الخوف من تعريفة ما بعد الخروج يجبر الشركات على إعادة التفكير في الاعتماد على الأسواق الخارجية
يعيد المصنعون في بريطانيا تقييم اعتمادهم على الأسواق الخارجية حيث يواجهون خطر الرسوم الجمركية في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ووضعت شركة صناعة السيارات اليابانية “نيسان” خططًا للانسحاب من أوروبا القارية ومضاعفة عملياتها في مصنعها في سندرلاند إذا أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم جمركية على الصادرات.
لكن بالنسبة للمصنعين الآخرين في المملكة المتحدة، قد يكون هذا المسار مستحيلًا.
ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن المشكلة بالنسبة للعديد من المجموعات التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها تكمن فى اعتمادها على توريد أو استيراد السلع من الخارج لتصنيع منتجاتها وضرورة البيع للأسواق الخارجية لجلب إيرادات كافية للبقاء على قيد الحياة.
قال ستيفن بيبسون، رئيس لمبادرة “مايك يوكيه” والذى يمثل مصالح المصنعين البريطانيين، إن الصناعة تعتمد على سلاسل التوريد العالمية مما يعني أنه من الصعب على الشركات الكبيرة أن تصدر المواد من داخل المملكة المتحدة فقط.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه سيكون من الصعب أيضًا تجاهل الأسواق الخارجية حتى لو تم فرض رسوم جمركية، لأن بعض المنتجات ستصنع دائمًا في الخارج.
وقال بيبسون، “لا توجد وسيلة لأن نكون منافسين في مجال الإلكترونيات الاستهلاكية ضد الصين”.
وفي صناعة الملابس على سبيل المثال، يتم استيراد أكثر من 90% من البضائع التي يشتريها المستهلكون.
وقال آدم مانسيل، رئيس رابطة الأزياء والنسيج البريطانية، “ليس لدينا صناعة للغزل، لذلك علينا استيراد المواد الخام”.
وأضاف “لكي يتخلى المصنعون البريطانيون عن اعتمادهم على الأسواق الأجنبية فإن ذلك يتطلب استثمارًا كبيرًا في البنية التحتية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشركات البريطانية الأساسية تعتمد أيضًا على الأسواق الخارجية.
ومن المقرر أن تبدأ مفاوضات بريطانيا الرسمية مع الاتحاد الأوروبي حول التجارة في مارس المقبل.
وترغب المملكة المتحدة فى التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة على الطراز الكندي، والتي تبتعد عنها عن قواعد الاتحاد الأوروبي.
لكن الكتلة الموحدة لا تزال تعارض أي شيء يقوض بشكل غير عادل الشركات في الكتلة لصالح المملكة المتحدة الأمر الذى يعني أن آمال بريطانيا في التوصل إلى صفقة معفاة من الرسوم الجمركية ومعفاة من الحصص بشأن التجارة مع الاتحاد الأوروبي قد تكون خيالية، أو قد تضطر المملكة المتحدة على الأقل إلى تقديم بعض التنازلات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى لا يلغي فيه اتفاق التجارة للاتحاد الأوروبي مع كندا القيود المفروضة على الحصص والتعريفات الجمركية على بعض السلع بشكل كامل.
وأعلنت بروكسل أن بريطانيا لا يمكنها أن تقارن نفسها مع كندا بسبب قربها الكبير وعلاقتها التجارية الأكبر مع المنطقة.
وقال آدم هينزورث، مدير مجموعة”يوركشاير” إنه من المنطقي أن تبيع الشركة حوالي نصف المواد التي تنتجها في الخارج وخاصة العملاء الآسيويين والأوروبيين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى تأتى واردات الشركة من الغزل لصناعة القماش من الخارج، حيث قام معظم مصنعي النسيج الذين كانوا يتغلغلون في مدن شمال بريطانيا بتحويل الإنتاج إلى جنوب شرق آسيا بسبب تباطؤ تكاليف العمالة .
وقامت مجموعات مثل “جو آند سيفز” بنقل بعض الموردين إلى المملكة المتحدة بعد التصويت على خروجها من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
وكشفت بيانات “فاينانشيال تايمز” أنه يتم الآن الحصول على حوالي 80% من مكونات الشركة وتعبئتها من المملكة المتحدة ارتفاعًا من حوالي 60% قبل الاستفتاء.
وقال المؤسس المشارك آدم سوفر، لدى “جو آند سيفز” إنه تم الحصول على بعض العبوات في السابق من موردين في هولندا وآسيا والكثير منها جاء إلى المملكة المتحدة.
وينبغى استيراد المكونات الخام مثل الفانيليا والذرة بسبب مناخ بريطانيا، والذى لا يتناسب مع زراعة المحاصيل والإنتاج.
وفي الواقع، يتم استيراد حوالي نصف الغذاء في المملكة المتحدة مع ما يقرب من 30% يأتى من الاتحاد الأوروبي وفقا للأرقام الحكومية.
ويعتمد المصنّعون في صناعات الصلب والكيماويات أيضًا على المواد الخام المستوردة من الخارج.
وتنتج “بريتش ستيل أند تاتا” لصناعة الصلب باستخدام مزيج من خام الحديد وفحم الكوك وعادة ما يتم استيرادهما من البرازيل وأستراليا.
وقال ستيفن إليوت، رئيس جمعية الصناعات الكيماوية، إن النهج الانعزالي لا يصلح لنا ولا يمكن مجرد التفكير في شركة عضو فى الاتحاد الأوروبى لا تصدر ما لا يقل عن 50 أو 60% من إنتاجها.