نقلت وكالة بلومبرج عن مسئولين صينيين، أن بلادهم قوية بما فيه الكفاية لتحمل آثار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة حيث أعرب العديد عن ثقته فى الاقتصاد رغم إظهاره علامات الضعف فى الأشهر القليلة الماضية.
وقال مسئول كبير فى قطاع التنظيم المالي ونائب وزير تكنولوجيا المعلومات، إن تأثير ارتفاع التعريفات الأمريكية على الاقتصاد أمر يمكن إدارته، بينما قال نائب وزير التجارة السابق إن الشركات الصينية تستطيع التعامل مع التصعيد المفاجئ للتوترات التجارية بهدوء.
وذكرت الوكالة، أنه منذ انهيار المحادثات التجارية في أوائل مايو الماضى عززت الحكومة الصينية الجهود الرامية إلى طمأنة المواطنين وهيأت الأجواء لتجدد التوترات التجارية مع الرئيس الأمريكى.
وأوضحت الوكالة الامريكية، أن هشاشة الاقتصاد الصيني خلال الأشهر القليلة الماضية قد تؤدي إلى تعقيد تلك الجهود حيث تراجعت الصادرات والانتاج الصناعي ومبيعات التجزئة قبل أن يعلن الرئيس دونالد ترامب، رفع الرسوم الجمركية مرة أخرى.
وصرح وانج تشى جيون، نائب وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات بأن تأثير فرض الولايات المتحدة للتعريفة الجمركية بنسبة 25% على 200 مليار دولار من الصادرات الصينية سيكون “قابلاً للإدارة”.
وأضاف أن هذا يرجع إلى أن البضائع المتأثرة بالتعريفات لا تشكل سوى 8% من إجمالي صادرات الصين والكثير من الشركات التي تضررت هي أمريكية التي تبيع منتجاتها في نهاية المطاف في الولايات المتحدة.
وردد قوه شو تشينج، رئيس لجنة البنوك والمصارف الصينية، وجهة النظرحيث قال إن التأثير سيكون محدودًا للغاية حتى لو تم رفع التعريفات إلى أعلى مستوى.
وتستفيد الولايات المتحدة بشكل كبير من تجارتها مع الصين حيث يحصل المستوردون الأمريكيون والشركات متعددة الجنسيات على أكبر الأرباح من الفجوة التجارية ويتمتع مستهلكوها بمنتجات أرخص والطلب الصيني يدعم أسعار الصادرات الأمريكية الرئيسية من الحبوب إلى الطاقة.
وقال تشينج، إن معظم ايرادات الصين تتدفق من الفائض التجاري إلى الولايات المتحدة حيث يستثمر رأس المال الرخيص في سندات الخزانة وأشياء أخرى.
وتعهد المسئولون الصينيون بمواصلة فتح السوق على الرغم من التوترات التجارية بما فى ذلك تقليل المجالات التي لا تستطيع الشركات الأجنبية الاستثمار فيها فى قطاعى التكنولوجيا والمالية.
وأوضح قاو يان، نائب وزير التجارة السابق ومدير المجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، أن الشركات المحلية في المقاطعات الساحلية الموجهة نحو التصدير تتعامل “بهدوء” مع التوترات التجارية المتجددة ويمكنها إعادة توجيه منتجاتها إلى جهات أخرى.
وأكدّ على أن الاحتكاك الجديد قد يدفع الصين إلى جعل نفسها أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة، وقال جيون، “لقد جعلتنا الصراعات التجارية مع الولايات المتحدة أكثر إدراكًا بضرورة أن يعمل بلدنا بإصرار على حل مشكلة عنق الزجاجة في التقنيات الرئيسية مضيفًا أن صانعى السياسة سيعطون اهتمامًا أكبر للابتكار وسيزيدون دعم الحكومة المركزية للبحوث الأساسية”.