أكدت شركة البترول والغاز الفرنسية (توتال) التزامها بالاستثمار فى روسيا، على الرغم من المخاوف بشأن العقوبات الدولية والضغوط الجيوسياسية التى دفعت شركات الطاقة الأجنبية الأخرى إلى الخروج من السوق. ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أنه فى الوقت الذى خفّض فيه بعض المنافسين العالميين فى قطاع الطاقة استثماراتهم فى روسيا أو انسحبوا كلياً برزت «توتال» كأحد أبرز اللاعبين الأجانب فى صناعة البترول والغاز الهائلة فى البلاد.
وقال باتريك بويانى، الرئيس التنفيذى للشركة، إنَّ «توتال» لديها خطة طموح لهذا البلد، ونريد أن نكون أكبر لاعب أجنبى لقطاع البترول والغاز فى موسكو.
وكشفت الصحيفة، أنَّ الشركة الفرنسية استحوذت على حصة بلغت 19.4% فى شركة «نوفاتيك» التى تعد ثانى أكبر منتج للغاز فى البلاد رغم العقوبات المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة رداً على ضم موسكو لشبه جزيرة القرم عام 2014.
وتمتلك المجموعة الفرنسية، أيضاً، 20% من مشروع «يامال» للغاز الطبيعى المسال بتكلفة 27 مليار دولار فى منطقة القطب الشمالى تديره شركة «نوفاتيك».
يأتى ذلك فى الوقت الذى يطالب فيه مشروع قانون فى الكونجرس الأمريكى بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا رداً على تدخلها المزعوم فى الانتخابات الأمريكية لعام 2016.
وقال «بويانى»، «نحن نبذل قصارى جهدنا لكل بلد نستثمر فيه وحققنا نجاحاً كبيراً فى مشروع (يامال) وأصبح فى الوقت الراهن توسعاً كبيراً«.
وذكرت الصحيفة، أنَّ عقوبات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى الجديدة ستكون مخصصة لخفض أرباح صناعة البترول والغاز الروسية المعتمدة على التمويل والتكنولوجيا من الغرب، ولكن القيود ما زالت لا تؤثر على أجزاء كبيرة من القطاع.
ومن بين التدفقات الأجنبية الأخرى حصة »بريتيش بتروليوم« البريطانية البالغة 18.5% فى شركة »روسنفت« التى تسيطر عليها الحكومة، وتعد أكبر منتج للبترول فى البلاد فى حين تمتلك، أيضاً، شركات مثل »إكسون موبيل« و»شيل« استثمارات فى مشاريع البترول والغاز فى البلاد.
وأثنى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، على أحدث استثمارات شركة »توتال” فى روسيا والمتمثل فى إنشاء مصنع بتكلفة 50 مليون دولار كمثال على أن البلاد ما زالت جاذبة للمستثمرين الأجانب.