الشركات تلجأ لتخفيضات نسبية فى الأسعار للحفاظ على التنافسية وتنشيط المبيعات
“الحمامى”: طبيعة المنتجات غير الأساسية سبب تراجع مبيعات “إيديتا”
“الخربوطلى”: كميات بيع “جهينة” تعافت الربع الثانى بدعم من العروض
شهدت المراكز المالية لشركات الأغذية فى البورصة المصرية تراجعات جماعية فى الأرباح خلال النصف الأول من العام الحالى مع ارتفاع التكاليف والضغوط التضخمية على القوى الشرائية للمستهلكين.
وتراجعت أرباح «ايديتا» بنسبة 37% خلال النصف الأول من العام الحالى، لتسجل صافى ربح 54.89 مليون جنيه بنهاية الفترة مقابل، 87.26 مليون جنيه صافى ربح عن الفترة المقارنة من 2016، ورغم ارتفاع مبيعات «جهينة» 17.4%، الا أن ارباحها تراجعت 22% لتسجل 86 مليون جنيه مقارنة مع 110.24 مليون جنيه عن الفترة المقارنة.
وسعت الشركتان لإحداث توازن بين استراتيجية رفع الأسعار، مع الحفاظ على حصتها السوقية، بعد أن ضغطت متغيرات الإصلاح الاقتصادى على القوة الشرائية للمستلهكين.
وقالت منة شمس الدين مدير علاقات المستثرين بـ«ايديتا»، إن الشركة أنهت المرحلة الأولى للمشروع على مساحة 22 الف متر لإضافة 5 خطوط انتاج جديدة و3.3 الف طن سنوياً من خلال خط انتاج الويفر، وأن الشركة بدأت انتاج المصنع بخط ويفر جديد على أن تتم إضافة خط كيك خلال الشهر المقبلة.
ومن المقرر أن يحمل منتج الويفر الجديد فى السوق اسم فريسكا فينجرز FRESKA FINGERS. ورفعت الشركة حصتها السوقية فى منتجات الويفر الى 8.9% بنهاية فبراير الماضى مقابل 7.4% خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وسبق أن قال هانى برزى، رئيس مجلس إدارة الشركة فى حوار لـ«البورصة»، إن الشركة تستثمر 450 مليون جنيه؛ لإضافة خطى إنتاج ومصنع «E08» فى المنطقة الصناعية «بولاريس الزامل».
وقالت مذكرة بحثية صادرة عن بنك الاستثمار فاروس القابضة، أن تراجع الهوامش جاء بعد تخفيض الأسعار للمحافظة على التنافسية، كما ان تراجع الكميات المبيعة ساهمت فى تقليص الهوامش بضغط من تكاليف انتاجية ثابتة.
وبلغ هامش صافى الربح 4.4% بنهاية النصف، مقابل 8.2% عن الفترة المقارنة، لتسجل 54.89 مليون جنيه صافى ربح مقارنةً بـ 87.26 مليون جنيه.
وذكرت أنه رغم نمو حجم المبيعات فى قطاع المقرمشات، لم ينجح فى تخفيف تراجع كميات القطاعات الأخرى، بالأخص فى «الكرواسون» الذى شهد تراجعا بنسبة 13.6% على أساس ربع سنوى.
وأرجح التقرير انخفاض مبيعات «الكرواسون»، إلى شهر رمضان الذى يشهد طلب منخفض، بالإضافة إلى المنافسة من جانب منتجى الكرواسون الذين خفضوا الأسعار، للاستحواذ على حصة أكبر فى السوق.
وأرجعت «فاروس» تراجع هوامش الربع الثانى، إلى خسائر فروق العملة، بقيمة 8.9 مليون جنيه خلال الربع، بنمو 112% عن الربع الأول، وأيضاً مصاريف الفوائد التى ارتفعت 230% بنهاية الربع الثانى، إذا ما قورنت بمصاريف فوائد 24 مليونا خلال الربع الأسبق، نتيجة رفع المركزى لأسعار الفائدة مؤخراً.
وأضاف التقرير أن استغلال المنافسين لضعف القوة الشرائية للمستهلك، وتخفيض أسعار «الكرواسون»، أجبر «ايديتا» على الدفاع عن حصتها السوقية والبيع على نفس مستويات أسعار المنافسين، بالإضافة إلى تراجع الكميات المبيعة خلال الربع الثانى.
وحددت «برايم» قيمة عادلة 12.52 جنيه للسهم، مع توصية بالبيع، لتراجع الأرباح والكميات، حيث ارتفعت أسعار قطاعى «الويفر» و«المقرمشات» بنسبة 107.6 و106.8% على الترتيب.
وأرجعت «برايم» شدة تأثر كميات البيع لطبيعة منتجات الشركة غير الأساسية، فى ظل اضمحلال القدرة الشرائية للمستهلكين، وتسبب فى تحقيق خسائر 1.66 مليون جنيه بنهاية الربع الثانى، مقارنةً بأرباح 41.6 مليون جنيه عن الربع المقارن.
وشهدت اجمالى منتجات الشركة انخفاض 37% فى اجمالى العبوات المباعة لتسجل 854 مليون عبوة مقابل 1.35 مليار عبوة عن النصف الأول من 2016.
بينما فضّلت «جهينة»، الحفاظ على على هامش مجمل الربح خلال الفترة، لتسجل 29.7% مقابل 30.2% عن الفترة المقارنة من 2016.
وقالت أمنية الحمامى محللة قطاع الأغذية والمشروبات ببنك الاستثمار «برايم»، إن ثبات هامش الربح بنهاية الفترة عند 30%، يرجع إلى الاهتمام الذى توليه الإدارة لصيانة هوامش ربحيتها، على حساب الحصة السوقية.
وأوضحت أن «جهينة»، من أفضل شركات الأغذية التى استطاعت تمرير كامل تكاليف سعر الصرف، حيث قررت رفع أسعارها تدريجياً، منذ التعويم، وحتى رمضان دون تأثير كبير يذكر على القوة الشرائية للمستهلك، مضيفة أن الشركة استطاعت منذ التعويم حتى أبريل الماضى، رفع أسعار محفظة منتجاتها بمتوسط 60%.
ويرى أحمد الخربوطلى محلل القطاع الغذائى لدى «فاروس»، أن كميات البيع قد تعافت خلال الربع الثانى، بدعم من العروض التخفيضية التى طبقتها الشركة مؤخراً، بالإضافة إلى زيادة الطلب فى شهر رمضان.
وأوصت «فاروس» و«برايم» بشراء سهم «جهينة»، وتم تحديد القيمة العادلة عند 8.88 و9.96 جنيه للسهم، على الترتيب.
وعلل الخربوطلى، تراجع هامش الربح خلال الربع الثانى إلى 27.7%، مقابل 28.3% فى الربع الأول، رغم اعتماد الشركة على مخزون منخفض التكلفة بسعر صرف ما قبل التعويم، إلى التخفيضات التى منحتها «جهينة» خلال الفترة، لتحفيز نمو السوق والحفاظ على حصتها السوقية.
وانخفض هامش صافى الربح بنهاية النصف الأول، ليسجل 3% مقارنة بهامش 4.5% عن العام الماضى، وأرجع الخربوطلى ذلك إلى تزايد المصروفات العمومية والإدارية بنسبة 17.9% على أساس ربع سنوى، نتيجة الضغوط التضخمية.
بالإضافة إلى ارتفاع مصروف الفوائد بنهاية الربع الثانى بمعدل 17% مقارنة بالربع الأول، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، التى انعكست على حجم دين يقدر بـ2.2 مليار جنيه، فى نهاية الفترة، موضحاً أن الربع الثانى تحمل العبئ الأكبر من الفوائد، لتتراجع نسبة هامش صافى الربح 1.7% بنهاية الفترة.
ونمت صافى مصروفات التمويل بمعدل 89%، خلال النصف الأول من 2016، وسجلت 183.56 مليون جنيه مقابل 97 مليون جنيه عن الفترة المقارنة.
وتوقع أن تتأثر الكميات المباعة خلال الربعين القادمين، لانخفاض القوة الشرائية للمستهلك، ورفع الأسعار الأخير للمحافظة على الهوامش بعد إزالة جزء من الدعم على البنزين، ومنح خصومات للموردين.