%67 من المشاركين فى الاستطلاع يرون أن الابتكارات الرقمية ستحدث تحولاً جذرياً أو ستؤدى إلى تغير كبير فى سوق البنية التحتية خلال العامين القادمين
%57 من المشاركين فى الاستطلاع تجاوزوا تأخر ورود الدفعات من العملاء من بين التحديات الـ5 الكبرى التى تواجههم
%83 من المشاركين فى الاستطلاع يوافقون على أهمية تمويل القطاع الخاص
%52 من المشاركين أشاروا إلى أن إدارة المخاطر والتغيير تعد واحدة من أكثر 5 تحديات داخلية تواجههم فى مؤسساتهم
أدى الهبوط الحاد فى أسعار النفط والأثر الذى تركته جائحة فيروس كورونا المستجد إلى مرور قطاع المشاريع الكبرى والبنية التحتية في الشرق الأوسط بمرحلة صعبة فى ظل أوضاع تهدد السوق، مما أدى إلى إلغاء عدد من المشاريع أو تعليق العمل عليها مؤقتاً.
وأجرت بى دبليو سي للاستشارات في هذا السياق آخر استطلاع لها حول المشاريع الكبرى والبنية التحتية في الشرق الأوسط خلال الفترة بين فبراير وأبريل 2020، بصدد رصد آراء الرؤساء والقادة لهذا المجال ومدى تعاملهم مع هذا المشهد في ظل هيمنة الجائحة وآثارها على خططهم الاستراتيجية، حيث تمت عملية جمع البيانات استناداً إلى الفترة التى تسبق تفشى الجائحة في منطقة الشرق الأوسط، أي قبل تاريخ 3 مارس 2020، إلى فترة ما بعد انتشارها، أي بعد 3 مارس 2020.
ويوضح الاستطلاع، أن الصدمة الاقتصادية الناتجة عن الجائحة والمقرونة بانخفاض أسعار النفط أجبرت هذا القطاع على التعاطى مع مشكلات قديمة مثل تراخى منظومة إدارة المشاريع وعدم كفاية الدور الذي تؤديه التقنية في هذا القطاع.
وعند سؤال المشاركين في الاستطلاع عن أهم التحديات التي تواجه المؤسسات العاملة في المنطقة، أشار 52% منهم إلى أن إدارة المخاطر والتغيير تعتبر واحدة من أهم التحديات الداخلية الـ5 التي تواجه مؤسساتهم، بينما جاء الأداء المالي (بنسبة 40%) في المركز الثالث بين أهم التحديات الداخلية، بينما قال 37% من المشاركين أن التمويل مازال يمثل مشكلة بالنسبة لهم.
وعلى صعيد التحديات الخارجية، أشار 57% من المشاركين إلى أن تأخر صرف الدفعات من العملاء مازال يمثل تحدياً ولم تتغير النتائج كثيراً بين العينة المجموعة قبل 3 مارس وبعده، مما يؤكد على استمرار مشكلة تأخر الدفعات في القطاع بسبب طول سلاسل التوريد.
ومن ناحية أخرى، يوجد فارق ملحوظ بين نتائج ما قبل 3 مارس وما بعده فيما يتعلق بتقلبات السوق التى احتلت المركز الثانى بين التحديات الخارجية الكبرى بنسبة 50% من المشاركين في الاستطلاع.
ويكشف الاستطلاع، أن الجائحة قد دفعت المؤسسات إلى تبنى واعتماد التقنيات الرقمية فى أداء مهامها وعملياتها، حيث يرى 67% من المشاركين فى الاستطلاع أن الابتكارات الرقمية ستحدث تحولاً جذرياً (29%) أو ستؤدى إلى تغير كبير (38%) في سوق البنية التحتية خلال العامين القادمين.
وأدت جائحة فيروس كورونا أيضاً إلى بلورة المفاهيم المتعلقة بأهم 5 تقنيات قد تغير من معالم القطاع في العامين القادمين، حيث يرى ثلثا المشاركين (66%) فى عينة ما بعد 3 مارس 2020 أن الذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى من بين أهم 5 تقنيات لديهم، مقارنة بنسبة 50% فقط في عينة ما قبل تفشي كوفيد 19، ويبدو أن وقت العمل قد حان ولم يعد الانتظار إلى أن تحين فرص أفضل لتطوير هذه التقنيات ومواجهة التحديات التشغيلية خياراً متاحاً.
وتعليقاً على الاستطلاع، قال أندرو ستيد، شريك في قطاع خدمات المشاريع الكبرى لدى بى دبليو سى الشرق الأوسط: “الرسالة العامة المستنبطة من هذا الاستطلاع واضحة، ومفادها أن التقنية ستكون هي آلية التمكين الرئيسية التي تمتلكها المؤسسات خلال رحلتها الرامية لتوفير التكاليف وتحسين الإنتاجية ورفع قيمة محافظها المالية ومواجهة التحديات الشاقة التي تلوح في الأفق أمامها”.
واتفق 83% من المشاركين في الاستطلاع على أهمية تمويل القطاع الخاص وهي نسبة تتماشى مع النسبة التي أظهرها استطلاع 2018 (80%)، ويعي المشاركون في الاستطلاع تماماً أن المشاريع الناجحة ستعتمد أكثر من أي وقت مضى على زيادة مشاركة القطاع الخاص ورفع كفاءة استثمار القطاع العام فى ضوء الأثر الذى خلفه انخفاض أسعار النفط وتفشي جائحة كورونا على ميزانيات الدولة.
وفي هذا الإطار، قال مارتين وولفز، مدير قطاع المشاريع الكبرى والبنية التحتية فى بى دبليو سي الشرق الأوسط، قائلاً: “سنشهد خلال العامين القادمين زيادة تدريجية في دول منطقة الشرق الأوسط التي تبحث عن طرق بديلة لجذب التمويل إلى المنطقة.
وعجلت الأزمة المزدوجة الحاجة إلى إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص، ومع تطلع الحكومات إلى خفض إنفاقها على المشروعات الكبرى، وبمعدلات أكبر مما سبق، نتوقع أن نرى ارتفاعاً آخر في تمويل القطاع الخاص بما يساعد على سد فجوة التمويل ودفع عجلة العمل في المشاريع”.