تتجه سوق الصلب العالمية نحو حرب تجارية متعددة الجبهات، مع تسارع الحكومات حول العالم لاتخاذ إجراءات حمائية لمواجهة تدفق الواردات
أوضحت وكالة بلومبرج في تقرير، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألومنيوم، معلنًا أن هذه الخطوة تهدف إلى إعادة التوازن لصناعة الصلب الأمريكية.
وشملت هذه الإجراءات إلغاء الإعفاءات الممنوحة لدول عديدة، مع توسيع نطاق الرسوم لتشمل منتجات جديدة، في تعزيز واضح لسياساته التجارية السابقة.
ردود فعل عالمية قوية
لم تكن الولايات المتحدة وحدها في هذا السباق؛ فقد بدأت دول أخرى بتشديد إجراءاتها لحماية صناعاتها المحلية:
كوريا الجنوبية وفيتنام — وهما من أكبر المشترين للصلب الصيني — فرضتا رسومًا على لفائف الصلب المدرفلة على الساخن، وهو منتج أساسي في التجارة العالمية.
الاتحاد الأوروبي صعّد من إجراءاته الحمائية، بينما تحركت مصانع أمريكا اللاتينية للمطالبة بمزيد من التدابير الوقائية.
تايوان أطلقت تحقيقًا في قضايا الإغراق، والهند أوصت بفرض تعريفات واسعة على واردات الصلب.
الصين في قلب المواجهة
بحسب التقرير، تبقى الصين محور هذه الحرب التجارية، إذ تعد المنتج المهيمن عالميًا. وارتفعت صادراتها إلى مستويات قياسية العام الماضي، ما جعلها هدفًا رئيسيًا لإجراءات الدول الكبرى.
وحذرت بلومبرج، من أن رسوم ترامب قد تزيد من فائض المعروض، مما سيؤدي إلى إغراق الأسواق بمنتجات بأسعار منخفضة، ما يشكل ضغطًا إضافيًا على المُنتجين العالميين.
المعدن الرمادي.. رمز التصنيع وقوة الدول
وصف التقرير الصلب بأنه حجر الزاوية للاقتصاد العالمي، ورمز لقوة التصنيع بالنسبة لترامب ودول أخرى. وأشار إلى أن معظم القوى الكبرى تعتبر امتلاك صناعة فولاذ قوية أمرًا استراتيجيًا، ما جعل القطاع عرضة لسياسات حمائية منذ القرن التاسع عشر.
تصعيد أوروبي بالمليارات
لم تتأخر المفوضية الأوروبية في الرد، إذ تعهدت بإجراءات انتقامية سريعة على الواردات الأمريكية، تشمل الصلب والألمنيوم ومنتجات صناعية أخرى، بقيمة 26 مليار يورو (ما يعادل 28.4 مليار دولار)، وهو ما يعكس حجم الرسوم الأمريكية.
التهديد الأكبر: تضخم التكاليف وفقدان الوظائف
حذرت الوكالة من أن الحواجز التجارية الجديدة تعد الأوسع نطاقًا منذ 2015 و2016، ما قد يؤدي إلى زيادة تكاليف قطاعات حيوية، مثل صناعة السيارات والبنية التحتية، مهددةً بـفقدان الوظائف في القطاعات المتعثرة المعتمدة على الصلب.
الصين تناور رغم الضغوط
رغم تصاعد المواجهة، أوضح توماس جوتيريز، رئيس وحدة البيانات في شركة “كالانيش كوموديتيز”، أن الصين نجحت سابقًا في تجاوز هذه الضغوط من خلال تطوير منتجات فولاذية مختلفة، أو البحث عن أسواق جديدة.
وأشار المعهد الصيني لتخطيط وبحوث صناعة المعادن — التابع للحكومة — إلى تسجيل 30 قضية إغراق جديدة في 2024، محذرًا من تدهور أوضاع التصدير الصينية.