صعدت المملكة العربية السعودية حربها فى أسعار البترول مع روسيا اليوم الثلاثاء، حيث تعهدت شركتها “أرامكو” المملوكة للدولة بتوفير رقم قياسى بلغ 12.3 مليون برميل يومياً الشهر المقبل لإغراق السوق.
وذكرت وكالة أنباء “بلومبرج”، أن الزيادة فى الإنتاج بأكثر من 25% عن الشهر الماضى يشير إلى أن المملكة تستغل مخزوناتها الاستراتيجية لإغراق السوق بأكبر قدر ممكن من الخام وبأسرع ما يمكن، وكشفت بيانات الوكالة الأمريكية، أن المملكة العربية السعودية أنتجت حوالى 9.7 مليون برميل يوميًا فى فبراير الماضى.
وأشارت “بلومبرج” إلى أن هذه الخطوة بمثابة أحدث مناورة فى ما ستكون حرباً طويلة ومريرة بين روسيا والسعودية، وردت موسكو فى غضون دقائق فيما بدا أنه حرب كلامية، حيث قال وزير الطاقة فى البلاد ألكسندر نوفاك، إن موسكو لديها القدرة على زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا وقد يصل إنتاج البلاد إلى 11.8 مليون برميل يوميًا.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة على الأمر أن الرياض تستخدم مخزوناتها النفطية الاستراتيجية لزيادة الإمدادات فى وقت قصير للغاية.
وقال بوب ماكنالى، مؤسس مجموعة “رابيدان” للطاقة ومسئول سابق فى البيت الأبيض: “مرحبًا بك فى السوق الحرة إن العالم على وشك أن يتعلم بسرعة كبيرة مدى أهمية المنتج البديل للاستقرار، ليس فقط بالنسبة لسوق البترول العالمى، ولكن للاقتصاد الأوسع والجغرافيا السياسية”.
ومنذ عقود من الزمن، تم تنظيم سوق البترول إلى حد كبير أولاً من قبل الأمريكيين الذين حددوا حصص الإنتاج لشركاتهم النفطية فى النصف الأول من القرن العشرين، ثم بعد ذلك من قبل منظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”.
خلال ذلك الوقت، عملت واشنطن و”أوبك” فى وقت لاحق كمنتجين متقلبين، حيث زادت الإنتاج فى أوقات الشح وخفضت فى أوقات انخفاض الطلب للحفاظ على استقرار الأسعار.
ومع انخفاض الطلب على البترول بسرعة بسبب التأثير الاقتصادى لوباء فيروس “كورونا” من المحتمل أن يجبر ارتفاع الإنتاج السعودى الذى يعقبه احتمال آخر من روسيا شركات البترول على تخزين الخام بدلاً من معالجته.
وذكرت وكالة الطاقة الدولية، فى وقت سابق الأسبوع الحالى أن الطلب العالمى على البترول سوف ينكمش هذا العام لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية فى عام 2009، وأعربت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى عن قلقها بشأن حرب أسعار البترول بين دولتين من أقوى الدول النفطية فى العالم.
وفى صباح اليوم الاثنين، نددت وزارة الطاقة الأمريكية فى بيان نادر بمحاولات الجهات الفاعلة الحكومية التلاعب وإحداث صدمة فى أسواق البترول، وحتى فى الوقت الذى عزز فيه الجانبان الإنتاج وحرب الكلام قال نوفاك، إن الباب لم يغلق أمام المحادثات المستقبلية.