«فاروس»: اندماج شركات القطاع محفز مباشر لتغيير أدائه الضعيف
«هيرميس»: استقرار الطلب على الأسمنت عند 54 مليون طن خلال العام الجارى
رسمت مراكز البحوث ببنوك الاستثمار صورة أكثر إشراقاً لأسهم شركات الأسمنت خلال 2019، مع توصيات بالشراء على أسهم «العربية للأسمنت»، و«السويس» و«مصر بنى سويف»، و«جنوب الوادى» كنتيجة لقوة ميزانيات الشركات، رغم ضبابية الصورة مع ارتفاع الطاقات الإنتاجية وتراجع الطلب بنحو %16 خلال 2018.
أعاد محللون بشركات الأبحاث أزمة قطاع الأسمنت إلى 3 أسباب رئيسية؛ تتمثل فى زيادة الفجوة بين العرض والطلب على المنتج، وارتفاع التكاليف بعد زيادة أسعار الكهرباء والبترول، بجانب الضغط والمنافسة اللذين سببتهما الشركات الجديدة بخفض الأسعار للحصول على حصة سوقية.
وتوقعت بحوث فاروس القابضة، أن تسجل شركات قطاع الأسمنت أداءً ضعيفاً، خلال النصف الأول من العام الجارى، بدافع من الكساد الكبير الذى شهده السوق مؤخراً، وارتفاع وتيرة المنافسة بين الشركات فى القطاع.
وأضافت «فاروس»، فى مذكرة بحثية لها، أنه من المتوقع ضعف أداء قطاع الأسمنت نتيجة اتساع الفجوة بين العرض والطلب، وذلك خلال الربعين الأولين من العام الجارى على أقل تقدير.
وتوقعت «فاروس»، أن يقترب معدل الاستخدام فى القطاع إلى %69 خلال 2019؛ حيث تتوقع أن تشهد الهوامش حالة من التقلبات الكبيرة.
وألمحت إلى إمكانية انخفاض الصادرات فى حالة عدم هبوط الجنيه أمام الدولار الأمريكى، وتخطى التكلفة النقدية لكل طن أسعار الصادرات 33- 39 دولاراً/ طن.
وأن تمتلك شركات القطاع قدرة محدودة جداً على تمرير هذه التكاليف على المستهلك فى ضوء ديناميكيات السوق الحالية، فى ظل استمرار تداول أسهم القطاع عند أسعار غير واقعية مع التداعيات السلبية الراهنة بشركات القطاع.
وأوضحت «فاروس»، أن شركة السويس للأسمنت إذا أقدمت على بيع أصول غير أساسية فى 2019، وبالأخص مصنع المنيا وقطعة أرض فى طرة، سترتفع قيمتها السوقية بنسبة %73 بمعدل 9.63 جنيه للسهم، وأوصت بزيادة وزن سهم شركة العربية للأسمنت وحددت قيمة عادلة للسهم عند 7.87 جنيه.
وفضلت «فاروس» شراء أسهم الشركات التى لديها صافى مركز نقدى وفير مثل مصر بنى سويف والسويس للأسمنت، بجانب الشركات التى تعمل بكفاءة عند النقطة الأدنى من منحنى التكلفة النقدية مثل العربية للأسمنت، ورجحت أن تقف خطوة اندماج شركات القطاع كمحفز مباشر لأدائه؛ لأنها ستساعد الشركات على إغلاق الخطوط العاطلة، وامتلاك حصة سوقية أكبر، وخفض التقلبات السعرية.
وأوصت «فاروس» بزيادة وزن سهم مصر بنى سويف للأسمنت، بقيمة عادلة بلغت 30 جنيهاً، وأوصت بزيادة وزن جنوب الوادى للأسمنت بقيمة عادلة وصلت إلى 3.26 جنيه، وكانت توصية فاروس محايدة لسهم مصر للأسمنت، وحدد قيمته العادلة بـ14.57 جنيه.
وحققت «مصر بنى سويف» للأسمنت أرباحاً بلغت 237.8 مليون جنيه، خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضى، مقابل أرباح بلغت 65.44 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من 2017.
وزادت مبيعات الشركة خلال الفترة إلى 1.45 مليار جنيه، مقابل مبيعات بلغت 1.07 مليار جنيه فى الفترة المقارنة من العام الماضى.
وبلغت أرباح «مصر للأسمنت» بـ89.4 مليون جنيه، خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضى، مقابل أرباح بلغت 58.34 مليون جنيه فى الفترة المقارنة من 2017، وزادت مبيعات الشركة خلال الفترة إلى 2.2 مليار جنيه، مقابل مبيعات بلغت 1.8 مليار جنيه فى الفترة المقارنة من 2017.
وقالت «هيرميس»، إنَّ قطاع الأسمنت يواجه عدة تحديات فى ظل توقعات استقرار الطلب عند المستويات الحالية، بواقع 54 مليون طن خلال العام 2019، نتيجة الأوضاع الاقتصادية الحالية، وارتفاع أسعار الفائدة التى لا تشجع القطاع العقارى، كما ضغط افتتاح مصنع العريش للأسمنت ببنى سويف بطاقة 12 مليون طن/ سنوياً بصورة أكبر على قطاع يعانى فجوة كبيرة بين العرض والطلب، ومتوسط أسعار متدنٍ 710 جنيهات/ طن يعادل 40 دولاراً/ طن.
وأضافت «هيرميس»، أن ارتفاع أسعار الطاقة فى سوق مٌشبع بالأساس أضر بهوامش الربحية، وأصبح عدد كبير من الشركات على وشك وقف النشاط، وبوسعه تحفيز نشاط الاستحواذ. لكنها أوضحت أن الشركة العربية للأسمنت هى المنتج الأكثر كفاءة فى مصر فى ظل ارتفاع معدل استخدامه عن متوسط القطاع، محددة السعر المستهدف للسهم عند 9 جنيهات.
وتوقعت بحوث «بلتون المالية القابضة»، زيادة الفجوة بين العرض والطلب ليصل إلى 31.6 مليون طن خلال العام الجارى، ما سيمثل مزيداً من الضغوط على شركات الأسمنت حال استمرت الحكومة فى برنامجها لخفض الدعم عن المحروقات.
قالت بحوث «أرقام كابيتال»، إنَّ المنافسة السعرية العنيفة، مقارنة بحجم طلب باهت ستأخذ طريقها للتأثير على هوامش الربحية لشركات الأسمنت خلال 2019، متوقعة إغلاق عدد من المصانع حال تراجع أسعار الأسمنت لمستويات أدنى من الحالية.
وأشارت «أرقام»، إلى الفوائض الكبيرة فى الأسواق المنافسة مثل تركيا، وانعدام هوامش الربحية فى التصدير، والذى يتراوح سعر الطن به بين 32 و35 دولاراً/ طن، فضلاً عن انخفاض أسعار بيع الأسمنت الحالية بنحو %30 عن أسعار مارس الماضى، تزامناً مع انخفاض الطلب بنحو %16.
وتوقعت «أرقام»، هبوطاً عنيفاً فى أرباح الشركات، خلال العام الجارى، مع استمرار الحكومة فى برنامج رفع الدعم عن المحروقات، ما سيرفع من تكلفة التشغيل والنقل، والتى ارتفعت بنحو 55 جنيهاً/ طن، بعد الزيادات الأخيرة فى يونيو الماضي، ومتوقع أن يحدث تخفيض بنحو %30 فى دعم المحروقات خلال العام الجارى.
وترى أنه رغم أن «العربية للأسمنت» تعد أفضل شركات القطاع من حيث تكلفة الطاقة بفضل خليط الطاقة المستخدم والذى يعتمد على %85 لـ«الفحم»، و%15 من المخلفات، فإنَّ أرباح الشركة قد تتراجع بنسبة %92 خلال النصف الثانى من 2018 على أساس سنوى.
ورغم الرؤية السلبية للقطاع، فإنّ «أرقام» أوصت بشراء سهمى «العربية للأسمنت» بسعر مستهدف 8.5 جنيه، وسهم «السويس للأسمنت» بسعر مستهدف 25 جنيهاً، وترى أن الحوافز المستقبلية الناتجة عن خفض أسعار الفائدة ستؤدى إلى خفض تكاليف التمويل بنسبة %6، والطاقة المتجددة يمكن أن تخفف من فاتورة الكهرباء الضخمة للمنتجين (التى تمثل %15 من تكلفة الإنتاج)، كما أن الاندماج مع اللاعبين الفاعلين يوفر الاتجاه الصاعد من خلال خفض التكاليف والتوسع فى المبيعات لمناطق جغرافية أوسع.
وتوقعت بحوث شركة «نعيم القابضة»، أن تنخفض معدلات التشغيل لدى شركات الأسمنت خلال 2019، إلى %60 فى المتوسط، بافتراض أن مصانع الجيش ستعمل بـ %80 من طاقتها التشغيلية البالغة 12 مليون طن/سنوياً، مضيفة أن حجم الفائض فى الطاقات الإنتاجية عن الطلب سيصل إلى 37 مليون طن/سنوياً.
ورغم الظروف الصعبة بقطاع الأسمنت، إلا أن «نعيم»، أوصت بالشراء على معظم أسهم القطاع، والتى ترى أنها تتداول بسعر منخفض للغاية عن القيمة العادلة لها، حيث تتمتع معظم الشركات بقوائم مالية قوية، أبرزها السويس للأسمنت، فى ظل برنامج بيع أصول يمثل %75 من القيمة السوقية الحالية للشركة، فيما تمثل السيولة %50 من سعر تداول «جنوب الوادى للأسمنت» عبر محفظة أسهم، فيما تتمتع «العربية للأسمنت» بأفضل معدل تكاليف فى القطاع، كما تتميز «مصر بنى سويف للأسمنت» بأحد أقوى معدلات التشغيل بالقطاع.