قال ريتشارد كلاريدا، نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، يوم الثلاثاء، إن معدل البطالة في الولايات المتحدة يمكن أن يرتفع إلى أسوأ مستوى له منذ أربعينات القرن الماضي، في وقت يسير فيه الاقتصاد في طريقه للانكماش الحاد في الربع الثاني من هذا العام، بسبب وباء كوفيد-19.
وأضاف كلاريدا في مقابلة مع شبكة “سي أن بي سي” الإخبارية الأمريكية “إننا نعيش أكثر حالات الانكماش حدة في النشاط “الاقتصادي”، مع ارتفاع معدلات البطالة التي نشهدها في حياتنا”.
وأوضح قائلا “إن معدل البطالة سيرتفع إلى أرقام لم نرها على الأرجح منذ أربعينات القرن الماضي”، مضيفا أن حوالي 30 مليون أمريكي قدموا طلبات للحصول على مساعدات البطالة في الأسابيع الستة الماضية.
ومضى كلاريدا يقول “إذن، هذا ليس ركودا بالمعنى المُعتاد. سيكون انكماشا حادا جدا، بالتأكيد في الربع الثاني”، مشيرا إلى أن سوق العمل ستستغرق بعض الوقت حتى تتعافى تماما من هذه الصدمة.
وبينما سيكون مسار الاقتصاد الأمريكي معتمدا على مسار الفيروس وجهود التخفيف من آثاره، قال كلاريدا إنه يعتقد أن الانتعاش يمكن أن يبدأ في النصف الثاني من العام.
وقال “هناك قدر كبير من عدم اليقين في الوقت الحالي، وأنا خبير اقتصادي، ولست اختصاصيا في علم الأوبئة، وأرى أننا يجب أن نكون متواضعين بالشكل المناسب، ونحن نتنقل في هذه الفترة”.
كانت وزارة التجارة الأمريكية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولايات المتحدة، في الربع الأول من العام، قد تقلص بمعدل سنوي قدره 4.8%، في ظل تداعيات كوفيد-19، وهو أكبر انخفاض فصلي منذ الأزمة المالية لعام 2008.
على الصعيد نفسه، قال اقتصاديان في بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو يوم الثلاثاء إن معدل البطالة الحقيقي يمكن أن يرتفع إلى ما بين 25.1% و34.6% في أبريل، مُستشهدَين بمقياس جديد لقلة الاستخدام في سوق العمل، مصمم خصيصا لأزمة كوفيد-19.
وكتب الاقتصاديان في البنك أعلاه، جيسون فابرمان وآسثا راجان في مدونة أن “معدل البطالة الرسمي لا يشمل جميع العمال الذين يواجهون ظروف عمل معاكسة”.
وكتبا أيضا “أن الدلائل تشير إلى أن الخسائر في مجال التوظيف من المحتمل أن تصل إلى عشرات الملايين، ولكن العديد من الأفراد يجدون صعوبة في البحث النشيط عن عمل، أو أن يكونوا متاحين للعمل، وبالتالي، يُصنّفون على أنهم عاطلون عن العمل”.