تراجع الاستيراد يضغط على السوق فى ظل زيادة الطلب على بعض الفئات
عادت الزيادات السعرية غير الرسمية المعروفة باسم «الأوفر برايس»، لتنتشر بين العديد من طرازات السيارات، رغم حالة الركود التى يشهدها السوق، منذ هجوم جائحة «كورونا».
وتعد قلة معروض السيارات، أحد أبرز الأسباب التى تؤدى إلى ظهور «الأوفر برايس»، وهو عبارة عن مبلغ مالى يقرره الموزعون وتتم إضافته على سعر السيارة الرسمى الذى حدده وكيل العلامة صاحبة الطراز مقابل التسليم الفورى، بدلاً من الانتظار لأشهر لاستلامها من الوكيل.
وربما يكون السبب فى بعض الحالات، طلب العميل لوناً محدداً للسيارة، أو ربما يكون بحجة كثرة الطلب عليها، ما أدى إلى نقصها بالسوق، وأحياناً من أجل الربح المادى.
قال عمر بلبع، رئيس شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنَّ ركود المبيعات الذى يشهده السوق فى الفترة الحالية بالإضافة إلى تقليص حجم الإنتاج العالمى من السيارات، دفع الوكلاء لاستيراد عدد أقل من السيارات ما نتج عنه نقص فى حصص الموزعين، الأمر الذى تسبب فى عودة ظاهرة «الأوفر برايس» على بعض الطرازات.
وأضاف «بلبع»، أن الموزعين والتجار لجأوا للأوفر برايس لتغطية التكاليف الثابتة والرأسمالية والمتمثلة فى تكاليف التشغيل ورواتب الموظفين والرسوم الضريبية، موضحاً أن الأزمة أرغمت التجار على رفع أسعار بعض السيارات تجنباً لتقليل العمالة أو غلق المعارض.
وأشار إلى أن الاتجاه لرفع اسعار السيارات الفترة الحالية يعد السبيل الأنسب أمام الموزعين لزيادة الإيرادات وتعويض الخسائر وتغطية المصاريف وليس بديلاً لزيادة الأرباح، وذلك للحفاظ على مكانتهم فى السوق فى ظل تباطؤ المبيعات وانهيار أوضاع السوق المحلية، نافياً احتمالية تراجع مبيعات السيارات إثر ظهور الأوفر برايس نظراً إلى تطبيقه على بعض الأنواع، فضلاً عن أن آلية العرض والطلب من أهم المتحكمات فى السوق.
«بلبع»: المبالغ المضافة تستهدف تغطية تكاليف التشغيل ورواتب الموظفين
ولفت رئيس شعبة السيارات إلى تعافى السوق المحلى بعض الشىء تزامناً مع بدء تلاشى الآثار السلبية لأزمة كورونا العالمية، عقب تقليص فترات حظر التجوال، وهو ما سمح للمستهلكين بتوفير أوقات أطول لشراء السيارات على مدار اليوم، كاشفاً زيادة حركة المبيعات بنسب تتراوح بين 5% و%10، مقارنة بالربع الثانى من العام الحالى.
وقال علاء السبع، عضو شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، رئيس مجلس إدارة شركة «السبع أوتوموتيف»، إنَّ زيادة أسعار بعض الطرازات فى المعارض مقارنة بالسعر المُعلن من الوكيل، نتجت عن تراجع حجم المعروض من السيارات فى مقابل معدلات الطلب عليها.
فرغم هبوط الطلب على السيارات بنسب تتجاوز %50، فإنَّ الحصص الاستيرادية من السيارات تراجعت بنحو %80 ما خلق فجوة كبيرة بين المعروض ومعدلات الإقبال.
واستبعد «السبع»، وجود «الأوفر برايس» على بعض الطرازات لزيادة الإيرادات وتغطية التكاليف، إذ إن الأسعار تستند فى الأساس إلى حجم العرض ومعدلات الطلب. وكلما زاد الطلب على طراز مع قلة المعروض منه زاد سعره.
كما أنه حال قيام المعرض برفع أسعار السيارات لتغطية المصاريف سيتجه المستهلك لمعرض آخر ويشترى نفس السيارة دون زيادة فى السعر.
أضاف أن المستهلك يسهم بشكل مباشر فى ظهور «الأوفر برايس» لتمسكه بموديل محدد دون غيره، رغم وجود العديد من الفئات المتنوعة، بالإضافة إلى خوف المستهلك من ارتفاع أسعار الصرف، وهو ما يتبعه ارتفاع أسعار السيارات لا سيما فى ظل ارتفاع قيمة اليورو إلى ما يقرب من 19 جنيهاً، ما يشير إلى تكهنات بارتفاع أسعار السيارات الأوروبية 10، ويدفع المستهلك لتسريع قرار الشراء رغم زيادة أسعارها بالأوفر برايس.
ونفى عضو شعبة السيارات أن يؤثر «الأوفر برايس» على مبيعات السيارات بالسلب؛ نظراً إلى أنها تطبق على موديل او اثنين فقط، بخلاف أن المستهلك أمامه فرصة الاختيار من العديد من السيارات الواقعة فى نفس الفئة السعرية، لافتاً إلى أن قطاع السيارات لا يزال متأثراً بتداعيات كورونا كباقى القطاعات الاقتصادية الأخرى، وذلك نتيجة تراجع معدلات الطلب بشكل حاد وقلة أعداد السيارات بعد توقف المصانع العالمية عن الإنتاج لمدة 3 أشهر.
ورغم استئناف أعمالها، فإنها لا تزال تعمل بربع حجم الطاقة الإنتاجية.
«السبع»: الفجوة بين العرض والطلب تسببت فى زيادة الأسعار
وذكر «السبع»، أن الأزمة الاقتصادية الناتجة عن تفشى وباء كورونا تسببت فى إرجاء طرح موديلات العام الجديد من السيارات، إذ تسلم الوكلاء والموزعون طلبيات السيارات موديل 2020 خلال يونيو الماضى، أى بعد 3 أشهر من طلبها، متوقعاً أن تطرح باقى موديلات 2021 خلال الربع الأخير من العام الحالى، أى اعتباراً من أكتوبر.
وقال منتصر زيتون، عضو مجلس إدارة رابطة تجار السيارات، رئيس مجلس إدارة «الزيتون أوتومول»، إنَّ عودة ظاهرة «الأوفر برايس» يرجع إلى نقص المعروض وزيادة الطلب على بعض الفئات، بالإضافة إلى احتكار بعض الموزعين بعض العلامات التجارية وتحكمهم الكامل فى تحديد سعر السيارة. وهذه ميزة ايجابية للوكيل؛ لأنه يضمن مكاسب السيارات وتحقيق الأرباح لكنه يعود بالسلب على السوق والمستهلك معاً.
أضاف أن العميل من أهم أسباب زيادة اسعار السيارات فى المعارض؛ نظراً إلى تمسكه الشديد بطراز معين من السيارات دون غيره.. بل إنه عندما يعلم بوجود أوفر برايس على السيارة يزداد تمسكه بها اعتقاداً منه بأنها أفضل، لما تشير إليه زيادة مبيعاتها وقلة المعروض منها، ما يعكس جودتها وفعالية أدائها.
أشار إلى أنه حال تغير وجهة العميل لشراء سيارة أخرى، فإن ذلك يسهم فى تقديم السيارات بأسعار عادلة بعد أن يُرغم الموزع على خفض سعر السيارة وإلغاء الأوفر برايس بعد تراجع الإقبال عليها.
واستنكر «زيتون»، تمسك المستهلك بنوع محدد من السيارات مع وجود اختيارات متعددة أمامه، مؤكداً أنه من الصعب إقناع العميل بشراء سيارة اخرى تعادل اختياره فى الشكل والمواصفات والفئة السعرية، بل يظل متمسكاً بالسيارة رغم الأوفر برايس نتيجة اقتناعه التام الناتج عن آراء زملائه وأقاربه او الخطة التسويقية المميزة لذلك الطراز، لافتاً إلى أن تلك الظاهرة لن تؤثر على مبيعات السيارات بقدر ما تؤثر بالسلب على المستهلك وزيادة الأسعار.
وأوضح عضو رابطة التجار، أن أزمة قلة المعروض ترجع إلى وقف الإنتاج بمصانع الشركات الأم لفترة زمنية طويلة ومع استئناف الأعمال من جديد، أصبحت المصانع تعمل بربع أو نصف الطاقة الإنتاجية بالإضافة إلى قلة الطلب العالمى على السيارات، مرجحاً أن تستمر أزمة نقص المعروض حتى نهاية العام الحالى.
كتبت- يارا الجنايني