من المتوقع أن يمارس منتجو النفط في مجموعة أوبك+، بقيادة السعودية وروسيا، ضغوطا على المكسيك يوم الجمعة لإبرام اتفاق خفض جماعي للإنتاج بمقدار عشرة ملايين برميل يوميا، قبل أن يطلبوا من دول أخرى تنفيذ تخفيضات بواقع خمسة ملايين برميل يوميا.
وحثت الولايات المتحدة على تعاون عالمي لإعطاء دفعة لأسواق النفط التي انهارت بعد تسارع جائحة كورونا في مارس آذار ولجوء منتجين لحرب أسعار بعد الإخفاق في الاتفاق على كيفية دعم الأسعار.
وتراجعت أسعار النفط يوم الخميس على الرغم من اقتراب أوبك من اتفاق إذ تسببت أوامر بفرض إجراءات عزل عام في أنحاء العالم في سلب الحياة من الاقتصاد العالمي، ويعتقد متعاملون أنه حتى تنفيذ خفض مجمع قدره 15 مليون برميل يوميا لن يقدم سوي القليل لتحقيق الاستقرار في السوق.
والأسواق مغلقة يوم الجمعة في عطلة الجمعة العظيمة في المراكز الكبرى. لكن يوم الخميس، جرى تداول خام برنت، الذي بلغ أدنى مستوى في 18 شهرا الشهر الماضي، عند نحو 32 دولارا للبرميل، وهو ما يقل بواقع النصف عن المستوى المسجل في نهاية 2019.
وبعد محادثات يوم الخميس، حددت أوبك وروسيا وحلفاء آخرون خططا لخفض الإنتاج بأكثر من الخُمس وقالوا إنهم يتوقعون انضمام الولايات المتحدة ومنتجين آخرين إلى مسعاهم لتعزيز الأسعار.
وفي محادثة هاتفية منفصلة بعد الاجتماع، ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعرضوا أهمية التعاون بين الدول المنتجة للنفط.
وقال الكرملين عقب المحادثة الهاتفية مع منتجين آخرين ”جرى تأكيد الرغبة في تنسيق تحركات تهدف لتحقيق الاستقرار في وضع تجارة النفط العالمية والحد من التأثير السلبي لتقلب أسعار النفط على الاقتصاد العالمي“.
لكن المجموعة، المعروفة باسم أوبك+، قالت إن اتفاقا نهائيا يعتمد على مشاركة المكسيك في الاتفاق بعد أن رفضت تخفيضات النفط التي طُلب منها تنفيذها.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان لرويترز عبر الهاتف ”آمل في أن ترى (المكسيك) منافع هذا الاتفاق ليس للمكسيك فحسب بل للعالم أجمع. الاتفاق بالكامل يتوقف على موافقة المكسيك عليه“.
وخلال المحادثات، اقترحت المكسيك خفض إنتاجها النفطي بمقدار 100 ألف برميل يوميا خلال الشهرين القادمين، وقالت وزيرة الطاقة المكسيكية روسيو نالي في تغريدة إن بلادها ستخفض الإنتاج إلى 1.681 مليون برميل يوميا من 1.781 مليون برميل يوميا مسجلة في مارس آذار. وطُلب من المكسيك خفض الإنتاج 400 ألف برميل يوميا.
مخزونات قرب الامتلاء
وتظهر وثائق أوبك+ أن المجموعة تخطط لخفض جماعي قدره عشرة ملايين برميل يوميا في الفترة من مايو أيار إلى يونيو حزيران. وسيقلص جميع المنتجين الإنتاج بنسبة 23 بالمئة، مع خفض السعودية وروسيا 2.5 مليون برميل يوميا لكل منهما وتقليص العراق الإنتاج بما يزيد عن مليون برميل يوميا.
لكن تلك التخفيضات تستند إلى مستويات إنتاج كانت سائدة في وقت سابق. ورفعت السعودية إنتاجها في مارس آذار بعد فشل محادثات سابقة لدعم سوق النفط، وستنفذ حاليا خفضا قدره 3.8 مليون برميل يوميا إذا جرى التوصل لاتفاق.
وبموجب الخطط، ستخفف أوبك+ الخفض إلى ثمانية ملايين برميل يوميا في الفترة من يوليو تموز إلى ديسمبر كانون الأول وستخفضه أكثر إلى ستة ملايين برميل يوميا في الفترة من يناير كانون الثاني 2021 إلى أبريل نيسان 2022 حسبما تُظهر الوثائق.
وجرت دعوة الولايات المتحدة، التي ارتفع إنتاجها ليتخطى إنتاج السعودية وروسيا، إلى محادثات أوبك+ التي جرت يوم الخميس لكن لم يتضح ما إذا كانت شاركت في المؤتمر الذي عُقد بالفيديو. كما جرت دعوة البرازيل والنرويج وكندا أيضا.
وستوسع السعودية مساع لدعم قطاع النفط العالمي حين تستضيف اجتماعا استثنائيا عبر الفيديو بحلول الساعة 1200 بتوقيت جرينتش يوم الجمعة لوزراء الطاقة من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى.
وقال الأمير عبد العزيز إنه يتوقع مشاركة منتجين آخرين في المسعى العالمي لخفض إمدادات النفط بهدف تحقيق استقرار في أسواق الخام، لكنه قال ”سيفعلونها بطريقتهم الخاصة“.
وشكك جولدمان ساكس فيما إذا كانت التخفيضات التي تخضع للنقاش ستكون كافية لتعويض تراجع الاستهلاك، إذ يضع تقديرات بأن فيروس كورونا سيقلص الطلب بواقع 19 مليون برميل يوميا في الفترة من أبريل نيسان إلى مايو أيار.
وقال محللون في بنك الاستثمار الأمريكي ”تلك التخفيضات، إذا جرى الاتفاق عليها… ستظل محدودة جدا ومتأخرة جدا لمنع انخفاض الأسعار في الأسابيع المقبلة مع وصول سعة التخزين إلى التشبع“.
المصدر: رويترز