يبدو أن البنوك الاستثمارية فى أوروبا بدأت عملية التعافى بعد تسجيلها أداء ضعيف خلال الربع الأخير من العام الماضى.
وكشفت بيانات صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن نمو أرباح بنك «يو بى إس» السويسرى بأكثر من 50% الربع الأول من العام الجارى.
وأفصح «كريدى سويس»، أيضًا، عن ارتفاع إيرادات الائتمان بنسبة 133% فى الربع الأول بالدولار الأمريكى.
وحتى بنك «دويتشه بنك» الألمانى الذى شهد ربعًا صعبًا حصل على الثناء من محلل الأسهم الأسترالية كريستوفر ويلر، ليأتى خلف اللاعبين الكبار الثلاثة فى الولايات المتحدة فى الدخل الثابت.
وكان من الصعب العثور على نقاط مضيئة فى بنك «باركليز» حيث انخفضت أسهم المجموعة المصرفية فى المملكة المتحدة بشكل حاد بسبب ضعف وحدة الاستثمار.
وفى المجموع، تلقت البنوك الأوروبية هزيمة من نظيراتها الأمريكية الكبرى على الرغم من الخسارة الكبيرة فى الأرباح التى مُنى بها «جولدمان ساكس» أحد أكبر البنوك الأمريكية.
ورغم تغلب البنوك الأمريكية على نظيراتها الأوروبية فى الربع الأول، فإن البيانات تؤكد أن المصارف الأوروبية تفقد الوتيرة الضعيفة التى سادت على مدى السنوات الخمس الماضية.
وقال رئيس أحد بنوك الاستثمار: «بدأت الفجوة بين أداء البنوك فى الولايات المتحدة وأوروبا تتقارب، وأعتقد أننا فى نقطة مثيرة للاهتمام بعد التعافى من مستويات الربع الأخير من العام الماضى، خاصة فى الدخل الثابت والعملات والسلع والأسهم».
ونمت إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية بالدولار الأمريكى بنسبة 33% فى الربع الأول من العام الجارى فى «دويتشه» و«كريدى سويس» و«باركليز» وبنك «يو بى إس» وهو ما كان متطابقًا تمامًا مع زيادة بلغت نسبتها 33% فى مصارف وول ستريت مثل «جى بى مورجان» و«مورجان ستانلى» و«بنك أوف أمريكا» و«سيتى جروب» و«جولدمان».
ويمكن أن تتأثر إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية التى تغطى كل شىء من تقديم المشورة للعملاء بشأن عمليات الاندماج والاستحواذ لمساعدتهم على زيادة السيولة فى أسواق الدين والأسهم من خلال بعض الصفقات الكبيرة، لذا حذر المحللون من توقع مصير الكثير من البنوك الأوروبية على أساس بيانات ربع واحد.
وأوضحت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن المصارف الأوروبية كانت أقل نجاحًا فى التداول بشكل عام.
وبالمقارنة بعام مضى فقد ارتفعت إيرادات استشارات الدخل الثابت فى المصارف الأوروبية فى الربع الأول بنسبة 7% فقط بالدولار الأمريكى، فى حين زادت إيرادات المقرضين الأمريكيين بنسبة 23%.
وفى قطاع الأسهم انخفضت إيرادات البنوك الأوروبية بنسبة 12% على أساس سنوى فى حين أن المصارف الأمريكية سجلت معدل نمو ثابتًا.
وكان بنك «يو بى إس» قد خفض بشكل كبير أعمال الدخل الثابت كجزء من إعادة هيكلة أجراها عام 2012، وتمسك بهذا النهج حتى مع انتعاش أسواق الدخل الثابت.
ودافع جيس ستالى، الرئيس التنفيذى لبنك «باركليز» عن أداء البنك حيث انخفضت الإيرادات بنسبة 1% وتراجعت عائدات الأسهم بنسبة 10% على أساس سنوى قائلاً، إنها عانت من مقارنة صعبة، نظراً إلى قوة الربع الأول من العام الماضى.
وحقق «باركليز» ارتفاعًا بنسبة 46% فى إيرادات الائتمان فى الربع الأول من عام 2016، وهو ما يفوق بكثير منافسيه الأوروبيين.
وأضاف ستالى، الذى عمل لمدة 20 عامًا فى «جى بى مورجان» قبل انضمامه إلى «باركليز» قبل عام ونصف العام، أن إصدار الحكم على بنك الاستثمار على أساس ربع سنوى ليس تصرفًا صحيحًا.
وقال إن الإيرادات الضعيفة من أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة قابلتها حصة أفضل فى سوق الديون.
ومع ذلك أعرب معظم المحللين عن قلقهم من تخلف «باركليز» عن منافسيه فى الدخل الثابت على الرغم من استراتيجية ستالى، المتمثلة فى مضاعفة عملياته المصرفية الاستثمارية فى بريطانيا والولايات المتحدة.
وأثار أندرو كومبس، المحلل فى «سيتى جروب» المخاوف بشأن ضعف أسعار الفائدة الأمريكية وعائدات الأسهم.
وقال «كومبس»، إن الأمل يكمن فى نمو أعمال «باركليز» الدولية التى ستعوض الضغوطات فى المملكة المتحدة، لكن كان هناك أدلة محدودة على ذلك فى الربع الأول بسبب ضعف الأداء.
وأوضحت الصحيفة، أن البنوك الأوروبية متفائلة بشأن آفاق النمو ولكن لا يوجد إدراك لمدى حجم الجبل الذى ينبغى عليها تسلقه لتحدى البنوك الأمريكية.
وبلغ إجمالى الإيرادات الاستثمارية للبنوك الأوروبية 10.674 مليار دولار أمريكى أى ما يزيد قليلاً على ثلث عائدات أكبر خمسة مصارف فى الولايات المتحدة من خلال الدخل الثابت والأسهم والخدمات المصرفية الاستثمارية.