أكد الدكتور مصطفي مدبولي ، رئيس مجلس الوزراء، أن الدولة تسعى إلى تطبيق نظام صحيّ “تكافليّ ” يضمن تقديم الخدمات الصحية بمختلف مستوياتها بجودة فائقة، وذلك وفقاً لمعايير قومية لجميع المواطنين على السواء، من خلال منظومة التأمين الصحيّ الشامل، التي ستعمل وفق قانون موحد يُنظم جميع أعمال التأمين الصحي الشامل، وبحيث تسمح المنظومة في الوقت نفسه بفصل تمويل الخدمة عن تقديمها سواء من خلال القطاع العام أو الخاص.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده رئيس الوزراء، اليوم الثلاثاء خلال زيارته لمحافظة بورسعيد لمتابعة استعدادات بدء تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل، مع مسئولي هيئات التأمين الصحيّ الشامل ببورسعيد، وذلك بمقر مجمع الهيئات بالمحافظة، التي تعتبر أول محافظة سيُطبق بها المنظومة الجديدة للتأمين الصحيّ، بحضور وزراء: الإنتاج الحربيّ، والصحة، والمالية، والتنمية المحلية،، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومسئولي عددٍ من الجهات المعنية.
كما أكد رئيس الوزراء ، أهمية هذا الاجتماع الذي يُعقد في المقر الجديد للهيئات الخاصة ؛ حيث يأتي للتأكد من انتهاء كافة إجراءات المنظومة بالكامل، والتيقن من أن كل شيء جاهز ويسير وفق التوقيتات الزمنية المقررة ، مشيرا إلى أنه يتابع بصورة شبه يومية موقف المنظومة بمحافظة بورسعيد، سواء على مستوى البنية التحتية، أو “الميكنة” ، أو فيما يخص تدريب العاملين بالمشروع، وتجهيز المستشفيات.
ولفت إلى أن هناك هدفاً آخر لهذه الزيارة يتمثل في تسليط الضوء على المشروع الذي سيبدأ تنفيذه قريباً، حيث سيتم البدء قريباً في حملة توعية عن منظومة التأمين الصحيّ الشامل التي ستبدأ في محافظة بورسعيد.
وكلّف رئيس الوزراء – بهذا الصدد – وزير الاتصالات بأن يتم إرسال نصية على الهواتف المحمولة لجميع المنتفعين بمنظومة التأمين الصحيّ ببورسعيد كإحدى آليات التوعية بهذه المنظومة الجديدة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، ” نحن هنا في المبنى الذي سيتم من خلاله إدارة منظومة التأمين الصحي في محافظات القناة”، ، موضحة أنه تم الانتهاء من استلام وتأثيث 26 وحدة صحية، ويتم تدريب العاملين حالياً، فيما تتراوح نسبة تنفيذ الوحدات المتبقية ما بين 92 و 98%، وسيتم العمل من خلال المنظومة في 35 وحدة صحية، وفيما يتعلق بالمستشفيات، عرضت وزيرة الصحة موقف التنفيذ بها، حيث من المقرر أن يتم استلام المستشفيات تباعاً، بإجمالي 10 مستشفيات.
وأضافت وزيرة الصحة أن تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل بمحافظة بورسعيد يعتمد على إنشاء مبنى إداري جديد لهيئة التأمين الصحيّ الشامل، وتطوير وإنشاء 10 مستشفيات، وتطوير وإنشاء 30 مركز رعاية أساسية ووحدة رعاية طب أسرة، وإنشاء المنظومة الإلكترونية بجميع الوحدات والمراكز الصحية والمستشفيات، وربطها بالمبنى الرئيسيّ، وكذا توفير الكوادر الطبية والإدارية اللازمة لتشغيل المنظومة.
وأشارت إلى أنه تم الإعلان عن القوى البشرية المطلوبة، كما تم إعداد الاختبارات، وأن الوزارة الآن في مرحلة التعاقد، مضيفة أنه تم التعاقد مع شركات نظافة وصيانة وأمن وتغذية، للمستشفيات، والوحدات المشتركة بالمنظومة، لافتة إلى وجود زي رسميّ مُوحد، كما تم التنسيق مع عددٍ من البنوك؛ للمساهمة في تأثيث بعض المستشفيات.
ونوهت وزيرة الصحة إلى أنه سيتم إدارة المنظومة الصحية في النظام الجديد، من خلال ثلاث هيئات: الأولى وهي الهيئة العامة للرعاية الصحية، التي تتبع وزيرة الصحة والسكان مباشرة، وهي الجهة التي تقوم بتقديم الخدمة الطبية بجودة عالية ومعايير طبية موحدة من خلال تجمع المستشفيات (مستشفيات وزارة الصحة – القطاع العلاجي – المؤسسة العلاجية – المستشفيات التعليمية) تحت مظلة واحدة؛ والثانية : الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وتتبع رئيس الجمهورية، وتكون مهمتها وضع معايير التقييم والجودة ومتابعة الأداء، وكذا مراقبة واعتماد تطبيق المعايير على المنشآت الصحية، هذا إلى جانب العمل على تقييم واعتماد مقدمي الخدمات الطبية؛ والثالثة : الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، والتي تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتكون مهمتها تجميع الاشتراكات وتوقيع التعاقدات مع أماكن تقديم الخدمة الطبية، وكذا تمويل وشراء الخدمة من الأماكن غير التابعة للهيئة العامة للرعاية الصحية.
وأضافت وزيرة الصحة انه تم الانتهاء من اعتماد الهياكل التنظيمية للهيئات، وتم حصر عدد العاملين في قطاع الصحة ببورسعيد، وسيتم التسكين للعاملين في الهيئات، ومعظمهم من العاملين بالقطاع الصحي في المحافظة.
وعقب رئيس الوزراء مشددا على ضرورة الانتهاء سريعاً من تدريب العاملين الذين سيتم تسكينهم بالهياكل التنظيمية للهيئات التي ستعمل بهذه المنظومة، مشيراً إلى أنه تم التنسيق مع وزارة المالية بشأن بدء حملة التوعية بمنظومة التأمين الصحي في بورسعيد.
كما أوضحت وزيرة الصحة أنه تم الانتهاء من معايير اعتماد الجودة والسلامة للمنشآت الصحية المشاركة بالمنظومة، ويتم حالياً تدريب العاملين عليها؛ تمهيداً لاعتماد المستشفيات والوحدات الصحية المشاركة في المنظومة.
من جانبه كلّف رئيس الوزراء بسرعة العمل على إنهاء المستشفيات والوحدات الخاصة بمنظومة التأمين الصحيّ في صعيد مصر، وبمحافظة الأقصر التى ستدخل بالمنظومة لاحقا، خاصة أن بها بنية أساسية يمكن البناء عليها.
وفي هذا الاطار أشارت وزيرة الصحة إلى أنه سيتم، خلال الأسبوع المقبل، عرض خطة المحافظات التالية لبورسعيد، التي سيتم تطبيق منظومة التأمين الصحي بها وهي : (الاسماعيلية، والسويس ، والأقصر).
وخلال اجتماعه أيضاً بمسئولي الهيئات الخاصة بالتأمين الصحي، استعرض رئيس الوزراء موقف أعمال ميكنة المنظومة الإلكترونية بجميع المستشفيات والوحدات والمراكز الصحية المشتركة بمنظومة التأمين الصحيّ الشامل.
وفي ختام الاجتماع، شدّد الدكتور مصطفى مدبولي على رؤساء الهيئات التي ستطبق المنظومة ضرورة الاستعداد الكامل، مع أهمية تدريب العاملين في المنظومة.
المصدر : أ.ش.أ