شهدت الأسواق المالية في إيران تحسناً ملحوظاً عقب استئناف المحادثات الرسمية بين طهران وواشنطن بشأن برنامجها النووي.
وتُعد هذه الخطوة الأولى نحو كسر حالة الجمود التي طال أمدها في المفاوضات وتقليل حدة التوترات المستمرة بين البلدين.
أفادت وكالة بلومبرج بأن الريال الإيراني قد ارتفع بشكل ملحوظ اليوم الأحد، وذلك بعد انعقاد أول جولة من المحادثات الرسمية بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين في سلطنة عُمان يوم السبت.
وقد هدفت هذه المحادثات إلى تمهيد الطريق لمفاوضات مستقبلية تهدف إلى فرض قيود على الأنشطة النووية الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها. ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي هذه المحادثات بأنها “بناءة”.
وفي السوق غير الرسمية، تم تداول الريال الإيراني بسعر يقارب 890 ألف ريال مقابل الدولار الأمريكي، وهو ما يمثل زيادة تقدر بنحو 15% مقارنة بأدنى مستوياته القياسية التي سجلها خلال الأسبوع الماضي، وذلك قبل الإعلان عن استئناف المحادثات.
بالتوازي مع ذلك، ارتفع المؤشر الرئيسي لبورصة طهران بنسبة 1.9% خلال منتصف اليوم، وسط حالة من التفاؤل بشأن الجولة القادمة من المحادثات المقرر عقدها في التاسع عشر من أبريل الجاري.
ويعكس هذا الارتفاع في قيمة العملة وأسعار الأسهم تطلع الشارع الإيراني إلى أي مؤشرات إيجابية قد تفضي إلى انفراج اقتصادي، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني نتيجة للعقوبات الأمريكية والصراع السياسي المستمر.
وقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين بأن المحادثات تسير بشكل “جيد إلى حد ما”، بينما وصف مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الذي ترأس الوفد الأمريكي، المحادثات بأنها “إيجابية وبنّاءة للغاية”.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن ويتكوف وعراقجي التقيا وجهاً لوجه لفترة وجيزة بعد تبادل رسائل غير مباشرة لأكثر من ساعتين عبر وزير الخارجية العُماني، الذي قام بدور الوسيط بين الوفدين المتواجدين في غرف منفصلة.
كما أفادت تقارير إعلامية أخرى نقلاً عن مصدر مطلع بأن الجولة المقبلة من المحادثات قد تُعقد في إحدى الدول الأوروبية، على الرغم من تأكيد عراقجي على استمرار الدور الرئيسي لسلطنة عُمان كوسيط.
وفي تطور لافت، أشار أحد أعضاء البرلمان الإيراني إلى إمكانية رفع مستوى المفاوضات بين الطرفين.
وقال النائب أبو الفضل ظهرهوند، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية: “إذا كان لديهم ما يستحق الاستماع والمناقشة، فلا مانع من زيارة ويتكوف إلى إيران”.