسوم الرسو فى الموانئ وزيادة مدة إقامة السائح الممنوحة من شهر إلى 3 أشهر.
قال الدكتور خالد شريف، رئيس نادى يخت القاهرة والجمعية المصرية لليخوت والقوارب ومساعد وزير السياحة والآثار لملف سياحة اليخوت سابقًا، إن هناك مفاوضات مع شركات “سوفت وير” متخصصة لإنشاء منصات لتخطيط البرامج السياحية وتأجير اليخوت.
أضاف شريف لـ”البورصة”، أن تلك المناقشات تستهدف التعاون مع شركات الـ”سوفت وير” الأجنبية لوضع مصر على الخريطة السياحية ضمن برامجها التى تخططها لسائحى اليخوت.
أوضح أن هذه الشركات التكنولوجية عددها محدود عالميًا ومجال عملها مرتبط أو متخصص فى السياحة فقط، فضلًا عن اتباعها للنظم الحديثة كالذكاء الاصطناعى مما يجعل حجز اليخوت وتنظيم البرامج السياحية أكثر متعة وسهولة من خلالها.
وقال شريف، إن هناك ارتباطًا وثيقًا بين استخدام التكنولوجيا ودعم سياحة اليخوت، حيث تخدم التكنولوجيا مؤخرًا هذا المجال بقوة، بدءا من حجز اليخوت وإيجارها والذى يتم من خلال منصات ومواقع متخصصة عبر الإنترنت.
وأشار إلى التعاون مع الجهات المعنية أيضًا لوضع رؤية لنوعية البرامج السياحية وكيفية تنفيذها واختيار الشركات المتخصصة فى إدارة المقصد السياحى بالتعاون مع القطاع الخاص وشركات التوكيلات الملاحية وهيئة قناة السويس.
كما أعلن عن التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ مع 4 شركات أوروبية متخصصة فى إدارة وتشغيل اليخوت، وذلك على هامش مشاركة الجمعية المصرية لليخوت والقوارب بمعرض موناكو.
وأضاف أن مصر تواجه منافسة شرسة فى مجال سياحة اليخوت على الرغم من مقوماتها المتاحة والتى تمكنها من التفوق على منافسيها، نظرًا لإطلالتها على سواحل البحر الأبيض المتوسط إلى جانب البحر الأحمر.
هل تصبح “رأس الحكمة” بوابة لتعظيم إيرادات سياحة اليخوت؟
وتابع شريف: “وفقًا للتوجه العالمى نحو توظيف التكنولوجيا الحديثة لتطوير القطاع السياحى، تسعى مصر إلى الاستفادة من هذه الأدوات لتعزيز مكانتها كمركز عالمى لسياحة اليخوت”.
وأوضح أن التكنولوجيا الحديثة تساهم فى تحسين تجربة سياحة اليخوت على عدة مستويات، بدءا من التخطيط للرحلة وحتى تقديم الخدمات فى الموانئ.
وأشار إلى أن أبرز التطبيقات التكنولوجية المستخدمة فى هذا المجال، “أنظمة الحجز الإلكترونى” حيث تُمكّن هذه الأنظمة السياح من حجز مراسى اليخوت والخدمات المرافقة بسهولة وسرعة عبر الإنترنت.
وقال إنه يتم استخدام “التطبيقات الذكية” لتوفر معلومات حالية عن الطقس، ومواقع الموانئ، وأماكن الجذب السياحى القريبة، مما يجعل الرحلات أكثر أمانًا وسهولة.
أضاف أن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى وتحليل البيانات، يساهم فى تحليل بيانات حركة اليخوت وتحديد الاحتياجات المستقبلية لتطوير البنية التحتية، فضلًا عن استخدام إنترنت الأشياء والذى يساعد فى مراقبة حالة اليخوت وصيانتها عن بُعد، مما يقلل من الأعطال ويزيد من كفاءة التشغيل.
وفى إطار اهتمام الدولة بملف سياحة اليخوت، تم إطلاق استراتيجية لتطوير سياحة اليخوت فى مصر، والتى تضمنت إنشاء مراسى جديدة، مثل مارينا مدينة العلمين الجديدة، وتطوير مراسى شرم الشيخ والغردقة.
كما تم تحديث التشريعات لتسهيل دخول وخروج اليخوت وتبسيط الإجراءات الجمركية، إلى جانب الترويج الرقمى عبر منصات عالمية والمشاركة فى معارض دولية متخصصة فى سياحة اليخوت.
وعلى صعيد التعاون الدولى لتطوير القطاع، تشير تقارير متخصصة إلى أن مصر دخلت فى مناقشات واتفاقيات مع جهات دولية لتعزيز سياحة اليخوت، من بينها الشراكة مع الاتحاد الأوروبى لدعم تطوير البنية التحتية وتدريب العاملين فى القطاع.
كما تعاونت مصر مع دول حوض البحر المتوسط لتأسيس مسارات مشتركة لليخوت بين موانئ المتوسط، وأجرت مفاوضات مع شركات عالمية متخصصة كشركات إدارة الموانئ واليخوت الفاخرة لجذب استثمارات جديدة.
ومن المتوقع أن تصبح مصر مركزًا عالميًا لسياحة اليخوت مع استمرار الجهود لتوظيف التكنولوجيا الحديثة والتعاون الدولى، وستسهم هذه التطورات فى تعزيز الاقتصاد المصرى، وزيادة تدفقات السياحة النوعية، ودعم القطاعات المرتبطة مثل الصناعات البحرية والفنادق الفاخرة.
على: التنسيق مع “السياحة” لإطلاق حملة دعائية للمراين الموجودة على سواحل مصر
وقالت النائبة نورا على، رئيس لجنة السياحة بمجلس النواب، إن منصات تأجير اليخوت تساهم فى إتاحة العديد من التيسيرات للسياح وتعزيز مصادر الدخل النقدى الأجنبى دون اللجوء إلى الإجراءات الروتينية التى تساهم فى تقليل معدل الإيرادات فى القطاع الأكثر شعبية بين الأثرياء.
أضافت على، أن إسناد قطاع اليخوت للشركات الأجنبية يعد خطوة إيجابية لتعزيز الإيرادات حيث تعد سياحة اليخوت مصدرًا قويًا لتدفقات العملات الأجنبية حيث تعد بالفعل سياحة الأثرياء.
وتابعت: “إذا أجرينا مقارنة بين معدل الإنفاق اليومى للسائح التقليدى وسائح اليخوت، سنجد أن الإنفاق اليومى لسياح اليخوت يزيد عدة أضعاف عن إنفاق السائح التقليدى”.
أوضحت أن تعظيم هذا المنتج سيرفع إيرادات الدولة من العملة الصعبة وسيعزز من قدرتها على زيادة احتياطى النقد الأجنبى، مؤكدة أن مصر تمتلك أكثر من 2400 كيلومتر من السواحل الممتدة على البحرين المتوسط والأحمر.
وقالت إنه يجب العمل على جذب المزيد من الاستثمارات وتقديم الدعم اللوجيستى للمستثمرين وزيادة أماكن رسو اليخوت بإنشاء العديد من المراين وتقديم الخدمات مثل التموين بالوقود والمياه والإمداد بالمتطلبات المعيشية لمرتادى اليخوت.
الحكومة تتعاقد مع خبير دولي للترويح لسياحة اليخوت بمصر
أضافت أن قناة السويس تعتزم تطوير مارينا اليخوت بالإسماعيلية، وذلك بالتوازى مع إنشاء مارينا يخوت على الطراز الحديث بالإسماعيلية ليكون أول نموذج لمارينا خضراء مستدام، فضلًا عن إنشاء مارينا يخوت فى الساحل الشمالى.
أشارت إلى أن العلمين والساحل الشمالى من أهم المناطق الجاذبة لسياحة اليخوت على البحر المتوسط، بالإضافة إلى ساحل البحر الأحمر ولا يوجد حتى الآن منافس لمصر فيه، بينما فى البحر المتوسط هناك دول منافسة منها فرنسا واليونان وتركيا وغيرها.
أوضحت أنه يجب التنسيق مع وزارة السياحة لإطلاق حملة دعائية عن الموانئ والمراين السياحية الموجودة على سواحل مصر والخدمات المتوفرة وربطها بالمزارات السياحية والطرق المؤدية إليها فى الدول الأجنبية والعربية للترويج لها وتقديم التسهيلات والحوافز لجذب أكبر عدد من اليخوت والسائحين الأجانب لزيارة مصر عن طريق البحر.
وتعكف قناة السويس ضمن استراتيجية وطنية على تنفيذ خطة تطوير شاملة لعدد 3 مراين دولية بمنطقة القناة، حيث تستهدف زيادة طاقتها الاستيعابية، وتنمية أبعاد كل مارينا وتعميق الغاطس، علاوةً على رفع كفاءة البنية التحتية لهذه المرانى، وفقاً للمعايير العالمية واشتراطات الجودة لتتمكن من استيعاب كافة أنواع اليخوت وتقديم خدمات متميزة.
وتنقسم خطة التطوير إلى مرحلتين، تبدأ المرحلة الأولى بتطوير مارينا دولى فى الإسماعيلية بطاقة استيعابية تتخطى 100 يخت وغاطس يصل إلى 7 أمتار، يعقبها مرحلة ثانية بتدشين مارينا دولى فى كل من بورسعيد وبورتوفيق.
وتشمل الخطة تحسين تجربة عبور اليخوت بالقناة من خلال الارتقاء بالخدمات المقدمة وتوفير خدمات جديدة سواء الخدمات الرئيسية مثل التزود بالوقود وصيانة اليخوت، أو الخدمات الترفيهية الأخرى.
هزاع: استخدام التكنولوجيا الحديثة يتيح للسائحين استئجار اليخوت بسهولة
وقال حسام هزاع، عضو غرفة شركات السياحة ووكالات السفر، إن استخدام التكنولوجيا الحديثة والتى تشمل التطبيقات الذكية والمنصات الرقمية المتخصصة فى مجال سياحة اليخوت، تُتيح للسائحين والمستثمرين استئجار اليخوت بسهولة وتصفح أنواع اليخوت المتاحة.
وأضاف أن التطبيقات والمنصات المتخصصة تتيح أيضًا اختيار الموقع والتوقيت المناسب للإبحار، ومقارنة الأسعار والخدمات الإضافية، وإجراء الحجز والدفع إلكترونيًا بأمان.
أوضح أن تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعى تساعد فى تقديم توصيات مخصصة وفقًا لاحتياجات السائحين، مثل اقتراح اليخوت المناسبة لعدد الأفراد أو الرحلات المناسبة بحسب اهتماماتهم كاستكشاف الجزر، والصيد، والرياضات المائية.
وأشار إلى استخدام تقنيات دمج الواقع الافتراضى والواقع المعزز لإتاحة القيام بجولات افتراضية داخل اليخوت قبل الحجز، مما يساعد السائحين على اختيار اليخت الأنسب لاحتياجاتهم.
وقال إنه يمكن من خلال التكنولوجيا تفعيل نظم الدفع الرقمى باستخدام بوابات الدفع الإلكترونى، لتصبح عملية حجز وتأجير اليخوت أكثر سرعة وسهولة، خاصة مع الدفع من خلال بطاقات الائتمان.
أضاف أن أثر التكنولوجيا على سياحة اليخوت فى مصر سيساهم فى جعل تجربة السائحين أكثر سهولة ورفاهية، مما يشجع على زيادة الطلب، فضلًا عن توفير الوقت والجهد، حيث تختصر تقنيات الحجز الإلكترونى الوقت الذى كان يُقضى فى الإجراءات التقليدية.
وتابع: “يسهم استخدام التكنولوجيا فى زيادة الشفافية والمصداقية، حيث تظهر المنصات الرقمية تقييمات العملاء السابقين ومعلومات مفصلة عن الخدمات، فضلًا عن تعزيز الاستدامة من خلال تقليل النماذج الورقية واعتماد الحلول الرقمية”.