ودعنا عام 2019 الذى شهد العديد من التحديات أمام قطاع السيارات، واعتبره كثيرون العام الأعنف على القطاع، رغم التفاؤل الذى سبقه.
فأواخر 2018، كانت الآمال فى عام جديد تملأ أذهان الكتاب والمحللين والمهتمين بسوق السيارات، مع ترقب التطبيق الكامل للإعفاءات الجمركية على السيارات أوروبية المنشأ وبالتالى انتعاش المبيعات، لكن انقلبت الموازين خلال العام، ليتسنى لبعض الشركات الظهور والعودة بقوة إلى الساحة، فى حين تلاشت طموحات شركات أخرى بعد أن كانت تتصدر القمة.
ودعونا نستعرض أهم الأحداث التي شهدها القطاع فى 2019، فقط للتذكرة، ولتكون لدينا خارطة طريق للعام الجديد، لعلنا نستفيد من الماضى ونستعد للحاضر.
بدأت ملامح 2019، تضح قبل أن يبدأ العام فعليا، وذلك خلال فعاليات القمة السنوية لصناعة السيارات “إيجيبت أوتوموتيف” منتصف ديسمبر 2018، وما صاحبها من قرار وزير الصناعة والتجارة السابق عمرو نصار بإلغاء استراتيجية صناعة السيارات التى كانت تدرسها الوزارة، وتقديم بعض الحوافز للشركات غير الأوروبية لزيادة حجم الإنتاج المحلى من السيارات، واستغلال كامل الطاقة الإنتاجية لمصانع الحكومة، وتوطين صناعة السيارات فى مصر.
وأسفر إعلان الوزير، عن تغيير بعض خطط المصنعين والمستثمرين التى بنيُت وفقًا للاستراتيجية المُلغاة.
ومطلع 2019، شهدت الموانئ المصرية تكدساً كبيراً فى أعداد السيارات خصوصا أوروبية المنشأ التى تمتعت بالإعفاءات الجمركية الكاملة، بموجب التطبيق الكامل لاتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية.
واستورد الوكلاء المحليون، كميات كبيرة من السيارات الأوروبية اعتقادًا منهم بزيادة الاقبال عليها، وتحقيق طفرة فى مبيعات السيارات، لاسيما بعد انخفاض الأسعار عقب الإعفاء الجمركى.
ثم ظهرت حملات تنادى بمقاطعة شراء السيارات على رأسها حملة “خليها تصدى” لتخيب آمال الوكلاء في تحقيق المبيعات المنشودة، إذ لم يقتنع العديد من المستهلكين بالانخفاض الذى أطلقته بعض الشركات على أسعار سياراتها.
وعصفت حملات المقاطعة، بمبيعات السيارات وحركة البيع والشراء داخل السوق، وتسببت فى حالة من الركود والكساد والجمود خلال شهرى فبراير ومارس.
ثم عادت الحركة والنشاط من جديد داخل القطاع بداية أبريل، عندما حدثت انفراجة فى مبيعات السيارات واستمرت حتى مايو 2019، إلى ان بدأ منحنى السوق في النزول مرة أخرى بعد تراجع الطلب على السيارات.
وأصدرت وزارة الاتصالات، قرارًا بمنع دخول السيارات التي تحمل شريحة داخل جهاز الملاحة gps من المنافذ الجمركية لتمثل تحديًا جديدًا امام الوكلاء ، مما أسفر عنه عودة التكدس والزحام داخل المنافذ بسبب الفواتير واجهزة التتبع.
بعد ذلك، أعلنت شركات السيارات خفض الأسعار، وأطلقت العديد من العروض الترويجية لتنشيط المبيعات وتحفيز المستهلكين على الشراء.
ثم تحولت وجهة الحكومة المصرية، إلى مركبات الطاقة النظيفة متتبعة نهج الأسواق العالمية فى التحول إلى السيارات الكهربائية، واتخذت خطوات جادة في تطوير منظومة النقل الجماعى، وإدخال مركبات كهربائية لأسطول النقل العام، إذ أخضعت أول أتوبيس كهربائى للتشغيل التجريبى، كما تعتزم التجميع المحلى.
ــ تغير سعر البنزين لأول مرة فى تاريخ مصر بالتخفيض
ــ قرار وقف سير “التوكتوك” فى الشوارع
ــ الإعلان عن إحلال وتجديد مركبات “الباص” و”الميكروباص” التى تعدى عمرها 20 عاماً
ــ تطبيق الشريحة الإلكترونية فى المرور ومتابعة خط السير
ــ ظهور مكثف لمحطات شحن الكهرباء فى أماكن مختلفة بالجمهورية
ــ حالة انعدام للوزن وتغيرات مرتقبة لرابطة مصنعى السيارات ومجلس معلومات سوق السيارات “الأميك” بعد تدنى مستوي الأخير بشكل ملحوظ
ــ لقاءات ومشاورات لكبرى الشركات العالمية وعلى رأسها تويوتا وفولكس فاجن لزيادة تواجدها فى السوق المحلى والاهتمام بالتصدير
ـ تغير مسار حملة “خليها تصدى” من الوقوف بجوار المستهلك، والمطالبة بسعر عادل لتتحول إلى تصفية حسابات وهرج ومرج
ــ الإعلان عن تطبيق الضبطية القضائية من قبل لجنة حماية المستهلك للحد من زيادة الأسعار
ـ عودة “الأوفر برايس” للأسواق من جديد مع زيادة حجم الطلب على بعض الأنواع وندرتها
ــ ارتفاع غير مسبوق وتغير مسار السوق من منتج آسيوى إلى منتج أوروبى
ــ توقف بعض المصانع الخاصة بمستلزمات الإنتاج
ــ عودة “مرسيدس بنز” للتجميع فى مصر والإعلان عن مصنعها
ــ تصدير موتوسيكلات وتروسيكلات تعمل بالكهرباء للمرة الأولى
ــ ترقب تطبيق الصفر جمرك على المنتجات التركية مطلع العام الجديد 2020
ــ شائعة إصدار الضريبة الموحدة وانتظار تطبيقها
ــ حالة من الغضب والنفور من قبل المصنعين لعدم إصدار حوافز التصنيع حتى الآن.. وظهر هذا واضحاً خلال قمة “إيجيبت أوتوموتيف” الأخيرة لعام 2020
ــ تركيز كامل وانحياز للإنتاج الحربى على تصنيع أوتوبيسات وسيارات تعمل بالكهرباء
ــ تعديل وزارى جديد شهد تغيير وزيرى “التجارة والصناعة” و”الاستثمار”
ـ زيادة الحد الائتمانى للإقراض ليصل إلى 50% من الدخل
أكثر من 30 حدثاً فعلياً شهده سوق السيارات خلال عام 2019، مما أربك حسابات العاملين فيه، أحداث دراماتيكية كفيلة بأن تهوى بسوق السيارات المصر، إلا أنه مازل متماسكاً وبشكل قوى، برفع سقف التحدى، وزاد من إصرار الشركات على البقاء.
ومع وجود حالة من التفائل بشكل كبير لعام جديدة ربما سيسجل نمو ملحوظ فى المبيعات وربما أيضاً سيشهد زيادة فى حجم الصادرات من مستلزمات الانتاج والسيارات الكاملة الكل يترقب ما سيسفر عنه عام 2020 اميلين أن يخرج الجميع من الكبوة فتفاءلوا خيراً تجدوه.