توقعت شركة “ترافيجورا” المتخصصة في تجارة السلع الأولية العالمية تراجع خام برنت إلى مستوى لم نشهده منذ ديسمبر الماضى الأمر الذى قد يؤدى إلى حدوث تخفيضات أكبر في إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها الفترة المقبلة.
وقال بن لوكوك، الرئيس المشارك لشركة “ترافيجورا” إن الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي وارتفاع المعروض سوف يرسمان مسارًا للأسعار بنحو 50 دولارًا للبرميل لخام برنت خلال الأشهر الستة المقبلة أي أقل بحوالي 20% مما هى عليه فى الوقت الحالى.
وفى مقابلة مع وكالة أنباء “بلومبرج” في سنغافورة قال لوكوك، إنه من المرجح أن تعود الأسعار إلى قيمة تتراوح ما بين 70 إلى 75 دولارًا على المدى المتوسط إلى الطويل وهو مستوى رخيص بما يكفي للمستهلكين ولكنه ذو قيمة كافية لجني المنتجين الأرباح.
وأوضح أنه بالنسبة للأشهر الستة المقبلة على الأقل فمن المرجح أن تنحسر الأسعار قبل أن تقرر “أوبك +” المزيد من التخفيضات فى وقت يقلص فيه منتجى البترول الصخرى في الولايات المتحدة الإنفاق مما يبطئ أحد أسرع مصادر الإنتاج نمواً.
ذكرت وكالة أنباء “بلومبرج” أن منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها بما في ذلك روسيا يعملون منذ عام 2016 لتحقيق التوازن بين الأسواق العالمية من خلال خفض الإنتاج ولكن عند مستويات الأسعار الحالية ترى “تريفوجورا” أن التحالف يتلاشى.
وقال المحللون إن العراق يتخلى فى الوقت الحالى عن التزاماته في حين يسعى أصحاب النفوذ مثل المملكة العربية السعودية والكويت إلى إعادة إنشاء حقل جديد على حدوهما بطاقة 500 ألف برميل يوميًا العام المقبل.
وأشار لوكوك، إلى أن المستوى الحالي لخفض “أوبك” والامتثال في الواقع كاف لدفع أسعار البترول ومع ذلك، فإن تراجع الأسعار يمكن أن يعيد تحركات المنظمة لتعميق قيود الانتاج.
وقال وزير المناجم والهيدروكربونات في غينيا الاستوائية خلال مقابلة أجريت معه في أبو ظبي إن البترول سيحتاج إلى الهبوط إلى ما بين 40 و 45 دولارًا للبرميل لأجل تحفيز “أوبك” على إجراء تخفيضات أعمق.
وتوقعت شركة “سانفورد سى برينستان” حدوث تخفيضات فى الانتاج تصل إلى مليون برميل يوميًا في عام 2020 للدفاع عن الأسعار عند 60 دولارًا للبرميل في مواجهة ارتفاع المعروض من خارج “أوبك”.
وعلى العكس من ذلك، قال معهد “أكسفورد” لدراسات الطاقة إن ارتفاع المعروض قد يثني السعوديين عن السعي للحصول على تخفيضات أكبر.
تتوقع “ترافيجورا” نمو الإنتاج العالمي بمقدار 1.9 مليون برميل يوميًا في العام المقبل مع وصول نصف الإنتاج تقريبًا من البترول الصخرى.