%3.5 توقعات صندوق النقد الدولى لنمو الاقتصاد العالمى فى 2017
كان من المفترض أن يجلب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى وانتخاب دونالد ترامب، رئيساً للولايات المتحدة، الخسارة والاحباط والحروب التجارية إلى الاقتصاد العالمى بجانب المجاعات والأوبئة التى تغذى الحركات الشعبوية.
ولكن الوقت يعالج العديد من التنبؤات.. فاجتماعات الربيع لرؤساء المالية حول العالم فى واشنطن كانت مليئة بالتفاؤل.
وأعربت كريستين لاجارد، رئيس صندوق النقد الدولي، عن تفاؤلها بشأن الاقتصاد العالمى عندما افتتحت الاجتماعات، قائلة إن الربيع فى الهواء وفى الاقتصاد أيضاً.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن ما يعزز ثقة صندوق النقد الدولي، هو تحسن الأداء فى معظم الاقتصادات العالمية الرئيسية.
ورفع صندوق النقد توقعاته للنمو العالمى للمرة الأولى منذ 6 سنوات على أساس النمو القوى فى الصين، والتى أعلنت أن اقتصادها نما الأسبوع الماضى بنسبة 6.9% فى الربع الأول، إلى جانب تحسن بعض الاقتصادات فى اليابان وأوروبا وتحسن بيانات الوظائف فى الولايات المتحدة.
وبالنسبة لصندوق النقد الدولي، الذى تنبأ بنمو عالمى تبلغ نسبته 3.5% فى الناتج المحلى الإجمالى هذا العام، فإن النظرة الأقوى هى ثمرة انتعاش واسعة النطاق فى الصناعة التحويلية والتجارة.
وقال محافظ البنك المركزى الهندى السابق، الخبير الاقتصادى لدى صندوق النقد الدولى، راجورام راجان، إن الاختلاف هذه المرة يتمثل فى أن جميع المحركات تندفع معاً للمرة الأولى.
وأشار كبير الاقتصاديين السابقين فى صندوق النقد الدولي، أوليفييه بلانشارد، إلى أن إرث الأزمة المالية العالمية والتكيف مع مستقبل النمو المنخفض قد وصل نهايته، مضيفاً أن تعزيز وتيرة الانتعاش أصبح حقيقة.
وباختصار فإن الاقتصاد العالمى هو الأكثر قوة منذ الأزمة المالية العالمية.
وأوضحت الصحيفة، أن التهديد المبكر والذى يلوح فى الأفق يتمثل فى الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية.
وقالت لاجارد، فى مقابلة مع قناة تليفزيونية، إن زعيمة اليمين المتطرف ماريان لوبان، فازت فى الانتخابات التى جرت على مرحلتين.. وإذا أوفت بوعودها بالخروج من منطقة اليورو فسيؤدى ذلك بالتأكيد إلى اضطراب كبير.
وأشارت إلى أن المخاطر المحتملة لا تزال تلوح فى الأفق.
فرغم إشادة لاجارد، بالإدارة الأمريكية الجديدة، فإن ترامب، بدأ تحقيقاً فى واردات الصلب من المرجح أن يؤدى إلى فرض تعريفات جديدة.. الأمر الذى سيكون أول تحرك نحو سياسة الحمائية.
وقد يؤدى ذلك إلى الانتقام من الصين والاتحاد الأوروبى فتصريحات ترامب، بخصوص التجارة والهجرة لا تزال تظهر حمائية بشكل واضح.
ورغم التفاؤل حول الاقتصاد العالمى، فإن الأسئلة الوجودية حول إدارة ترامب والموجة الأوسع من التحركات الشعبوية قد تعنى الكثير بالنسبة لمؤسسات مثل صندوق النقد والبنك الدوليين.
وقال جيمس بوتون، المؤرخ الرسمى لصندوق النقد الدولى حتى عام 2012، إن الأزمة الحالية فى صندوق النقد باتت أكثر عمقاً، مضيفاً أن أزمة القيادة أكبر مما كانت عليه فى أى وقت وبالتأكيد فى حياة صندوق النقد الدولى.
وأشار بوتون، إلى وجود أسباب وجيهة جداً للتفاؤل بشأن الاقتصاد العالمى خلال الأشهر الـ18 المقبلة. لكن الإدارة القادمة فى الولايات المتحدة لا يبدو أن لديها أى شهية لممارسة القيادة فى الاقتصاد العالمى وفى النظام الدولى وهذا شيء جديد وخطير.
وأكد وزير الخزانة الأمريكى ستيفن مونوشين، مجدداً التزام الولايات المتحدة تجاه صندوق النقد الدولي. لكن الغرائز الحمائية التى ينتهجها دونالد ترامب، لا تزال مصدر قلق.
ويعد بلانشارد، من بين الذين أفادوا بأن المخاطر الاقتصادية للشعبوية ربما لن تكون كارثية فى الولايات المتحدة وغيرها من الاقتصادات المتقدمة بفضل الضوابط والتوازنات فى نظامها السياسي حتى فى فرنسا فإن الرئيس الجديد سيواجه سلطة تشريعية ذات أغلبية معادية.
وحتى المتفائلون فى صندوق النقد الدولي، يعترفون بأن هناك أسباباً مهمة تدعو للقلق بشأن الاقتصاد العالمي.
وأوضحت الصحيفة، أن تزايد حجم الديون الصينية، وعدم قدرة السلطات على كبح نمو الائتمان لا يزالان يسببان التوتر بين خبراء اقتصاد الأموال.
يأتى ذلك إلى جانب موكب من فضائح الفساد فى البرازيل التى لا تزال أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية.
وفى أفريقيا رغم تجدد الآمال فى إيجاد واقع جديد يغذيه النمو، لا تزال الاقتصادات الرئيسية ومنها نيجيريا وجنوب أفريقيا، تعانى وطأة كبيرة فى الوقت الراهن.