تراجعت مبيعات سيارات الطاقة المتجددة فى الصين – التى تعد أكبر سوق للسيارات فى العالم – للشهر الثالث على التوالى مع تباطؤ السوق ككل ليشمل السيارات الكهربائية بعد تخفيض الدعم الحكومى، وأوضحت بيانات رابطة مصنعى السيارات، أن مبيعات السيارات الكهربائية تراجعت بنسبة 34.2% فى شهر سبتمبر الماضى مقارنة بنفس الفترة خلال عام 2018.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”، أن الصين جعلت من توسيع سوق سيارات الطاقة المتجددة هدفًا استراتيجيًا، كما قدمت دعمًا قويًا فى مجال السياسات والدعم للمشترين والمصنعين على حد سواء، مما آثار طفرة فى إنتاج السيارات الكهربائية الرخيصة منخفضة الجودة، لكن التغيرات التى طرأت على نظام الدعم خلال شهر مارس الماضى وأدت إلى دعم محدود أثارت الشكوك حول طول عمر عدد من شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الحكومة الصينية قدمت 22 مليار يوان وهو ما يعادل 3.1 مليار دولار كدعم لصانعى السيارات الكهربائية فى عام 2017.
وكانت “يوتونج” أكبر شركة لصناعة الحافلات فى الصين إلى جانب “بى واى دى” أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية على مستوى العالم أكبر المستفيدين حيث حصلت الشركتين على 4.6 مليار يوان و3.6 مليار يوان على التوالى.
واضطرت شركة “نيو” التى كانت ذات يوم نجمًا صاعدًا بسوق السيارات الكهربائية المزدحم فى الصين إلى جمع 200 مليون دولار الشهر الماضى من رئيسها التنفيذى وأحد كبار مساهميها مجموعة التكنولوجيا “تينسنت”، فى أعقاب ربع كارثى للأرباح.
وحققت الشركة خسارة صافية بلغت 3.3 مليار يوان فى الأشهر الثلاثة المنتيهة يونيو الماضى، والتى ألقت باللوم فيها على ضعف الطلب على سياراتها وخدماتها فى السوق المتباطئ.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الركود الصناعى تعمق جزئياً بسبب ضعف معنويات المستهلكين وتباطؤ النمو الاقتصادى الكلى والخلاف التجارى بين بكين وواشنطن.
وتفاقم الركود بسبب عدم وجود دعم للسياسة التى تتراوح بين تخفيف القيود المفروضة على السيارات فى المدن الكبرى لتجديد الإعانات للمشترين الجدد.
ومن خلال خفض الإعانات تدفع الحكومة شركات صناعة السيارات لتقديم سيارات كهربائية ذات جودة أفضل وبأسعار منخفضة وإلا واجهت نقصًا تامًا فى الدعم.
وأعلنت الحكومة، أنه قد حان الوقت لشركات صناعة السيارات لإظهار أن لديهم الإمكانات الفنية ويمكنهم تسعير أدواتهم الجديدة بشكل صحيح.
وتوقع المحللون أن تبدأ الظروف الصعبة بالاندماج فى السوق مع احتمال تعرض عدد من شركات صناعة السيارات الكهربائية الأصغر للخسائر أو للإفلاس.
وانخفضت مبيعات سيارات الركاب فى الصين الآن لمدة 15 شهرًا متتاليًا حيث تراجعت مبيعات السيارات ذات المحركات التقليدية بنسبة 5.2% فى سبتمبر الماضى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تراجعت فيه المبيعات الشهرية للمركبات الكهربائية فى الصين خلال شهر يوليو للمرة الأولى منذ أكثر من عامين.
وتباطأ نمو المبيعات فى الصين منتصف عام 2018 لأول مرة منذ التسعينيات بعد انتهاء الإعفاءات الضريبية للسيارات ذات المحركات الصغيرة.