يمثل قرار تعويم الجنيه أمام العملات الأجنبية فى نوفمبر من العام الماضى نقطة محورية للقطاع السياحى فى جميع القطاعات والأنشطة.
واعتبر عدد من المستثمرين بقطاع السياحة أنه رغم ارتفاع تكاليف التشغيل للمنشآت والشركات، إلا أن المقصد المصرى أصبح أكثر جاذبية للوافدين من الخارج.
قال هشام على رئيس جمعية مستثمرى جنوب سيناء السياحيين، إن قطاع السياحة من أكثر القطاعات التى استفادت من تحرير سعر صرف العملات الأجنبية باعتباره حافزاً قوياً فى الترويج لمصر.
أضاف أن تعويم الجنيه يزيد من الإيرادات السياحية بنسبة تتجاوز الضعف لأن بيع الغرفة يتم بالدولار فى الوقت الذى تضاعف فيه سعره أما الجنيه.
أشار إلى وجود مؤشرات قوية لعودة السياحة لمعدلاتها فى عام 2010، لكن المناطق السياحية باستثناء مدينة شرم الشيخ ذات الطبيعة الخاصة بعد قرارات الحظر التى فرضتها عليها عدد من الدول نهاية أكتوبر 2015 على أثر سقوط الطائرة الروسية التى أقلعت من مطار شرم الشيخ.
وقال مصطفى خليل نائب رئيس لجنة تسيير أعمال الاتحاد المصرى للغرف السياحية، إن تعويم الجنيه بشكل عام له تأثير جيد على القطاع السياحى، حيث يزيد من قيمة العملة الأجنبية الوافدة، كما أنه يعد وسيلة مهمة لجلب السياح لكنه ليس الوسيلة الوحيدة.
أضاف: «بالنسبة للمستثمرين السياحيين، فإن هناك ارتفاعاً فى الإيرادات لكن على الجانب اﻵخر يعانون من ارتفاع الأجور وزيادة تكاليف التشغيل إلى جانب التضخم المتزايد».
أوضح أن القطاع يحتاج لإعادة النظر مرة أخرى فى الأسعار لأن مصر أصبحت من أكثر المقاصد السياحية انخفاضاً فى الأسعار، وهى خطة تحتاج للكثير من الوقت فلا يمكن تطبيقها بين ليلة وضحاها.
أشار إلى وجود أولويات اقتصادية للدولة ويجب على جميع القطاعات التعامل معها كما أن التعويم كان لأهداف قومية على رأسها خفض الدعم وحل أزمة عجز الموازنة، وذكر خليل إن السياحة لا تستهدف أعدادًا لجلبها وإنما تعمل على زيادة العائد من السياح الوافدين وزيادة العملة الصعبة لموارد الدولة.
وقال إلهامى الزيات، إن هناك خطئاً فى تفسير أثر التعويم على القطاع حيث يرى الكثير من غير المتخصصين أن التعويم أثر إيجابياً على القطاع كما أنه سيؤدى إلى أرباح كثيرة للعاملين به إلا أن زيادة تكاليف التشغيل والصيانة تعد من الصعوبات التى تواجه الشركات.
أضاف أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه أسهم بشكل إيجابى فى زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، وذلك لانخفاض سعر البرنامج السياحى المباع للأجانب.
أوضح أن السياحة الطاردة الخاصة بالمصريين، ومنها رحلات الحج والعمرة بدأت فى التراجع بشكل كبير بعد ارتفاع أسعار الدولار، متوقعًا استمرار ظهور النتائج الإيجابية لارتفاع الدولار بعد استعادة الحركة السياحية لمعدلاتها الطبيعية.
وقال رمضان حجاجى رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة بالأقصر، إن تعويم الجنيه وانخفاض قيمته أمام عدد من العملات العربية والأجنبية كان له بالغ الأثر فى جلب فئة كبيرة من الحجوزات الحالية لموسم الشتاء المقبل للأقصر باعتبار مصر من الدول التى تكون تكاليف الإقامة فيها منخفضة.
أضاف أن تعويم الجنيه أدى أيضاً إلى زيادة أسعار التكاليف للتشغيل، ولكن هذا لم ينعكس بشكل كبير على البرامج حيث يسعى أصحاب المنشآت إلى الفوز بجلب أكبر عدد من النزلاء لتعويض خسائر المرحلة الماضية.
أوضح أن محافظة الأقصر من أهم المقاصد المصرية فى السياحة الثقافية وتجلب الجنسيات من جميع البلدان على مستوى العالم، وتتراوح إشغالاتها الحالية بين 30 و40% ومن المتوقع استمرار الارتفاع طوال فصل الشتاء شرط استقرار الأمن وعدم وجود أى حادث يعكر صفو المدينة.
وكشف عن وجود تعاقد بين كل من وزارة السياحة وشركتى مصر للطيران وإير كايرو بخصوص الرحلات للأقصر، لكن لم يتم الإعلان عن الرحلات الجديدة التى تم الاتفاق عليها حتى الآن.
شدد على أن الأقصر تشهد انتعاشاً كبيراً فى الحجوزات فى الوقت الجارى مما يبشر بعودة الأعداد إلى ما كانت عليه فى عام 2010.
أشار إلى أن خريطة الجنسيات الموجودة فى الأقصر حالياً تتمثل فى اليابان والصين وانجلترا وفرنسا ولم تتغير الخريطة كثير عن العام الماضى لكن هناك زيادة كبيرة فى الأعداد الوافدة من كل منها.
وطالب حجاجى بتنفيذ برامج دعم بين الأقصر والعواصم الخارجية أهمها لندن وباريس وميلانو خاصة أن برامج السياحة الأجنبية لا تتوافر لديها البرامج التى تنفذها الشركات المصرية لضعف البرامج الترويجية لها.
وقال إنه لا يوجد رحلات جديدة للأقصر باستثناء ما أعلنت عنه شركة «ميتنج بوينت» بتسيير 6 رحلات شارتر أسبوعياً من الغردقة للأقصر طوال الموسم السياحى الشتوى.
أضاف أن مدة الرحلة 7 أيام للقادمين عبر «ميتنج بوينت» تشمل الرحلات النيلية والتنزه فى المناطق السياحية واﻷثرية باﻷقصر.
وتوقع أن تستحوذ مراكب «النايل كروز» على 70% من الرحلة مقابل 30% للمناطق اﻷثرية، مطالباً الحكومة بضرورة تسهيل السفر للأقصر فى فصل الشتاء لتسهيل توافد الراغبين فى زيارة المدينة.
أوضح أن اﻹشغالات باﻷقصر طوال فصل الشتاء لن تقل عن 90%، نظراً لأنها محطة رئيسية للسياح فى فصل الشتاء بسبب اعتدال درجات الحرارة بها، بعكس فصل الصيف التى ترتفع فيه دراجات الحرارة.
وقال محمد عثمان رئيس لجنة التسويق للأقصر المشكلة من وزارة السياحة، إن تعويم الجنيه وانخفاض قيمته أمام الدولار وغيره من العملات يساعد على جلب أعداد كبيرة من السياح، لكنه فى الوقت ذاته لن يؤدى لخفض الأسعار التى تعد منخفضة بالفعل.
أشار إلى أن الجنسيات الحالية بالأقصر متنوعة بين اليابان والصين والهند وألمانيا وفرنسا وإيطاليا والدول الاسكندنافية ورومانيا، كما أن الحجوزات الحالية من هذه الدول للموسم المقبل.
أوضح أن ألمانيا تحتل المركز الأول بين الجنسيات الموجودة باﻷقصر سواء من خلال السياحة الوافدة مباشرة من ألمانيا للأقصر أو المجموعات التى يتم تنظيم برامج لها من الغردقة للأقصر لمدة 7 أيام.
وذكر إن الإشغالات الحالية بالأقصر مبشرة بوجود موسم جيد بالمحافظة، كما أن الحجوزات كذلك مرضية من جميع الجنسيات وطالب شركة مصر للطيران بضرورة إعادة تشغيل خطها بين الأقصر ومدينة مانشستر الإنجليزية، خاصة مع وجود مطالب كثيرة من المستثمرين يتم تقديمها لمصر للطيران لإعادة تشغيل الخط.
أضاف أن المحافظة شكلت لجنة أزمات مكونة من شركات سياحية وأصحاب مراكب وفنادق للتدخل فى جميع القرارات الخاصة بالسياحة ولدفع الحركة السياحية.
طالب بضرورة الحفاظ على جودة المنتج المقدم وزيادة الرقابة من جانب وزارة السياحة والمحافظة، إلى جانب تدريب الكوادر، والحفاظ على توفير رحلات بالسكة الحديد مع الحفاظ على الطرق الحالية.