تراجع معدل البطالة العالمى إلى أدنى مستوياته منذ حوالى 40 عامًا بدافع التغييرات التى شملت ممارسات عمل أكثر مرونة والأجور الأقل إلى جانب أسعار الفائدة المنخفضة.
وأوضح تحليل أجراه بنك “يو بى إس” السويسرى انخفاض معدل البطالة في جميع أنحاء العالم من نسبة بلغت 8% من القوى العاملة في عام 2010 إلى 5.2% في سبتمبر الماضى وهو أدنى مستوى منذ التراجع بنسبة 5% عام 1980.
وشملت دراسة البنك السويسرى 48 اقتصادا من البلدان المتقدمة والنامية والتي تمثلان 84% من الناتج العالمي.
وقال أريند كابتن، كبير الاقتصاديين في بنك “يو بي إس” إن المرونة الأكبر في سوق العمل منذ الأزمة المالية بسبب العوامل المتعددة على رأسها انخفاض مستوى الأجور واضطراب الاقتصادات ساعدت على خفض معدل البطالة الطبيعي في العديد من البلدان.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن صندوق النقد الدولي، توقع أن معدل البطالة في الاقتصادات المتقدمة سوف ينخفض إلى 5.2% العام الحالى وهو أدنى مستوى منذ السبعينات.
وكانت منظمة العمل الدولية، التابعة للأمم المتحدة، قد تنبأت في يناير الماضى بأن معدل البطالة العالمي لن ينخفض سوى بنسبة 5.5% في عام 2018 .
وكشف تحليل بنك “يو بى إس” تراجع معدل البطالة فى بولندا من 20% في عام 2002 إلى 6.1% في سبتمبر مع انخفاض مماثل في كرواتيا وسلوفاكيا.
وأوضح التحليل أن هذا الانخفاض في الرقم الإجمالي عززه أيضاً تراجع معدلات البطالة في البلدان الصناعية الكبرى ولا سيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان وأيرلندا فضلاً عن إندونيسيا وروسيا.
وتشير بيانات البنك السويسرى إلى أن فرص العمل لم تنته بعد مع تسارع نمو التوظيف على أساس سنوي إلى أعلى مستوى له في 10 سنوات في دول العالم المتقدم خلال النصف الأول من العام الحالي والتى زادت بنسبة 2.2%.
وقال تشارلز روبرتسون، كبير الاقتصاديين العالميين في بنك “رينيسانس كابيتال” إن انتشار استخدام الروبوت ساعد أيضاً فى تعزيز الانخفاض حيث أصبح العالم لديه أدنى معدل بطالة من أي وقت مضى.
ولكن في عدد قليل من البلدان مثل اليونان وإيطاليا وإسبانيا وجنوب إفريقيا كان معدل البطالة أعلى بأكثر من نقطتين مئويتين مقارنة بمستوى ما قبل الأزمة العالمية في ديسمبر 2007.
وصف غابرييل ستيرن، رئيس قسم الأبحاث الكلية في الاقتصاد في جامعة “أكسفورد” الانخفاض المستمر في معدل البطالة بأنه أحد أكبر المفاجآت في السنوات الأخيرة مضيفاً أنه منذ عام 2016 قلل صندوق النقد الدولي، من أهمية نمو الوظائف في مجموعة الدول الصناعية السبعة بحوالي 3 ملايين سنوياً.
وأضاف ستيرن، أن زيادة المرونة فى سوق العمل أبقت الأجور منخفضة حتى عندما تراجعت معدلات البطالة مما يجعلها أكثر جاذبية بالنسبة للشركات لتوظيف الموظفين.
وأوضح سانتو ميلاسي ، اقتصادي في منظمة العمل الدولية. أن معدل البطالة تراجع كثيراً مقارنة بأي وقت مضى في أوروبا وأمريكا الشمالية وما زالت البطالة منخفضة في آسيا والمحيط الهادئ.
وأضاف أن أعدادا كبيرة من الناس في جنوب أوروبا يعملون بدوام جزئي بسبب عدم وجود بدائل بدوام كامل في حين أن الكثير من الناس في العالم الناشئ يعملون ساعات طويلة في ظروف عمل سيئة في الاقتصاد غير الرسمي.
وقال محلل لدى بنك “يو بي إس” إن نمو الأجور يتسارع فى الوقت الحالى ووصل الآن إلى أعلى مستوى له في تسع سنوات في الولايات المتحدة وأعلى مستوى في منطقة اليورو منذ ست سنوات حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن أرباب العمل يكافحون حالياً للعثور على عمال.
وأضاف أنه نتيجة لذلك ارتفع التضخم الأساسي ووجدت الدراسة أن 72% من البلدان لديها قراءة تضخم رئيسية فوق هدف مصارفها المركزية وهو رقم أعلى مما كان عليه في فترة ما قبل الأزمة.