تراجع إقبال الشركات الصغيرة واﻷفراد على شراء أراضى القرعة بالمدن الجديدة
نجحت طروحات هيئة المجتمعات العمرانية، للأراضى المتميزة واﻷكثر تميزاً واﻹسكان الاجتماعى، بالمدن الجديدة، فى القضاء على ظاهرة تجارة اﻷراضى بين السماسرة واﻷفراد، وانخفاض المبالغ المالية التى تدفع فوق السعر الأساسى أو ما يسمى بـ«اﻷوفر برايس» بنسبة %100، وسط تراجع اﻹقبال على الشراء من الشركات الصغيرة واﻷفراد.
قال مسوقون عقاريون، إن وزارة الإسكان ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية نجحت فى القضاء على المضاربة وتجارة اﻷراضى بالمدن الجديدة، والتى أدت لانتشار ظاهرة بيع اﻷراضى بعد الفوز بها ضمن القرعة التى تطرحها الوزارة فى تلك المدن.
وشهدت مدن القاهرة الجديدة، وزايد، و6 أكتوبر تراجعاً فى اﻹقبال على شراء قطع اﻷراضى المطروحة بالقرعة أو مشروع بيت الوطن فى التجمع الخامس خلال العام الحالى مقارنة بـ2017، بعد أن وصل «اﻷوفر برايس» إلى مليون جنيه فى تلك الفترة.
ويسعى معظم الفائزين لبيع قطع اﻷراضى التى فازوا بها خلال الطروحات السابقة دون الحصول على «أوفر برايس» بسبب ركود البيع وكثرة معروض اﻷراضي، وضعف اﻹقبال على الشراء من جانب الشركات العقارية والأفراد.
قال أسامة المنشاوى المدير العام لشركة ديارنا للتسويق العقارى، إن هيئة المجتمعات العمرانية نجحت فى القضاء على تجارة اﻷراضى المنتشرة فى المدن الجديدة، وأوقفت عمليات المضاربة فى أسعار أراضى القرعة وبيت الوطن من جانب السماسرة.. بعد أن تحول السوق إلى العشوائية وتخطت اﻷسعار المعدلات الطبيعية.
أضاف أن عددًا من المواطنين الفائزين فى قرعة أراضى الإسكان، يعرضون أراضيهم للبيع بهامش ربح «أوفر برايس» تراوح بين 500 ألف إلى مليون جنيه، وشهدت تلك الأراضى إقبالاً العام الماضى على خلاف العام الحالي، بعد أن شهد السوق العقارى خصوصا فى القاهرة الجديدة زيادة فى المعروض مقابل انخفاض الطلب لعدة أسباب رئيسية، منها تفضيل العميل حالياً شراء وحدة سكنية جاهزة بدلاً من قطعة أرض نظراً لبطء اجراءات تراخيص البناء وارتفاع التكلفة.
كما أن معظم قطع اﻷراضى المطروحة ضمن أراضى القرعة سيتم تسليمها للفائزين بعد سنة أو سنتين.
أشار المنشاوي، إلى أن الطروحات المتتالية لوزارة اﻹسكان بأراضى القرعة «إسكان اجتماعى – متميز – أكثر تميزاً « ساهمت فى القضاء على تجارة اﻷراضى فى المدن الجديدة بعد أن ارتفعت اﻷسعار بشكل جنونى فى تلك المناطق.
ولفت إلى أن تحذير هيئة المجتمعات العمرانية من البيع إلا عن طريق التنازل لها وهددت بسحب قطعة الأرض من المخالف، فإن ذلك لم يوقف ارتفاع الأسعار.
وقال محمد جمال، المدير التجارى لشركة «إيرا إيجيبت للتسويق العقاري»، إن مبيعات أراضى القرعة وبيت الوطن فى التجمع الخامس تشهد ركوداً فى حركة البيع والشراء خصوصا بعد زيادة معروض اﻷراضى مقابل انخفاض الطلب باستثناء بعض القطع اﻷكثر تميزاً ذات الخدمات أو التى تقع على النواصي.
أضاف أن المتاجرة فى اﻷراضى أجلت عملية التنمية، ولجأ أصحاب القطع إلى التسقيع والمغالاة فى سعر اﻷرض، وبالتالى عزوف الشركات والمستثمرين عن الشراء بسبب اﻷسعار وكثرة المعروض.
كشف جمال، أن أفراداً تواصلوا مع الشركة لبيع الأراضى التى فازوا بها بمنطقة محور محمد بن زايد بمنطقة التجمع الخامس، والتى تم إجراء القرعة عليها مؤخراً. وفاوضهم أحد الحاجزين على بيع قطعة الأرض الخاصة به بـ«أوفر برايس» وصل إلى 500 ألف جنيه خصوصا وأن منطقة محور محمد بن زايد من أهم أراضى الإسكان الأكثر تميزًا بالمدينة، والتى تجد إقبالا كبيرا من المشترين وصغار المستثمرين.
ولفت إلى أنه فى هذه الحالة فإن الحاجز الأساسى لن يدفع سوى 350 ألف جنيه قيمة مقدم الحجز.. لكن المشترى الجديد سيكمل باقى الأقساط لهيئة المجتمعات العمرانية، وباقى المصاريف الإدارية.. ولابد أن ينتهى من تنفيذ أعمال البناء خلال 3 سنوات.
أشار جمال، إلى أن شراء أراضى الفائزين توقف منذ إجراء القرعة العلنية وإعلان أسماء الفائزين.. والسماسرة توقفوا عن التواصل مع الفائزين بعد تشبع القطاع وزيادة المعروض مقابل الطلب.
كانت هيئة المجتمعات العمرانية، طرحت خلال الشهرين الأخيرين 67 ألف قطعة أرض فى 19 مدينة جديدة، وما أن أعلنت وزارة الإسكان عن أسماء الفائزين، حتى عرض بعضهم قطع الأراضى للبيع بـ«أوفر برايس» تراوح بين 500 و700 ألف جنيه، وتخطى مليون جنيه فى المدن الحيوية منها القاهرة الجديدة و6 أكتوبر، على أن يتم التنازل بموجب توكيل ويدفع المشترى كل الأقساط المتبقية على الأرض لصالح وزارة الإسكان.
وقال محمد بحيرى رئيس مجلس إدارة شركة أوسكار مصر للاستثمار العقارى إن زيادة الطروحات التى قامت بها هيئة المجتمعات العمرانية فى المدن الجديدة خصوصا أكتوبر والقاهرة الجديدة وراء اختفاء ظاهرة «اﻷوفر برايس» التى انتشرت بالتزامن مع طروحات أراضى القرعة.
أضاف أن للسوق العقارى طاقة استيعابية.. وكثرة المعروض مقابل الطلب ساهم فى توقف تلك الظاهرة وقيام الفائزين بعرض بيع قطع اﻷراضى بأكثر من طريقة بهدف التغلب على الركود ودفع الغرامة المستحقة لهيئة المجتمعات العمرانية حال المخالفة.
أشار إلى أن الفائزين بقطع اﻷراضى يعرضون على الشركات العقارية، الشراكة فى التطوير أو البيع بنفس السعر لتفادى دفع الغرامة.
وتوقع بحيرى، أن الفترة القليلة المقبلة، ستشهد «فلترة» ذاتية ليصبح من يتقدم لقرعة اﻷراضى فقط من يستهدف تنمية واستثمار قطعة اﻷرض، موضحاً أن دورة شراء اﻷرض تهدف للاستثمار وليس البيع كما يفعل البعض.
وتابع : «توجد 50 شركة استثمار عقارى لديها محافظ أراضى تكفيها عدة سنوات لتنميتها دون المشاركة فى مزايدة خلال الفترة المقبلة».
وكانت وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية طرحت قرعة تكميلية إضافية بإجمالى تجاوز 30 ألف قطعة أرض متنوعة بين أراضى الإسكان الاجتماعى وأراضى الإسكان المتميز وكذلك أراضى الإسكان الأكثر تميزاً، وتعد ثالث قرعة أراضى كبرى فى أقل من عام.
ويشمل الإعلان الأخير طرح قطع أراضى سكنيه بمساحات مختلفة تتراوح بين 209 أمتار مربع إلى 1500 متر مربع بإجمالى عدد 30145 قطعة أرض (إسكان اجتماعى – إسكان متميز – إسكان أكثر تميزاً).
وتغطى تلك النوعية من المشاريع الكبرى التى تنفذها الدولة، معظم المحافظات، سواء كانت طرح أراض للإسكان الاجتماعى أو عمل مشروعات إسكان كبرى تكون وحداتها مخصصة للطبقة الوسطى وأيضا لمحدودى الدخل.