تستكشف مجموعة «إيست هوب» الصينية العملاقة، فرصاً استثمارية صناعية بقيمة 10 مليارات دولار فى دولة الإمارات، التى تسعى لتصبح شريكاً رائداً فى الشرق الأوسط لمبادرة الحزام والطريق الصينية.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، إن الإمارات التى تحاول تنويع اقتصادها بعيدا عن البترول، تحرص على أن تكون جزءا من طريق الحرير الجديد من خلال تعزيز بنيتها التحتية وموقعها الاستراتيجى ليصبح ملائماً لحملة الصين لتعزيز التجارة مع أوروبا وأفريقيا عبر الطرق البحرية والبرية.
وأعلنت «إيست هوب» عن توقيعها مذكرة تفاهم مع منطقة خليفة الصناعية فى أبوظبي، للعمل بدراسة جدوى مشتركة لتطوير ثلاث مراحل، على مدى 15 عاما، فى منشأة ميناء يقع بالقرب من حدود العاصمة الإماراتية أبو ظبى مع دبي.
وتستخدم الصين فى كثير من الأحيان، الالتزامات الاستثمارية لشركاتها الخاصة الكبيرة للإشارة إلى الفوائد الاقتصادية المحتملة للمشاركة فى مبادرة الحزام والطريق، ولكن لم تتحقق جميع المشاريع المتوقعة.
وتعمقت العلاقات الصينية الإماراتية منذ زيارة الرئيس الصينى شى جين بينغ إلى الإمارات العام الماضي، مما زاد من مستوى التفاؤل بشأن زيادة الاستثمارات المدعومة من الحكومة الصينية فى الدولة الخليجية، التى كافح اقتصادها كثيرًا منذ انهيار أسعار البترول فى عام 2014.
وأعلنت الإمارات عن صفقات استثمارية داخل دبى تصل قيمتها إلى 3.4 مليار دولار تقريبا فى منتدى الحزام والطريق الذى عقد فى بكين الشهر الماضي، بما فى ذلك منطقة إعادة التصدير فى ميناء جبل على ومصنع لإعداد الأغذية.
وفى بداية العام الحالي، بدأت شركة «رود بوت» الصينية إنشاء مصنع لإنتاج الإطارات بقيمة 614 مليون دولار فى منطقة خليفة الصناعية، كما افتتحت شركة «كوسكو» الصينية للموانئ البحرية مركزا إقليميا فى ميناء خليفة.
وعلى مدى سنوات، اختارت العديد من الشركات الصينية مركز دبى التجارى العالمى كمنصة مفضلة للتجارة مع الشرق الأوسط وأفريقيا، خاصة أن هناك نحو 200 ألف مواطن صينى يقيمون فى الإمارات.
ووصل حجم التجارة الثنائية بين الإمارات والصين، ثانى أكبر شريك تجارى لها، إلى 53 مليار دولار فى عام 2018، وتهدف الحكومة إلى رفع تلك القيمة إلى 70 مليار دولار بحلول عام 2020.
وفى الوقت الذى انخفضت فيه الاستثمارات الصينية الخارجية فى عام 2018، شهد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا زيادة فى السنوات اﻷخيرة، وذلك وفقا لبيانات جمعها أفشين مولافي، زميل معهد السياسة الخارجية بجامعة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة فى واشنطن.
وجذبت المنطقة استثمارات وعقود بناء بقيمة تصل إلى 28 مليار دولار العام الماضي، لتأتى بذلك فى المرتبة الثانية بعد أوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، تحاول دول أخرى فى الشرق الأوسط، بما فى ذلك إيران التى تعانى من العقوبات اﻷمريكية الأكثر تشددا، تأمين الاستثمارات لمبادرة الحزام والطريق.
وتلقت الإمارات المزيد من الاستثمارات الصينية بشكل أكثر من نظيراتها الإقليمية منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق عام 2013، إذ ترى الصين بوضوح الإمارات كمركز تجارى عالمى رئيسى وقطعة حيوية من شبكتها لتجارة الحزم والطريق.