التوسعات الأفقية لشركات الأغذية ترفع التنافسية في منتجات الألبان وتهدد عودة هوامش الربحية 

وضعت مراكز الأبحاث ببنوك الاستثمار رؤيتها لقطاع الأغذية خلال عام 2019، بعدما شهد القطاع تراجعاً فى أحجام المبيعات وهوامش الربحية، توقعت بنوك الاستثمار، أن يكون العام الجاري، أول الأعوام لعودة أحجام المبيعات لمستويات 2016، على أن يشهد العامان المقبلان ارتفاعات تدريجية فى هوامش الربحية، مدفوعاً بتطوير مزيج المنتجات وإطلاق منتجات جديدة، فضلاً عن بحث الشركات على أسواق أقل تنافسية للدخول إليها.

قالت بحوث فاروس القابضة، إن إطلاق منتجات جديدة عبر التوسع الأفقى لشركات الأغذية فضلاً عن دخول أسواق جديدة يمثلان حافزاً لتحسن أحجام المبيعات، وتحسن مستويات الربحية، بفضل الاستقرار النسبى فى أسعار السلع الأساسية وفى سعر الصرف، وكذلك التباطؤ الأكثر من المتوقع فى التضخم.

وتابعت، سيفتح إطلاق سندوتش دومتى آفاقًا جديدة للنمو، من شأنها أن تستمر فى زيادة أجمالى الحصة السوقية للشركة، وذلك بعد نجاحها الكبير فى سوق الوجبات الخفيفة، الذى ينمو بشكل أسرع مقارنة بسوق الجبن.

وتوقعت أن ترفع جهينة حصتها السوقية من الجبن الأبيض المعبأ بنسبة %5، رغم أن ذلك التوسع لن ينعكس بصورة كبيرة على إيراداتها.

وذكرت التقارير، أن عبورلاند تهدف للتوسع حاليا فى إنتاج العصائر والألبان، لتصل بإيراداتها منهما إلى %30، بدلا من %10 فقط فى الوقت الحالي.

وقال أشرف الغزالي، مدير علاقات المستثمرين بشركة عبور لاند، إن الشركة ستطلق منتج الجبن الموتزريلا، وتعمل حاليًا على الانتهاء من تجارب المنتج.

وأوضح أن استراتيجية التصدير سيتم تنفيذها خلال العام الجارى لمنتجات الشركة من العصائر والألبان بشكل أقوى من الجبن، فى دول أفريقية بجانب الدول العربية.

وأضاف الغزالي، أن الشركة ستستورد 2500 رأس أبقار من ألمانيا نهاية العام الجاري، ضمن المرحلة الأولى من إنشاء مزرعة عبور فارم، والتى لم تنته بعد وتخطط «عبور لاند» لبداية الإنتاج من المزرعة مطلع عام 2020، باستثمارات 255 مليون جنيه، على مساحة 44 فداناً بمنطقة العدلية بمحافظة الشرقية.

أكدت بحوث «نعيم القابضة»، على ارتفاع صادرات قطاع الأغذية خلال الأعوام الماضية، مشيرة إلى ارتفاعها بمعدل %2 على أساس سنوى منذ عام 2017، ليستمر هذا الاتجاه إلى نهاية الربع الثالث من العام الماضي، حيث ارتفعت الصادرات الغذائية بنسبة %3 على أساس سنوي.

وتوقعت «نعيم»، نمو الصادرات المصرية للأغذية والمشروبات بمعدل %10 سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة، وأعلن العديد من منتجى الأغذية والمشروبات عن أهداف لزيادة الصادرات بهدف زيادة مساهمتهم فى المبيعات، وتستهدف «دومتي» استكشاف الفرص لزيادة أعمال التصدير، والتى تمثل حاليًا 6-%7 من إجمالى المبيعات.

وأشارت نعيم إلى أن ليبيا من أهم وجهات التصدير للمنتجات الغذائية المصرية، لقربها الجغرافى المتناسب مع الدورة القصيرة لصلاحية المنتجات المصدرة.

قالت «نعيم»، إنه مع صناعة الألبان الطازجة فى مصر التى تتميز بانخفاض استهلاك الفرد (18.5 كجم) مقارنة بالمنطقة (42.4 كجم) ، ستستفيد جهينة من الزيادة المتوقعة فى نمو الطلب الطبيعى فى المستقبل.

ومن المتوقع أن تحسن جهينة حصتها فى السوق، خاصة فيما يتعلق بقطاع الحليب والعصير واللبن الزبادي، حيث ساهم زيادة معدل النمو السنوى المتوسط لأكثر من %15 بين 2018-2021 بشكل متساوٍ مع ارتفاع الأحجام والزيادات فى الأسعار.

توقعت «نعيم»، أن تنمو صادرات جهينة محققة هوامش أفضل، لافتة إلى أنها تمثل حاليًا %5.5 من المبيعات.

ذكرت المجموعة المالية هيرميس، فى تقرير بحثى لها، أن تعافى قطاع الاستهلاكى يرجع بشكل كبير إلى التعافى الدورى بقطاع الأغذية، متوقعة أن يحمل عام 2019 مزيداً من الانتعاش.

وألقى التقرير الصادر عن مركزها البحثى الضوء على ما يأمله فى سوق الصناعات الغذائية من تزايد فى حجم المبيعات وهوامش الأرباح، بالإضافة إلى المرونة السعرية لها.

وأشار التقرير إلى أن أهم لاعبين حاليًا فى السوق هما شركتا جهينة، الرائدة فى انتاج الألبان والعصائر، ودومتى المنتجة للأجبان.

وتوقع التقرير فى بيانات مجمعة فى ديسمبر الماضي، أن تصل قيمة مضاعف الربحية لسهم دومتى إلى 11.4 خلال عام 2019، بينما ستصل قيمته لسهم إيديتا إلى 15.8 خلال نفس الفترة.

ولفتت البيانات إلى أن السعر المستهدف لسهم دومتى 14 جنيها، بينما تتوقع لسهم إيديتا للصناعات الغذائية أن يبلغ السعر المستهدف 22.5 جنيه، ولسهمى جهينة وعبور لاند حوالى 14.5 و14 جنيها على التوالي.

ووفقًا لبيانات مجمعة صادرة عن «أرقام كابيتال» توقعت للربع الأخير من عام 2018، فإن السعر المستهدف للمراعى بلغت قيمته 52 جنيها، بينما بلغت قيمة السعر المستهدف لجهينة 12 جنيها، و18 جنيها لإيديتا، مع توصية بإيقاف حركة التداول على تلك الأسهم خلال تلك الفترة.

وذكر أن السعر المستهدف لدومتى هو 15 جنيها، مع توصية بالشراء، مشيرًا إلى أن هوامش أرباحها واصلت النمو خلال الربع الأخير، مما أعطاها مزايا نسبية.

وكشف أحمد محيى الدين، مدير علاقات المستثمرين بشركة «دومتي»، عن بدء انتاج الجبن القريش منذ بضعة أسابيع، باستغلال أحد خطوط إنتاج الجبنة البيضاء الحالية.

كما أطلقت الشركة خط إنتاج «ساندوتش دومتي» بنهاية الربع الثالث من عام 2018، بطاقة إنتاجيه 6 ملايين قطعة شهريًا، مع الوصول للطاقة الإنتاجية القصوى بعد 6 أسابيع فقط من بدء الإنتاج، مما يعكس نجاح المشروع الذى مثل دافعا كبيراً لتطوير محفظة منتجات الوجبات الخفيفة.

وتابع، أن الشركة مستمرة فى إرجاء بدء مشروع إنتاج الجبن الرومي، مؤكدًا عدم تحديد موعد لإنتاجه حتى الآن.

يشار إلى أن الشركة عزمت على تصنيع الجبن الرومى فى بداية العام الماضي، ثم أعلنت تأجيلها للمشروع لأسباب تتعلق بأوضاع المستهلكين وتشبع سوق الجبنة الرومي.

وعلى صعيد التصدير، قال إن الشركة تصدر منتجاتها إلى 46 دولة ممثلة فى الدول العربية المجاروة ودول الخليج وبعض الدول الأفريقية والأوروبية.

ونفى وجود نية لانشاء مصانع للشركة فى أفريقيا حاليًا، لاختراقها الأسواق الأفريقية من خلال التصدير، خاصة منتجات العصائر.

وتبلغ حصة الشركة السوقية من الجبن الأبيض المعبأ حوالى %42، بالإضافة إلى نسبة تتراوح بين 6 و%7 للعصائر.

من جانبها قالت بحوث شركة «بلتون القابضة»، إن اللاعبين الرئيسيين فى شركات الأغذية فى السوق المصري، سجلوا نمواً قوياً فى الإيرادات خلال التسعة أشهر الأولى من 2018، ومتوقع استمرار النمو خلال العام المقبل، بزيادة سنوية بنحو %16 فى المتوسط مدفوعاً بتحسن معدلات الطلب، وعودة قوية لأحجام البيع بعد تكيف المستهلكين مع المستويات السعرية الجديدة للمنتجات عقب رفع الأجور مرتين خلال 2017 و2018.

وتوقعت «بلتون»، نمو إيرادات دومتى بنحو %17 خلال 2019، و%19 لـ«جهينة»، و%18 لـ«عبورلاند».

وأكدت «بلتون» أن مبيعات دومتى من الجبن الأبيض ستشكل %50 من إيراداتها خلال هذا العام، رغم اقتراب سوق الجبن الأبيض من التشبع خاصة بعد الارتفاع المفاجئ فى الأسعار بنسبة %5 تحسبًا للمرحلة الأخيرة من رفع الدعم، فى حين ستنمو إيراداتها من الساندوتش والعصائر بنسبة %25 و%19 على التوالي، مقارنة بالعام الماضي.

توقعت أن ينخفض هامش الربح قبل الضرائب ومعدل الاهلاك ليصل إلى %13.5 لارتفاع نفقات التسويق والتوزيع بعد تكثيف مبيعات منتج الساندوتش.

ورجحت «بلتون» نمو قوى لإيرادات شركة «جهينة» للصناعات الغذائية، بنحو %19 خلال العام الجاري، مؤكدة أن زيادة حجم مبيعات الحليب أهم أسباب النمو، وأنه سيستمر حتى نهاية عام 2020 مدفوعًا بزيادة حجم مبيعات العصائر والزبادي.

وأشار التقرير إلى أن مبيعات الحليب تمثل %48 من مبيعاتها خلال التسعة أشهر الأولى من العام الماضي، بينما بلغت مبيعات الزبادى %23 من إجمالى مبيعاتها، والعصائر %20، مؤكدة أن منتجها الأخير هو الأسرع

نموًا حاليًا.