ربما تكون هذه اللحظة هي لحظة إيلون ماسك، أو على الأقل لحظة ازدهار رؤيته للاستخدام الجماهيري للمركبات الكهربائية.
يتوقع تقرير جديد صادر عن شركة “كيرن إنرجي” للأبحاث التي تركز على صناعة البطاريات والمركبات الكهربائية، تسجيل ارتفاع كبير في مبيعات المركبات الكهربائية عام 2021، إذ تقدم دول العالم برامج جديدة لتشجيع المستهلكين على شراء المركبات العاملة بالبطارية.
وقدرت “كيرن إنرجي” إمكانية ارتفاع المبيعات العالمية من المركبات الكهربائية بنسبة 36% في 2021 ، لتصل إلى 3 ملايين مركبة للمرة الأولى على الإطلاق.
قال المدير الإداري لشركة “كيرن إنرجي”، سام جافي : “ثمة طلب مكبوت على السيارات الكهربائية. فنحن سنرى مجموعة من العوامل تجعل عام 2021 نقطة تحول في عالم بيع السيارات الكهربائية”.
ويعتقد جافي أن أكبر عاملين سيثيران الطلب على السيارات الكهربائية هما الأسواق في أوروبا والصين.
فالصين تعتبر بالفعل أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم، حيث تم تصنيع مليون موديل يعمل بالبطارية في هذا البلد العام الماضي.
ويتوقع المحلل في “برنشتاين”، مارك نيومان، ارتفاع إنتاج المركبات الكهربائية إلى 1.3 مليون وحدة على الأقل. ويمكن أن يصل هذا الرقم إلى 1.5 مليون وحدة، اعتمادا على ظروف السوق هذا العام.
ورفع المحلل في “ويدبوش” للأوراق المالية، دان إيفاس، سعره المستهدف لأسهم شركة “تسلا” من 600 دولار إلى 800 دولار، قائلا: “لا نزال نعتقد أن الطلب على السيارات الكهربائية في الصين بدأ يتسارع مع تنافس تسلا مع عدد من المنافسين المحليين والدوليين للحصول على هذه الحصة السوقية”.
وفي الوقت نفسه، تتوقع “كيرن إنرجي” تسجيل أكبر نمو في مبيعات المركبات الكهربائية العام المقبل في أوروبا. ويرجع ذلك في الأساس إلى التزام حكومات الاتحاد الأوروبي بخفض الانبعاثات الكربونية، وهو التزام يدفع دول، مثل فرنسا، إلى إعلان حوافز جديدة لإقناع السكان بشراء المركبات الكهربائية.
وفي ظل إعلانه عن مكافأة جديدة للأفراد الذين يقدمون على شراء المركبات كهربائية، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن رغبته في أن تصبح فرنسا أكبر منتج للسيارات النظيفة في أوروبا.
ونقلت شبكة “سي.إن.بي.سي” الأمريكية عن المدير الإداري لـ”كيرن إنرجي” جافي قوله إن ثمة موجة من إنتاج المركبات الكهربائية ستظهر في أوروبا وستقود إلى تسجيل مبيعات أكبر.
بالنسبة للولايات المتحدة، من المتوقع نمو مبيعات المركبات الكهربائية خلال العام المقبل مع طرح المزيد من نماذج السيارات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرة ليست الأولى التي يتم التنبؤ فيها بتسجيل ارتفاع كبير في مبيعات المركبات الكهربائية. ففي الأعوام الأخيرة كان الكثير من هذه التوقعات المتفائلة للغاية بشأن استعداد العامة للانتقال من السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل إلى الطرازات العاملة بالبطاريات.
وفي أكتوبر عام 2018، قدرت مؤسسة “جي.بي مورجان” المصرفية الأمريكية أن السيارات الكهربائية ستستحوذ على نحو 4% من كافة السيارات المباعة في العالم في عام 2020، ولكن بالنظر إلى ما سيحدث في بقية هذا العام، من المرجح أن تشكل مبيعات السيارات الكهربائية ما يقرب من 3% من إجمالي مبيعات السيارات.
ويعتقد جافي، أيضا أن تباطؤ اقتصادات العالم قد يؤثر على الطلب على الدوائر الكهربائية للسيارات الكهربائية، مشيرا إلى أن ثقة المستهلك هي المفتاح، فإذا لم يكن الناس واثقين من وظائفهم أو اقتصادهم، فسيفكرون مرتين قبل شراء سيارة جديدة.