«رياض»: أسعار الكهرباء وأجهزة الكمبيوتر والسيرفرات.. أعباء إضافية
«منتصر»: مفاوضات مع «إيتيدا» لتدشين برامج ترويجية خارجية
مصدر فى إحدى الشركات: 20% ارتفاعاً مرتقباً فى أسعار الخدمة مطلع 2018
يعد ارتفاع أسعار المكالمات الدولية وأسعار الإنترنت بعد تطبيق القيمة المضافة، من التحديات التى تواجه الشركات المقدمة لخدمات «التعهيد» و«الكول سنتر» بالسوق المحلى، الأمر الذى يدفعها إلى زيادة أسعارها خلال الفترة المقبلة.
وتوقع مصدر مسئول بإحدى شركات التعهيد زيادة أسعار الخدمة بنسبة لا تقل عن 20% مطلع العام المقبل.
وتتفاوض شعبة التعهيد، حاليا، مع «إيتيدا» لتدشين برامج ترويجية إلى الأسواق الخارجية لجذب الشركات العالمية للاستثمار وإبرام تعاقدات مع شركات التعهيد المصرية. وتعد زيادة تصدير منتجات التعهيد أبرز الحلول لمواجهة تكاليف التشغيل.
قال سعيد رياض، نائب رئيس شعبة التعهيد، إن زيادة أسعار المكالمات الدولية وأسعار الإنترنت بعد تطبيق القيمة المضافة سيؤدى إلى رفع تكلفة التشغيل على جميع الشركات التى تقدم خدمات التعهيد و«الكول سنتر».
وأضاف أن أغلبية الشركات تستخدم خطوط الربط الأرضى للمكالمات الدولية مع «المصرية للاتصالات»، موضحاً أن متوسط تكلفة الدقيقة لدول الخليج هو 36 سنتا للدقيقة الواحدة.
وأشار إلى أن هناك عوامل أخرى تؤثر على ارتفاع تكاليف التشغيل، ومنها زيادة أسعار الكهرباء وأجهزة الكمبيوتر والسيرفرات وغيرهما من المعدات اللازمة فى عملية التشغيل، ويضغط ارتفاع تكاليف التشغيل، على ربحية الشركات وليس رفع السعر على العميل خصوصا مع زيادة أسعار الخدمة بنسبة تبدأ من 20% مطلع العام الحالى.
وأوضح أن الحلول التى يجب أن تلجأ إليها الشركات لمواجهة زيادة رسوم تشغيل الخدمة، هى تصدير خدماتها إلى الأسواق الخارجية لجذب السيولة الدولارية من الخارج، والاستفادة من قيمة الدولار أمام الجنيه.. الأمر الذى يعود بالفائدة على أعمال وأرباح الشركات.
وأضاف أن زيادة خدمات «التعهيد» إلى الأسواق الخارجية لا يعد ارتفاعاً فى تكاليف تشغيل الشركات. فعدد قليل من الشركات تصدر خدماتها، وتحديدا إلى اﻷسواق الخليجية والأوروبية.
وأشار إلى أن زيادة تكاليف التشغيل يؤثر على الخطط التوسعية المستقبلية لشركات التعهيد نتيجة تقليص هامش أرباحها، إذ لا يمكن استمرار عملية رفع السعر على العميل فى كل تعاقد يتم توقعيه.
وكشف مصدر مسئول بإحدى شركات التعهيد، عن أنه ستجرى زيادة أسعار الخدمات على العملاء بنسبة لا تقل عن 20% مطلع العام المقبل نتيجة زيادة أسعار الإنترنت وأسعار دقائق المكالمات الدولية وسوف يتم ذلك بالاتفاق مع شعبة التعهيد والشركات العاملة فى السوق المحلى.
وأضاف أن الأسباب اﻷخرى فى زيادة تكاليف التشغيل هى زيادة أسعار الكهرباء وأسعار الإيجارات بالمناطق التى يتواجدها فيها شركات التعهيد بكثرة ومنها العباسية ومصر الجديدة والمعادى.
وكانت قد نشرت «البورصة» فى أبريل الماضى أن 12 شركات عاملة فى مجال خدمات التعهيد قررت زيادة أسعار تعاقداتها السنوية والموسمية طوال العام الحالى بنسبة 20%، وهذه الشركات تضم «راية»، و«أكسيد»، و«وصلة»، و«اتصال»، و«إسناد»، و«تيلى برفورمانس»، و«فودافون»، و«أكو»، و«إى فاينانس»، و«موبى سيرف»، و«ناوس ماركيتينج»، و«ساذر لاند» بالاتفاق مع شعبة التعهيد.
وكانت أسباب هذه الزيادة هى قرار تعويم الجنيه، الذى أدى لارتفاع الدولار بنسبة 110%، إذ أثر على تكاليف تشغيل «الهاردوير» و«السوفت وير» ورفعها بنسبة 120% خلال النصف الثانى من 2016، ومنها أجهزة الحاسبات والسماعات والسيرفرات وأجهزة الاتصال وغيرها من مكونات التشغيل الأخرى.
ويصل سعر إيجار المتر فى المنطقة التكنولوجية ببرج العرب وأسيوط إلى 80 جنيهاً دون تشطيب، و100 جنيه للمساحات كاملة التشطيب، و120 جنيهاً للمساحات المفروشة، فى حين يصل سعر المتر بالأماكن المخصصة لـ«الكول سنتر» بالعباسية ومصر الجديدة إلى 90 جنيهاً.
وأضاف المصدر، أن جميع الشركات تتجه للتوسع فى تنفيذ تعاقدات مع عملائها بالسوق الخارجى لجذب السيولة الدولارية إلى السوق المحلى، والاستفادة من رفع الأسعار.
واشار إلى أن أبرز تحديات صناعة التعهيد فى الوقت الراهن هى ارتفاع تكلفة الاتصالات بين مصر والدول العربية، التى تقدم لها خدمات التعهيد، والتحدى الثانى أن شركات التعهيد تعانى من التغير المستمر فى الموظفين والتى تتسبب فى العديد من الإجراءات القانونية الخاصة بالتأمين على العمالة، مؤكدًا أن الشكل القانونى الأنسب للتأمينات الاجتماعية فى تلك الحالات يتمثل فى اعتماد العدد وليس الأفراد.
وقال سامح منتصر رئيس شعبة التعهيد بجميعة اتصال، إن زيادة أسعار الإنترنت والمكالمات الدولية سيزيد من تكاليف التشغيل على شركات الكول سنتر الموجودة بالسوق المحلى.
وأضاف أنه يمكن تخطى زيادة أسعار التشغيل بجذب شركات من الأسواق الخارجية وتوقيع معها تعاقدات بتقديم خدمات التعهيد، بالإضافة إلى تنفيذ مجموعة من البرامج الترويجية بإقامة رحلات تسويقية لعدد من شركات التعهيد، الأولى منها إلى الأسواق الأنجليزية والهندية والبولندية، حيث إن الهدف منها جذب عملاء جدد من الشركات العالمية للسوق المحلى وتبادل الخبرات.
أيضا استكمال خطة عمل الشعبة بتوفير حملات التوعية للشباب بالسوق المحلى للتركيز على أهمية صناعة التعهيد وخدمات «الكول سنتر»، وتوضيح المستقبل الوظيفى لمن يلتحق بهذه الصناعة، وتحفيز الشباب على العمل فى هذا القطاع.
وأكد منتصر أهمية التركيز أيضا على إتاحة أنظمة تعمل على تحسين جودة الخدمة المقدمة للعميل والعمل على تطويرها بشكل مستمر، وللحصول على شهادة «COPC» العالمية وتدريب العاملين عليها، حيث إنها تساهم فى الحفاظ على المعايير الأكثر فعالية فى إدارة مراكز الاتصال وخدمة العملاء، وتعمل على تنمية صناعة التعهيد.
وكشف منتصر عن أن الشعبة تتفاوض حاليا مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا للحصول على الدعم المالى الذى يساعدها فى تنفيذ هذه البرامج خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن خدمات التعهيد فى مصر أكثر تنافسية مقارنة بدول العالم الأخرى.
من جانبه قال علاء الخشن نائب رئيس جمعية اتصال، إن شركات التعهيد سوف تتأثر من قرار تطبيق القيمة المضافة على أسعار خدمات الإنترنت الأمر الذى سيؤدى بطبيعة الأمر إلى ارتفاع تكاليف التشغيل خاصة أنها تعتمد على الإنترنت بشكل أساسى.
وأشار إلى زيادة أسعار التشغيل يؤثر بشكل طبيعى إلى زيادة أسعار الخدمات على العملاء، منوها بأن السوق المصرى من أفضل الأسواق التى تتميز بتقديم خدمات التعهيد محليا.