رئيس مجلس إدارة «قنا للورق»: «قنا» و«إدفو» تغطيان %40 من الاستهلاك.. والمخزون 20 ألف طن
1.7 مليار جنيه مبيعات 2018
تحملنا 1.3 مليار جنيه ارتفاعاً فى تكلفة الإنتاج خلال 3 سنوات
كميات ضخمة من منتجات «الورق المستورد غير المطابق» دخلت البلاد
سجلت مبيعات شركة قنا لصناعة الورق، 91.647 ألف طن، العام الماضى، بقيمة 1.7 مليار جنيه، مقارنة بـ 93 ألف طن بقيمة 1.4 مليار جنيه فى 2017، فى حين تراجعت مبيعات الشركات المحلية لصالح المنتج المستورد.
قال محمد الشارونى، رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب للشركة، إن صناعة ورق الكتابة والطباعة واجهت تحديات كثيرة بداية من عام 2014، مع بدء قرارات الإصلاح الاقتصادى، والتى أدت إلى ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء، فضلاً عن مصاصة القصب التى ترتبط أسعارها بأسعار الغاز خصوصاً بعد تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية.
وأشار الشارونى فى حواره لـ «البورصة»، إلى ارتفاع التكلفة خلال الفترة من 2015 و حتى 2018 بقيمة 1.3 مليار جنيه؛ نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة وبعض مدخلات الإنتاج، إذ ارتفع سعر «مصاصة القصب» التى توردها شركة السكر نتيجة احتسابها وفقا لمعادلة سعرية مرتبطة بالغاز الطبيعى، وكل هذه الزيادة فى التكاليف دفعت الشركة إلى رفع أسعار منتجاتها خلال السنوات الأخيرة.
أوضح رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لشركة قنا لصناعة الورق، أن تحرير أسعار الصرف أدى إلى تحمل الشركة أكثر من مليار جنيه، فروق تقييم عملة، لقرض دولارى ممنوح للشركة من قبل البنك الأهلى المصرى.
أضاف أن قنا لصناعة الورق، عانت من أعباء إضافية، بالتزامن مع صدور قانون القيمة المضافة خلال 2016، إذ تم إخضاع خامة لب الخشب المستورد «عجينة الورق» للقانون، رغم إعفائها فى ضريبة المبيعات بالقانون السابق، فضلاً عن احتساب مصلحة الضرائب «قيمة مضافة» على مصاصة القصب رغم كونه مُخلف صناعات غذائية مُعفى من الضريبة وفقاً للقانون.
وأكد أن احتساب «القيمة المضافة» على مصاصة القصب، بنسبة %14، رفع تكلفة طن الورق بنحو 350 جنيهاً، إذ يتراوح سعر طن المصاصة بين 1800 و1900 جنيه، وهو المكون الرئيسى لصناعة الورق، فضلاً عن «لب الخشب».
ولجأت الشركة، إلى رفع أسعار منتجاتها خلال العامين الماضيين لمقاومة هذه الأعباء، ونجحت من خلالها فى تفادى تأثير هذه الزيادات على نتائج أعمالها، وتواجه الشركات المنتجة للورق، منافسة شرسة من المنتجات المستوردة مع بداية العام الحالى.
وهذه المنافسة تزامنت مع تراجع الأسعار العالمية للورق.. الأمر الذى أجبر الشركة على خفض أسعارها الشهر الحالي، بمتوسط 1000 جنيه فى سعر الطن، ليصل سعر الطن إلى 16 الفاً و800 جنيه جنيه، مقارنة بنحو 17 ألفاً و800 جنيه العام الماضى.
وأوضح الشارونى، أن العام الحالى شهد دخول كميات ضخمة من منتجات الورق المستورد للسوق المحلى غير مطابق للمواصفات القياسية المصرية، وهو ورق معاد تدويره، ولب الخشب المطحون «الدشت»، الذى تنخفض أسعاره وجودته عن المنتج المحلى.
وأشار إلى أن التغيرات السعرية فى الورق أدت إلى تراجع مبيعات الشركات المحلية، واقتناص المستورد حصة من السوق المحلى، وبالتالى أصيب السوق بركود المبيعات، وظهرت هذه التغيرات السعرية فى تراجع سعر لب الخشب المستورد من 1200 دولار للطن إلى 750 دولاراً العام الحالى، مقارنة بالعام الماضى.
وأضاف قائلاً: «وزارة التربية والتعليم أدخلت بعض الكتب المصنوعة من ورق الكوشيه فى مناقصة الكتاب المدرسى، وهو منتج غير متوفر لدى الشركة، ويمثل القرار عبئاً جديداً ستتحمله الشركة العام الحالى»، فدخول هذه الأنواع من الورق فى طباعة الكتاب المدرسى سيقلص حصة الشركة فى توريداتها لمطابع الكتاب المدرسى، خصوصاً أن وزارة التربية والتعليم لها نصيب الأسد من مبيعات ورق الطباعة فى مصر.
قال الشارونى، إن إنتاج «قنا للورق» وصل العام الماضى إلى 95 ألف طن، بالإضافة إلى 3 آلاف طن مخزون مؤجل من 2017، ليصل إجمالى المخزون المرحل فى 2019 إلى 7 آلاف طن.
أضاف أن استثمارات الشركة تبلغ 8 مليارات جنيه بالقيمة الحالية للجنيه، فى حين يبلغ متوسط الإنتاج السنوى نحو 100 ألف طن ورق متنوع بين الطباعة والكتابة، فضلاً عن ورق الكشكول والكراس الذى يستحوذ على نحو %40 من الإنتاج.
ويعد مصنع قنا لإنتاج الورق، بمدينة قوص بقنا، أكبر مصنع فى مصر لإنتاج ورق الكتابة والطباعة، إذ بدأت إنشاءاته عام 1998 ، واستغرق تنفيذه عامين، ثم بدأ الإنتاج الفعلى 2003، معتمداً على «مصاصة القصب» من مصنع سكر قوص.
قال الشارونى، إن إجمالى صادرات الشركة العام الماضى وصلت إلى 10.6 ألف طن، بقيمة 9.285 مليون دولار، مقارنة بصادرات 2017 التى وصلت إلى 16 ألف طن بمبلغ 11.5 مليون دولار، معظمها لدول السودان، وإثيوبيا، وأوغندا، وتونس، وسوريا، وفلسطين، والأردن، متأثرة بتراجع السعر العالمى أكتوبر 2018.
أضاف أن الشركات المنتجة لورق الطباعة والكتابة فى مصر هى «قنا لصناعة الورق»، و«مصر إدفو لورق الطباعة»، ويبلغ حجم إنتاج الشركتين سنوياً نحو 150 ألف طن، توجه 130 ألف طن منها للسوق المحلى، ويغطى إنتاج الشركتين، نحو %40 من حجم الاستهلاك المحلي، فى حين تصل استثمارات شركتى الورق «قنا» و«إدفو» إلى 12 مليار جنيه بالقيمة الحالية للجنيه، فضلاً عن توفير 1800 فرصة عمل مباشرة.
أضاف أن الشركتين المنتجتين للورق ( قنا- أدفو) تعانيان حاليا من زيادة المخزون لديهما؛ نتيجة زيادة حصة المنتج المستورد فى السوق المحلى، إذ يتجاوز حجم المخزون من الورق لدى الشركتين 20 ألف طن مرحل من العام الماضى، وحول تأثر الشركة بقرارات وزارة التربية والتعليم بخفض حجم الكتاب المدرسى، أوضح الشارونى، أن الشركات المنتجة للورق لم تتأثر حتى نهاية العام الماضى، لكن هذه التغيرات ستؤثر حتماً على الشركات المنتجة للورق فى مصر، خلال 2019.
ولفت إلى أن الشركة اتجهت إلى زيادة حصتها من إنتاج ورق الكراس والكشكول الذى يستحوذ على حصة كبيرة وتصل إلى %40، حتى لا تتعرض للخسائر وللتعامل مع المتغيرات فى السوقين المحلى والعالمى.
أضاف أن الشركة تجرى دراسة لتنويع إنتاجها من الورق فضلاً عن تطويره؛ لإيجاد بدائل جديدة لتغطية الجزء المعرض للتناقص من حصة الشركة فى ورق الطباعة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن انخفاض الأسعار العالمية قلص فرصة الشركة للتصدير هذا العام، بعد تراجع توريداتها لأسواقها التقليدية فى التصدير، فى ظل منافسة المنتج الأوروبى فى هذه الأسواق، فالتصدير الآن يتطلب خفض الأسعار لأقل من سعر التكلفة حتى تستطيع المنافسة الخارجية.