يواجه الاقتصاد الأمريكي الأكبر في العالم صراعا غير مسبوق، ما بين محاولات إنهاء الإغلاق وحث الشركات على الاحتفاظ بالعمالة وإعادة التشغيل، وبين مواصلة إحكام السيطرة على تفشي جائحة فيروس “كورونا” المستجد الذي يعصف بالمجتمع منذ بداية مارس الماضي.
وعلى صعيد البيانات، كشفت وزارة العمل الأمريكية في تقريرها اليوم الخميس، أن الاقتصاد أضاف 4.8 مليون وظيفة خلال يونيو الماضي، ما يفوق توقعات المحللين الذين رجحوا أن يضيف ثلاثة ملايين وظيفة فقط.
ووفقا لتقرير أخر لوزارة العمل، فإنه للاسبوع الخامس عشر على التوالي منذ بداية أزمة جائحة “كورونا” في الولايات المتحدة في مستهل مارس الماضي، ما زال عدد المتقدمين للحصول على إعانة ضد البطالة لأول مرة يتجاوز المليون شخص، حسمبا نشرت شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية.
وحسب التقرير، ارتفعت طلبات إعانة البطالة بـ 1.427 مليون خلال الأسبوع المنتهي في السابع والعشرين من يونيو الماضي، في حين كان متوقع وصوله عند 1.38 مليون.
وبلغ إجمالي عدد الأشخاص الذين تقدموا للحصول على طلب إعانة البطالة خلال الخمسة عشر أسبوعا منذ بدء تفشي الفيروس في الولايات المتحدة في منتصف مارس الماضي نحو 48.634 مليون طلب.
ووفقا لبيانات “موديز” و”إيه دي بي” أضاف القطاع الخاص الأمريكي 2.36 مليون وظيفة خلال يونيو، في مقابل توقعات بأن يضيف 2.85 مليون وظيفة، بعد أن أضاف 3.06 مليون وظيفة في مايو.
وكشف محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، عن قلق العديد من أعضاء لجنة السوق المفتوحة بالفيدرالي عن قلقهم إزاء عدم اليقين المتزايد بشأن الاقتصاد الأمريكي.
وتوقع الفيدرالي عدم رفع الفائدة قبل عام 2022، كما خفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي إلى انكماش بنسبة 6.5% هذا العام ثم نمو بنسبة 5% عام 2021 ونمو بنسبة 3.5% عام 2022.
وأبدى أعضاء الفيدرالي حذرا بشأن عدم اليقين غير العادي والمخاطر المتزايدة على الاقتصاد في ظل أزمة فيروس “كورونا”.
وأوضحت مضبطة الاجتماع أيضا عن أن البنك المركزي يرى أن الدعم المالي من الكونجرس للأسر والشركات والاقتصاد في أمريكا ربما لا يكون كافياً لدرء مخاطر “كورونا”.
وبخصوص تطورات الإصابة بكورونا، أظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية اليوم /الخميس/، أن عدد المصابين بفيروس “كورونا” المستجد تخطى حاجز الـ 10 ملايين و829 ألف إصابة حول العالم، مع نحو 520 ألف حالة وفاة جراء الوباء، كما تم شفاء أكثر من 6 ملايين حالة.
أما الولايات المتحدة فسجلت أمس /الأربعاء/ أسوأ يوم على الإطلاق منذ بداية جائحة “كورونا”، حيث قفزت حالات الإصابة بفيروس “كورونا” فيها بنحو 53 ألفا، لتسجل أكبر زيادة يومية منذ بدء الجائحة، فيما فقد 700 شخص أرواحهم خلال الـ24 ساعة الماضية جراء الاصابة، وفقا لبيانات جامعة “جونز هوبكنز”.
وزاد إجمالي الإصابات في الولايات المتحدة بسبب كورونا إلى نحو 2.7 مليون، وبلغ إجمالي الوفيات 128 ألفا و28.
وذكر كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الدكتور “أنتوني فوتشي”، في تصريحات أمام أعضاء الكونجرس إنه لن “يفاجأ” إن ارتفع عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في البلاد إلى 100 ألف حالة يوميا، محذرا من مخاطر عدم إلتزام عدد كاف من الأمريكيين بارتداء الكمامة وبالتباعد الاجتماعي.
وتخطى عدد الإصابات 40 ألفا في يوم واحد، للمرة الرابعة خلال الأيام الخمس الماضية.
وبحسب شبكة “سي إن إن”، دفع ارتفاع عدد الإصابات خاصة في الولايات الجنوبية والغربية، 16 ولاية أخرى إلى وقف أو تغيير خطط رفع الإغلاق، وفرضت بعض الولايات تدابير جديدة بعد شهر على بداية عودة حياتها الاقتصادية.
فيما أضاف “أندرو كومو” حاكم ولاية نيويورك، عددا من الولايات التي يفترض على الوافدين منها عزل أنفسهم 14 يوما عند زيارة الولاية، لتصبح القائمة مؤلفة من 16 ولاية، وهو ما يعني 48% من مجمل سكان الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة “يو أس أيه توداي”.
وتشكل الولايات المتحدة أربعة في المائة من سكان العالم، إلا أن عدد الإصابات والوفيات لديها يمثل حوالي 25 في المائة من الإجمالي العالمي.
ولجأ حكام الولايات الأمريكية الأشد تضررا لوقف أو إلغاء إجراءات إعادة فتح اقتصاداتها مثل كاليفورنيا، وهي أكبر الولايات سكانا.
وانتقل مركز الوباء الجديد في الولايات المتحدة من الشمال الشرقي إلى كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو في الغرب إلى جانب تكساس وفلوريدا وجورجيا.
المصدر: أ ش أ