يمكن أن تنتقل جنوب إفريقيا إلى مناطق غير محببة للمستثمرين حيث يبدو أن الدولة الواقعة فى القارة السمراء ستخسر النظرة المستقرة الوحيدة لتصنيفاتها الائتمانية الأسبوع الحالى.
وأوضح معظم الاقتصاديين فى استطلاع أجرته وكالة أنباء “بلومبرج” أن وكالة “ستاندرد آند بورز” العالمية ستغير توقعاتها بشأن التصنيف الائتمانى للبلاد إلى سلبية يوم الجمعة المقبل.
يأتي ذلك بعد أن غيرت وكالة “موديز” التى لا تزال تقيم جنوب إفريقيا على أنها درجة استثمارية توقعات تصنيفها إلى سلبية قبل أسبوعين بعد التدهور السريع فى النظرة المالية للبلاد بسبب إنفاق مليارات الدولارات فى عمليات إنقاذ شركة “أوسكوم” القابضة منتج الكهرباء التى تعاني من ضائقة مالية.
وحذرت “ستاندرد آند بورز” فى أحدث تقييم لها خلال مايو الماضى من أن التدهور المالى المستمر والأداء الاقتصادى الضعيف هيكلياً وتصاعد ضغوط التمويل الخارجى قد يدفعها إلى خفض التصنيف الائتمانى لجنوب إفريقيا.
وكانت “ستاندرآند بورز” أول شركة تصنيف رئيسية تخفض جنوب إفريقيا دون درجة الاستثمار فى عام 2017 بعد أن استبدل الرئيس السابق جاكوب زوما، وزير المالية فى تعديل حكومى فى وقت متأخر من الليل.
وقالت سانيشا باكيريسامى، الخبيرة الاقتصادية فى “مومنتوم للاستثمارات” إن هذه ليست نهاية جدول التصنيفات حيث سنواصل رؤية المزيد من التدهور فى المقاييس المالية وارتفاع الديون التى أصبحت تهديدًا حقيقيًا للتقييمات.
وأوضحت “بلومبرج” أن تخفيض إضافى لجنوب إفريقيا يعني أن الأمر سيستغرق فترة أطول لاستعادة وضع تصنيف الاستثمار من جديد.
وبعد تغيير النظرة الائتمانية لجنوب إفريقيا مطلع الشهر الحالى، حذرت وكالة “موديز” من أن الحفاظ على التصنيف الائتمانى الحالى سيتطلب استراتيجية مالية موثوقة لاحتواء ارتفاع الديون.
وقال كريستيان ماجيو، رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة بشركة “تى دى سيكيوريتيز” إن وكالة “موديز” أظهرت حتى الآن تردداً لا يصدق وغير مبرر فى خفض تصنيفات جنوب إفريقيا إلى ما دون درجة الاستثمار.
أضاف أنه فى ظل غياب أى تعديلات إيجابية مهمة لن يكون لدى الوكالات الأخرى أى خيار سوى خفض التصنيف من جديد.