تسعى الأجزاء الأكثر خطورة من العالم النامى، للعودة مرة أخرى إلى أسواق الدين العالمية، حيث تتولى الشركات الآسيوية مركز القيادة.
قالت وكالة أنباء “بلومبرج”، إن المقترضين في آسيا، ممن تنطوى عملياتهم على خطورة كبيرة، يتجهون مرة أخرى إلى بيع الديون الخارجية، مما يمهد الطريق أمام بائعى السندات الآخرين فى الأسواق الناشئة وسط التفاؤل الذى يدور حول إعادة فتح الاقتصادات وتحفيز النمو العالمي.
وفى الوقت الذى سجل فيه الطلب على السندات ذات التصنيف العالى، بما في ذلك الديون الصينية المقومة بالدولار، ارتفاعات جديدة الشهر الماضي، يجد المقترضون غير المرغوب فيهم أيضاً طرقاً للبيع.
وتعتقد مؤسسة “بي إن بي باريبا أسيت ماندجمينت”، أن هذا الأمر يعتبر دليلاً على التمييز بين المقترضين من العالم النامي، حيث يقدم المستثمرون الآسيويون المحليون الدعم للشركات عالية الاستدانة في المنطقة.
وقال كبير خبراء الاستثمار في ديون الأسواق الناشئة لدى “بي إن بي باريبا أسيت مانجمينت” في هونج كونج، كاران تالوار: “في أبريل، شهدنا عودة الأسواق ذات العائد المرتفع في آسيا، بينما لم نشهد ذلك حتى الآن في أمريكا اللاتينية أو الشرق الأوسط أو أفريقيا”.
وأوضح أن هؤلاء المقترضين حققوا نجاحا أكبر، نظراً لكونهم مدعومين بطلب المستثمرين المحليين، مشيراً إلى أن المقترضين الصينيين، الذين توافدوا على الأسواق الخارجية في السنوات الأخيرة، سيطروا على عالم السندات دون الدرجة الاستثمارية في آسيا.
وأوضحت البيانات التي جمعتها “بلومبرج” أن شركات وحكومات الأسواق الناشئة جمعت أكثر من 292 مليار دولار من خلال مبيعات السندات المقومة بالدولار هذا العام، مشيرة إلى أن نضوب إصدار السندات في مارس الماضي، حيث اتضحت مخاطر فيروس كورونا وضعف أسعار البترول في ذلك الوقت.
وأظهرت البيانات أنه في الوقت الذي ارتفعت فيه كمية الأموال المجمعة من مبيعات السندات المقومة بالدولار في الأسواق الناشئة إلى مستوى قياسي خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، مدعومة بارتفاع حجم الإصدارات الجديدة في بداية العام، انخفض عدد البائعين إلى أدنى مستوى له في 4 أعوام، مما يسلط الضوء على كيفية تمييز الدائنين بشكل أكبر بين الديون ذات الدرجة الاستثمارية والديون ذات العائد المرتفع.
وذكرت “بلومبرج”، أن عودة أسواق الديون الدولارية في أوروبا وأمريكا اللاتينية لاتزال أكثر تردداً، مما يعكس حقيقة أن الاقتصادات الآسيوية التي تأثرت بالوباء في وقت أبكر من غيرها كانت قادرة على إعادة فتح أبوابها قبل الأسواق الأخرى.
ومع ذلك، باعت شركة البترول البرازيلية “بتروبراس” سندات تصل قيمتها إلى 3.25 مليار دولار هذا الأسبوع، لتصبح بذلك أول شركة برازيلية تبيع سندات دولارية منذ تفشي الوباء.
وربما تكون عملية البيع هذه دليلاً على عودة الشركات الأقل تصنيفاً إلى الأسواق قريبا، وفقا لما قاله عدد من الخبراء استراتيجيين لدى “سيتي جروب جلوبال ماركتس”، منهم إريك أولوم، ودوناتو جيرينو، وأيوتى ميتترا.
كتبت: دعاء البرعى