تجلس أماندا سبايكز، البالغة من العمر 27 عاماً، بغرفة نومها الصغيرة فى بروكلين، بمدينة نيويورك الأمريكية، وتتحدث عبر سماعات رأسها إلى «جوى»، البالغة من العمر ثمانى سنوات فى مقاطعة هيبى، شمال الصين.
ويظهر على الجدار الذى خلفها لوحة تحمل اسم «فريق أماندا» وشعار «vipkid»، وهو اسم الشركة التى تعمل من أجلها بينما تعرض على الشاشة صوراً لها وجوى وبعض المواد التعليمية.
«سنة جديدة سعيدة، جوى!»، تقول سبايكز، وذلك بصوت واضح بشدة، ثم تردد أغنية تدريبية صغيرة: «أنا أحب الطعام، وأحب الفاكهة، والفواكه طعمها جيد فى الصباح»، وتصفق وعندما تكررها «جوى» يتحسن الأداء فى هذا الدرس.
ويعتبر تطبيق «vipkid» هو الأكبر من بين عدد من الشركات التى تستخدم التكنولوجيا لتوفير المعلمين فى الغرب للأطفال الآسيويين الذين يرغبون فى تعلم اللغة الإنجليزية.
ويصف ستيفنى لى، أحد كبار قادة المنتجات الشركة بأنها مثل شركة «أوبر» لحجز السيارات، مشيراً إلى أنهم يوفرون سيارات ليموزين وسائقين مدربين بشكل جيد وبالطريقة نفسها يوصلون 60 ألف معلم لديهم خبرة فى الفصول الدراسية إلى مكان إقامة الطالب.
وعلى سبيل المثال، تخدم أماندا سبايكز 10- 12 عميلاً منتظماً، وتقوم بتدريس خمسة أو ستة دروس لمدة 25 دقيقة يومياً، وتحصل على 10.50 دولار فى المرة.
ومنذ تأسيسها فى عام 2013، فاز vipkid بنصف مليون عميل، ويوفر 180 ألف درس يومياً بقيمة 140 يوان «21 دولاراً» لكل واحد وهناك سعر أقل للبرامج التدريسية الكاملة محققة عائدات تصل إلى أكثر من مليار دولار.
ويعمل التدريس عبر الإنترنت بشكل أفضل مما يتوقعه الكثيرون كما تؤكد والدة تشانج يوتونج، البالغة من العمر تسع سنوات فى تيانجين والتى لم تحقق الكثير من التقدم فى فصلها المكون من 30 طالباً بالمدرسة.
وتشعر الأم بالسعادة حقاً عندما ترى تفاعل ابنتها مع معلمى شركة vipkid خاصة المعلمة جيسيكا، المفضلة لدى ابنتها؛ نظراً إلى طريقتها المرحة فى شرح المنهج التعليمى.
وبحسب «سبايكز» فإنها تتمتع باتصال أفضل مع تلاميذها على الإنترنت مقارنة بتدريسهم للفصل الدراسى الكامل فى كوريا الجنوبية وهو أفضل استثمار لهؤلاء الأطفال الصغار بالنسبة لها خاصة مع النتائج الجيدة جداً للعملية التعليمية وتأثيرها المحلوظ على التحصيل الدراسى للتلميذ لكنها تعترف بأن الوالدين يواجهان تحدياً أكبر فى جعل الطفل يجلس أمام شاشة الإنترنت منتبهاً طوال مدة الحصة التعليمية.
وتوجد فئة أخرى استفادت من هذا النمط التعليمى فقد اجتذبت الشركة أيضاً الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن المتقاعدين الذين لن يكونوا قادرين على الذهاب إلى الفصل الدراسى.