باعت الشركات فى جميع أنحاء العالم، مبلغاً قياسياً من السندات الشهر الماضى، إذ أدى انخفاض تكاليف الاقتراض إلى زيادة الإصدار، ودفع المستثمرين الذين يبحثون عن العائد إلى تعزيز إصدار الديون الجديدة.
وكشفت بيانات شركة “ديلوجيك”، أنه تم بيع ما يقرب من 434 مليار دولار من سندات الشركات فى جميع أنحاء العالم، خلال سبتمبر الماضى، وهو مستوى شهرى جديد من إصدار السندات.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن شهر سبتمبر، عادة ما يكون شهراً مزدحماً لسوق السندات، إذ يعود البنوك والمستثمرون من العطلة الصيفية استعداداً لتشغيل الأموال، ولكن تمت مضاعفة الرقم العام الحالى، من خلال ارتفاع السندات العالمية فى أغسطس الماضي، مما أدى إلى انخفاض تكاليف الفائدة لمجموعة من الشركات التى تسعى لبيع الديون.
وقالت مونيكا إريكسون، مديرة المحافظ لدى «ديلوجيك»، إن هذه الفترة جذابة للغاية بالنسبة لمصدرى السندات الذين يدخلون السوق فى الوقت الحالى، وأدى ارتفاع السندات إلى انخفاض العائدات عبر جميع أنواع الديون، وهو ما دفع بعض المستثمرين إلى الخروج من منطقة الأمان الملحوظة للسندات الحكومية، بحثًا عن العوائد المرتفعة المتاحة من إصدار الشركات.
وحمل ما يقرب من 15 تريليون دولار من الديون على الصعيد العالمى، عائداً سلبياً نهاية الشهر الماضى، وعلى النقيض من ذلك، بلغ متوسط العائد على مؤشر السندات الأمريكية ذات التصنيف الاستثمارى الذى تديره شركة «آى سى إى داتا» %2.96.
وقالت مديرة الاستثمار فى «باسيمر تراست»، ريبيكا باترسون، إن الفكرة الرئيسية هنا تتمثل فى البحث عن العائد، مشيرة إلى أنه نظراً لوجود مزيد من السندات الحكومية ذات العوائد السلبية فى جميع أنحاء العالم ، فإن المستثمرين الذين يحتاجون إلى دخل يتطلعون إلى الولايات المتحدة.
وشكلت الديون المقومة بالدولار، غالبية الإصدارات على مدار الشهر الماضي، مع بيع سندات بقيمة 159 مليار دولار، وعادت شركة «أبل» إلى السوق للمرة الأولى منذ نوفمبر 2017 لإصدار ديون جديدة بقيمة 7 مليارات دولار، مع بيع شركة «ديزنى» للخدمات الإعلامية العملاقة نفس القيمة من السندات.
وقال استراتيجى الائتمان فى “بنك أوف أمريكا ميريل لينش”، هانز ميكيلسن، إن سوق سندات الشركات العالمية هو المكان الذى يوجد فيه عائد، مؤكداً أن الولايات المتحدة هى الجزء الأكبر من ذلك ولديها أعلى عائد على السندات.
وفى إشارة إلى قوة حماس المستثمرين ، تدفق حوالى 17 مليار دولار إلى صناديق سندات الشركات الأمريكية الشهر الماضي، وفقًا لبيانات شركة «إى بى إف آر جلوبال»، ومع ذلك، قال المحللون والمستثمرون إن العديد من الشركات القادمة إلى السوق، تستغل ظروف السوق المواتية لتوسيع آجال استحقاق الديون وتخفيض تكاليف الاقتراض.
وقال مدير محفظة فى «كولومبيا ترايدنيدل»، توم مورفى، إن الشركات تسحب آجال استحقاق قصيرة الأجل، وتوسع نطاق ديونها وتقلل نفقات الفائدة، وكل هذه الأشياء جيدة للغاية بالنسبة للمستثمرين.