تناقش شركة «نيسان» لصناعة السيارات، الانسحاب من كوريا الجنوبية، إذ تحتل مبيعات شركات صناعة السيارات اليابانية المرتبة الأكثر تضرراً من الخلاف الدبلوماسى والتجارى المتصاعد بين طوكيو وسيول.
وتأتى هذه الخطوة المحتملة بعد تراجع مبيعات السيارات اليابانية فى كوريا الجنوبية، إذ تم توجيه موجة من الغضب الشعبى إلى مقاطعة المنتجات اليابانية.
وذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، أن العلاقات الثنائية بين اليابان وكوريا الجنوبية، تدهورت منذ العام الماضى بعد أن أمرت محكمة فى كوريا الجنوبية، الشركات اليابانية بتعويض ضحايا العمل القسرى خلال الحرب العالمية الثانية.
وتصاعدت التوترات عندما فرضت اليابان سلسلة من ضوابط التصدير على مجموعات التقنية فى كوريا الجنوبية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن تحركات «نيسان» هى علامة على تداعيات محتملة أوسع ضد بعض من أكبر العلامات التجارية فى البلاد.
وكشفت البيانات، أن المبيعات السنوية لصانعى السيارات فى كوريا الجنوبية، سجلت مستويات من التراجع لم يسبق لها مثيل، إذ باعت الشركة 58 ألف مركبة فقط فى كوريا الجنوبية فى أغسطس، وفقاً لجمعية مستوردى وموزعى السيارات الكورية، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 88%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وقالت مصادر للصحيفة البريطانية، رفضت الكشف عن هويتها، إن مناقشات «نيسان» حول وقف مبيعات وتسويق المركبات فى كوريا الجنوبية، تأتى كجزء من عملية إصلاح أوسع نطاقاً لعملياتها العالمية التى يمكن أن تدفع الشركة، أيضاً، إلى سحب علامة «إنفينيتى» التجارية الممتازة من أسواق متعددة.
وتأتى إعادة الهيكلة فى أعقاب إعلان الشركة، أواخر يوليو الماضى، عن انهيار كبير فى الأرباح وتخفيضات كبيرة فى الوظائف وتقليل عدد النماذج المختلفة التى تنتجها.
ولا تزال الشركة تحاول مواجهة تداعيات اعتقال رئيسها السابق كارلوس غصن، فى نوفمبر الماضى، وتأثير غيابه على تحالف «نيسان» مع «رينو» الفرنسية.
وقامت «نيسان» بالفعل بتحليل ما إذا كان يتعين عليها الاستمرار فى بيع السيارات فى كوريا الجنوبية لعدة أشهر.
ولكن المناقشات تسارعت بشكل كبير مع توتر العلاقات بين طوكيو وسيول، الفترة الأخيرة.