قال راجات ناج، المدير العام السابق لبنك التنمية الآسيوى، إن آسيا يمكن أن تمثل ما يصل إلى نصف الناتج الاقتصادى العالمى بحلول عام 2050، ولكن القارة لاتزال بحاجة إلى معالجة العديد من التحديات التى يمكن أن تعيقها عن تحقيق هذه الإمكانات.
وبالتحدث عن أحدث كتاب له، الذى يشتهر باسم «القرن الحادى والعشرين: القرن الآسيوى»، قال ناج، خلال المحاضرة التى ألقاها ضمن سلسلة حلقات «سى أكس أو» التابعة لجامعة بينيت الهندية، أن القارة الآسيوية سجلت نمواً اقتصادياً رائعاً فى العقود القليلة الماضية، وتشكل الآن أكثر من ربع إجمالى الناتج المحلى العالمى، هذا فضلاً عن أنها تعد موطناً لـ3 من وسط أكبر 5 اقتصادات فى العالم.
وأشار المدير العام الأسبق إلى أن ثلث فقراء العالم يعيشون فى آسيا، التى تعانى أيضاً من ازدياد عدم المساواة والحرمان الاجتماعى والتدهور البيئى والتحيز القائم على الجنس والغذاء غير المؤكد وأمن الطاقة والمياه والبنية الأساسية المادية والاجتماعية الضعيفة والوصول المحدود إلى القطاع المالى الرسمى وسوء الإدارة وضعف المؤسسات.
ونقلت صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية عن ناج قوله أن البعض أطلق على هذا القرن لقب القرن الآسيوي، ولكن إذا لم تخضع هذه التحديات إلى حلول، فإن القارة يمكن أن تقع فى فخ الدخل المتوسط، مما يجعل القرن الآسيوى مجرد حلم.
وتناولت تلك المحاضرة أيضاً «وجهان للقارة الآسيوية، وهما التحديات التى يتعين على آسيا مواجهتها والفرص التى ينبغى استغلالها»، فقد قال ناج أن القرن الآسيوى يعد أمرًا مقبولاً، ولكنه ليس قدراً محتوماً«.
وقال تريشى كريشنان، عميد كلية إدارة الأعمال فى جامعة بينيت الهندية: »من ناحية، الاقتصادات آخذة فى النمو بسرعة، ولكن من ناحية أخرى يعتبر هذا النمو متفاوت إلى حد ما، مما بدوره يخلق اختلال كبير فى مستويات مختلفة من المجتمعات«.
وأضاف كريشنان: »أن أحد طرق معالجة هذه المشكلة تتمثل فى تجنب ترك كل أمر إلى الأيدى الخفية، ولكن من خلال السياسات الواضحة التى يشارك بها المجتمع ككل فى النمو الاقتصادى”.
وتجدر الإشارة إلى أن ناج يعد زميل متميز فى المجلس الوطنى للبحوث الاقتصادية التطبيقية فى مدينة دلهى الهندية ويشغل المنصب ذاته فى منتدى الأسواق الناشئة، الذى يعرف بكونه مركز أبحاث يتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن مقرا له، هذا فضلاً عن أنه كان يشغل منصب المدير العام الإدارى فى بنك التنمية الأفريقى فى الفترة من عام 2006 وحتى 2013.