أعلنت مؤسسة التمويل التابعة للبنك الدولى ifc عن تفعيل اتفاق تمويل مشروع محطة سونكر للصب السائل بميناء السخنة، باستثمار أجنبى مباشر يبلغ 500 مليون دولار، بما يُعادل 10 مليارات جنيه.
وقام تحالف من المؤسسات المالية الدولية، يضم كل من مؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة للبنك الدولى، البنك الأوروبى للإنشاء والتعمير (EBRD) والبنك التجارى الدولى المصرى (CIB)، بضخ الدفعة الأولى من الحزمة التمويلية للمشروع تتويجا لسياسة الحكومة المصرية فى تفعيل كل الاتفاقيات مع مؤسسات التمويل الدولية لتحقيق معدلات النمو المستهدفة للبلاد.
وقالت مؤسسة التمويل التابعة للبنك الدولى فى بيان، اليوم، إن تمويل هذا المشروع الاستراتيجى يؤكد ثقة هذه المؤسسات المالية الكبرى فى صلابة الاقتصاد المصرى وفى شركة اميرال، المستثمر الرئيسى فى محطة سونكر للصب السائل، لما لها من تاريخ ناجح فى ادارة المشروعات اللوجيستية على مدى العقدين الماضيين.
أضافت، أن المؤسسات الثلاثة تتحمل تمويل 64% من إجمالى المشروع، بما يعادل 320 مليون دولار، فيما تتكفل شركة أميرال بتمويل 36% بتكلفة تبلغ 180 مليون دولار من اجمالى المشروع.
وقالت سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، إن هذا الاتفاق يأتى فى اطار توجه الوزارة لإزالة أى عقبات تواجه المستثمري.
أشارت إلى عمل الوزارة على زيادة دعم مؤسسات التمويل الدولية للقطاع الخاص والدخول فى مشروعات مشتركة مثل هذا المشروع، كما أن الوزارة تولى أهمية لمساهمة القطاع الخاص فى عملية التنمية من خلال المشاركة فى تنفيذ المشروعات القومية الكبرى.
وأكدت الوزيرة أن الوزارة تقوم بعدد من الإجراءات والخطوات لتحفيز الاستثمار بمنطقة قناة السويس، وذلك فى إطار الخريطة الاستثمارية الشاملة والواضحة التى يجرى العمل حاليا عليها، مشيرة إلى أن تطوير الموانئ الواقعة بمنطقة التنمية بقناة السويس والارتقاء بالخدمات التى تُقدمها، تعد من ضمن الخطوات الفعّالة والضرورية لتحفيز المستثمرين وجذب مزيد من الاستثمارات إلى تلك المنطقة.
وتعد محطة سونكر للصب السائل أكبر مركز مستودعات لتخزين وتداول المواد البترولية وفق أحدث نظم التكنولوجيا والحماية البيئية العالمية، كما لها دوراً رئيسياً فى دعم واردات مصر من المنتجات البترولية عبر البحر الأحمر، بتوفير سعات تخزين استراتيجى لتغطية احتياجات البلاد من الطاقة خاصة من السولار والبوتاجاز وربط هذه السعات التخزينية مباشرة بالشبكة القومية لأنابيب المنتجات البترولية، ومن ثم رفع كفاءة البنية التحتية الحالية لاستيراد وتخزين ولوجيستيات منتجات البترول من السولار والبوتاجاز، بالإضافة إلى الأمونيا.
وقال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، تفعيل اتفاقية التمويل بعد حل مشكلات سونكر يعد تنفيذا لتعليمات الرئيس السيسى بضرورة الإسراع فى حل كافة المشاكل التى تواجه المستثمرين، خاصة فى محور تنمية قناة السويس، لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وأضاف مميش، أن خلق بيئة مثالية للاستثمار يحتاج تضافر كل الجهود من كل المؤسسات والجهات ذات الصِّلة خاصة بعد صدور قانون ضمانات وحوافز الاستثمار.
وقال الربان أسامة الشريف، العضو المنتدب لشركة سونكر، إن الحكومة المصرية قد وضعت خطط جادة ومدروسة للنهوض بالاقتصاد المصرى وبدأت بالفعل فى اتخاذ خطوات هائلة لجذب الاستثمار الأجنبى من خلال عدد من المشاريع العملاقة فى مختلف المجالات.
أضاف ان مستقبل مصر مرتبط ارتباطا وثيقاً بقدرتها على توفير الطاقة اللازمة لتلك المشروعات والتوسعات.
أوضح أنه بانتهاء جميع مراحل محطة الصب السائل ستتحول منطقة البحر الأحمر إلى مركز اقليمى لتموين السفن ولتداول المواد البترولية فى منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا.
وتعمل شركة بتروجيت، المنفذة للمشروع، على الانتهاء من إنشاء المرحلة الأولى من المشروع والتى تتمثل فى ثلاثة خزانات للبوتاجاز بسعات تخزينية تصل إلى 150 ألف متر مكعب، وثلاثة خزانات للسولار بسعات تخزينية تصل إلى 100 ألف متر مكعب.
بالإضافة إلى إنشاء خطوط أنابيب جديدة بطول 40 كم لربط السعات التخزينية للبوتاجاز والسولار بمحطة الصب السائل بخطوط الشبكة القومية لأنابيب المنتجات البترولية، بما يمثل إضافة كبيرة للشبكة القومية تؤدى إلى سهولة وسرعة توزيع المنتجات البترولية بأرجاء البلاد وتغطية احتياجات كل أنحاء البلاد فى سهولة وأمان.
إن هذا المشروع العملاق سيكون له دور مهم فى رفع كفاءة البنية التحتية لقطاع الطاقة فى البلاد ومن ثم النهوض بالاقتصاد ككل، كما سيوفر 2400 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب المصرى، إلى جانب دوره الاستراتيجى فى امداد الطاقة اللازمة للتنمية الصناعية والعمرانية لمنطقة قناة السويس.