الصين تكتسح قطاع الشحن ومخاوف من حدوث فقاعة عالمية فى القطاع
خطة لبناء 20 مدينة لصناعة السيارات الكهربائية و30 مليار دولار لدعم المبيعات فى الصين
توقعت وكالة “بلومبرج” الأمريكية ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم إلى 56 مليون سيارة خلال عام 2040.
وقال تقرير صادر عن الوكالة إن الصين تتفوق فى مجال شحن السيارات الكهربائية مقارنة بدولة بحجم الولايات المتحدة الأمريكية، حيث إن كل محطة شحن فى الولايات المتحدة تقابلها 8 محطات فى الصين.
وتابع التقرير “من المحتمل أن يصبح هذا الفارق أكثر وضوحًا مع سعى الصين التكنولوجى وتحفيزها لشركات صناعة السيارات بالابتعاد عن مستهلكى الغاز والبنزين وتسريع عملية طرح مضخات الطاقة الكهربائية، واستقطاب كبريات الشركات العاملة فى مجال الطاقة للاستثمار فى الطاقة النظيفة”.
وتخطو شركتا “بى بى” و”شل”، خطوات واسعة للحاق بقطار التوسع الصينى، عبر الاستثمار فى تقنيات الطاقة الكهربائية والتخلى تدريجياً عن الطاقة التقليدية.
ووافقت شركة “بريتش بتروليوم” على تأسيس مشروع مشترك مع شركة “DiDi Chuxing Inc”، وتم افتتاح موقع تجريبى فى “قوانغتشو” الصينية مع 10 وحدات شحن سريع.
وبطبيعة الحال لم تكن “شل” بمعزل عن الفوز بجزء من كعكة الطاقة النظيفة حيث استحوذت على شركتين فى قطاع الشحن خلال العامين الماضيين، لتطلق أول مضخة شحن للسيارات الكهربائية فى محطة وقود عادية بمدينة “تيانجين”.
ووفقاً لمصدر مطلع فهناك خطة قيد الدراسة من قبل المسئولين الصينيين لزيادة عدد أجهزة الشحن العامة والخاصة، ومن المستهدف الوصول بمبيعات السيارات الكهربائية إلى 60% من إجمالى مبيعات المركبات فى الصين بحلول 2035، وارتفاع الأسطول الكهربائى إلى 162 مليون سيارة بحلول 2040 وفقاً لتوقعات “بلومبرج”.
وقال جينج كاى، نائب رئيس وحدة بكين فى شركة “تشينغداو تجوود إلكتريك” والتى تملك أكبر شبكة لشحن السيارات فى الصين، إن مرافق الشحن ترتفع بسرعة كبيرة، وذلك بهدف مساعدة مستخدمى السيارات الكهربائية على شحن سياراتهم بسرعة وسهولة أينما ذهبوا.
ويلقى قطاع السيارات الكهربائية أهمية قصوى فى خطة الرئيس الصينى شى جين بينج، والتى تهدف إلى إنشاء قوة تصنيعية بحلول 2025، عبر بناء الدولة ما لا يقل عن 20 مدينة لصُنّاع السيارات الكهربائية والصناعات الملحقة بها، وأنفقت الصين أكثر من 30 مليار دولار لدعم مبيعات هذه الصناعة، والتى تمثل مبيعاتها أكثر من نصف مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً.
وفي الجانب الآخر تتحرك صناعة السيارات الكهربائية لدى الولايات المتحدة بوتيرة أبطأ، وتعود معظم مبيعات هذه السيارات إلى شركة “تسلا”، وتتوقع “بلومبرج” أن تنخفض المبيعات خلال العام الجارى بشكل تدريجى.
وتقود كل من “تسلا”، و”فولكس فاجن” عمليات الدفع بأجهزة ومحطات الشحن بما فيها محطات الشحن عالية السرعة، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد محطات الشحن 400 ألف محطة بحلول 2025 فى الولايات المتحدة، وتصل إلى 20 مليون على الصعيد العالمى بحلول 2030 وفقاً لتقديرات الوكالة الدولية للطاقة.
وتمتلك الصين وحدها 466 ألف محطة شحن عامة بنهاية سبتمبر الماضى، تستحوذ بكين على 54 ألف محطة، وهو العدد الذى يقترب مما تمتلكه الولايات المتحدة بأكملها والبالغ 60.6 ألف محطة خلال يونيو الماضى، من بينهم 19 ألف وحدة فى ولاية كاليفورنيا وحدها، وهو متوسط ما تضيفه الصين خلال شهر واحد فقط إلى أسطولها الكهربائى.
ومن المرجح ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية إلى 56 مليون سيارة بحلول 2040، مقارنة بـ2 مليون وحدة العام الماضى، مما يعنى الحاجة إلى زيادة عدد محطات الشحن المتاحة للجمهور، وهذا ليس بهدف خدمة عمليات التوسع وحسب، بل أيضاً من أجل إقناع المستهلكين المترددين على استبدال السيارات التقليدية إلى الكهربائية دون قلق من احتمالية عدم وجود محطات على الطرق السريعة عند نفاذ بطاريات سيارتهم.
وقال يو ديشيانج ، مؤسس “تجوود”: “من الصعب أن تكون قادرًا على المنافسة فى مجال معدات الشحن لكننا واصلنا الاستثمار بكثافة فى التقنيات الرائدة، وسيتم إلغاء الشركات التى تفشل فى القيام بهذه الأشياء فى المستقبل تدريجيًا”.
وقال وزير الصناعة الصينى مياو وى، إن مليارات الدولارات الموجه سابقاً إلى خفض أسعار ملصقات السيارات يتم توجيهها الآن جزئياً نحو زيادة عدد محطات الشحن، فى حين تُقدم بعض السلطات المحلية حوافز لخفض تكاليف البناء للمطورين بهدف خفض رسوم الشحن للمستهلكين.
ورغم أهمية التسارع في بناء محطات الشحن، إلا أن هناك مخاوف من حدوث فقاعة فى قطاع السيارات الكهربائية فى البلاد، حيث شهدت الصين انخفاضاً بمبيعات هذه السيارات خلال 15 شهر من أصل 16 شهراً ماضية.
كتب: أحمد حسن عبد الكريم