مراجعة للقيمة التجارية لدور المرأة فى مستويات الطبقة العاملة
%15 زيادة فى عائدات شركات تتميز بتنوع القوى العاملة
لا يمكن وصف نقاش المساواة بين الجنسين فى مكان العمل بأنه صامتاً، ولكن عند الخوض فى قطاعات دقيقة أو محددة ربما يكون ذلك أقل ضجيجاً مما يجب.
ولا يمكن الاكتفاء برص التباين فى مجالس الإدارات فقط، بل ربما يكون التمييز أكثر وضوحاً بين القوى العاملة العامة حيث تكون فرص العمل أكثر وفرة.
ويحث رواد الأعمال والمحللين وقادة القطاعات على حد سواء الآن إلى إحداث تقدم فى التنوع داخل مكان العمل ليس كهدف اجتماعى، ولكن لجعل المنظمات أكثر فاعلية وسليمة من الناحية التشغيلية، وفى نهاية المطاف لتحسين جاذبيتها كمقترح استثمارى.
وتقود رائدات الأعمال هذا التحول مثل بونى روبيه، صاحبة المشروع السويدى التى خرجت من قطاع الترفيه لكسب المزيد من الأرضية فى مجال الرعاية الصحية عبر تطبيق توليد النساء “Bonzun” الذى يحارب هيمنة الذكور.
لكنها ترى الآن كيف يمكن للشركات أن تصبح أكثر جاذبية للمستثمرين نتيجة للمساواة بين الجنسين من أعلى إلى أسفل.
وأشارت إلى أنه على مر السنين رصدت وقوع تحيزات ممنهجة بين الجنسين وهى قضية معروفة، لكن على وجه الخصوص رصدت ذلك بين المستثمرين الدوليين الذين لديهم مجموعة جيدة التوثيق لعمليات التمييز من خلال ما ترصده رائدات الأعمال، ووثقت دراسات لا نهاية لها الندرة فى رأس المال والمعاملة الفردية التى تعانى منها النساء أثناء جمع التبرعات بشكل خاص، وتعتقد السيدة روبى، أنه مع ارتفاع عدد رائدات الأعمال فى قمة الاستثمار لم يتم الاعتراف بهذا التحيز وتدقيقه على الأقل بشكل كامل.
وتتابع أن المشكلة فى وجود قواعد اجتماعية وعادات قديمة وتصنيفات مريحة تقود العمل ويجب التأكد من خلق ممر تدقيق وعمليات توازنات منتظمة لتحديد الأماكن التى يوجد بها ثغرات ومعالجتها، ويتضمن ذلك القيادة فى قاعة الاجتماعات وصولاً إلى كيفية معاملة الموظفين وكيفية معالجة التحرش الجنسى فى مكان العمل وكيفية تصوير النساء والفتيات فى مواد التسويق كسلعة.
ويمكن ملاحظة القيمة التجارية للتنوع بين الجنسين فى كندا حيث شكلت مؤسسة التمويل الدولية “IFC” شراكة قوية مع الحكومة لمعالجة قضية النوع الاجتماعى فى البيئات الصناعية من زاوية القيمة الحيوية.
وتقول فيرونيكا نيهان جونز، رئيسة الاستشارات فى إدارة البنية التحتية والموارد الطبيعية بمؤسسة التمويل الدولية إن التنوع بين الجنسين مفيد للأعمال ويهم المستثمرين.
وأثبتت الأبحاث باستمرار أن التنوع بين الجنسين فى القوى العاملة بما فى ذلك الإدارة والموردين والمشاركة المجتمعية على حد سواء يزيد من الابتكار والإنتاجية، كما أنه يعزز سلاسل الإمداد ويحسن التفاعل الاجتماعى ويقلل الصراع بين أصحاب المصلحة الرئيسيين فى المجتمع.
وعلى مدار 3 سنوات متتالية، حققت أكبر 20 شركة من شركات خدمات الطاقة المتنوعة حسب الجنس عائداً على الاستثمار أعلى بنسبة 15 % من أقل 20 شركة فى قائمة التنوع حسب الجنس.
ووجدت مؤسسة التمويل الدولية أن توظيف النساء فى أدوار غير تقليدية يمكن أن يزيد من إنتاجية الشركات بنسبة تصل إلى 25% من خلال المكاسب فى تكاليف الصيانة وانخفاض معدل دوران الموظفين.
وتدرك الكثير من الشركات هذه الإمكانية وتشجع الإدماج الكامل للجنس الناعم وسوف تجنى أقوى المكافآت المالية والاستثمارية فى المشهد الصناعى بالمستقبل بعد التخلص من الصورة النمطية أن عضو مجلس الإدارة رجل عجوز أبيض البشرة.